"المقدّمة في آداب السفرإذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي لك أن تصوم الأربعاء والخميس والجمعة، وأن تختار من أيّام الاُسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم الخميس، واجتنب السفر في يوم الإثنين والأربعاء وقبل الظهر من يوم الجمعة.
هفت روزی نحس باشد در مهى***زان حذر كن تا نيابي هيچ رنج
سه وپنج وسيزده با شانزده***بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنج
واجتنب السفر في اليوم الثالث من الشهر والخامس منه والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين، "
"ولا تسافر في محاق الشهر، ولا إذا كان القمر في برج العقرب، وإن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال والأوقات فليدعُ المسافر بدعوات السفر، ويتصدّق ويخرج متىٰ شاء.
وروي أنّ رجلاً من أصحاب الباقر عليهالسلام أراد السفر فأتاه ليودِّعه، فقال له: إنّ أبي عليّ بن الحسين عليهالسلام كان إذا أراد الخروج إلىٰ بعض أمواله اشترى السلامة من الله عزوجل بما تيسر، أي بالصدقة بما تيسّر له، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، وإذا سلّمه الله وانصرف حَمِدَ الله وشكره أيضاً بما تيسّر له،
فودّعه الرجل ومضىٰ ولم يعمل بما وصّاه الباقر عليهالسلام، فهلك في الطريق، فأتى الخبر الباقر عليهالسلام فقال: قد نُصح الرجل لو كان قَبِلَ."
وينبغي أن تغتسل قبل التوجّه، ثمّ تجمع أهلك بين يديك، وتصلّي ركعتين، وتسأل الله الخيرة، وتقرأ آية الكرسي، وتحمد الله وتُثني عليه، وتصلّي على النبيّ وَآلِهِ صلوات الله عليهم وتقول:
اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغَائِبَ،اللّٰهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الْإِيمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا ،اللّٰهُمَّ اجْعَلْنا فِي رَحْمَتِكَ، وَلَا تَسْلُبْنا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ،وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هٰذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ،اللّٰهُمَّ فَبَلِّغْنِي مَا أُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوهُ فِيكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،ثمّ ودِّع أهلك وانهض، وَقِفْ بالباب فسبّح الله بتسبيح الزهراء عليهاالسلام، واقرأ سورة الحمد أمامك وعن يمينك وعن شمالك وكذلك آية الكرسي، وقل:اللّٰهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمَالِي وَمَا خَوَّلْتَنِي وَقَدْ وَثِقْتُ بِكَ،فَلَاٰ تُخَيِّبْنِي، يَا مَنْ لَايُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ، وَلَا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاحْفَظْنِي فِيما غِبْتُ عَنْهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلىٰ نَفْسِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،ثمّ اقرأ سورة $(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)$ إحدى عشرة مرّة، وسورة $(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ)$ وآيَة الكرسي، وسورة $(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)$ و $(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)$، ثمَّ امْرُرْ بِيَدِك علىٰ جميع جسدك، وتصدَّق بما تيسّر، وقل: اللّٰهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهٰذِهِ الصَّدَقَةِ سَلَامَتِي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَمَا مَعِي . اللّٰهُمَّ احْفَظْنِي وَاحْفَظْ مَا مَعِيَ، وَسَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مَا مَعِيَ، وَبَلِّغْنِي وَبَلِّغْ مَا مَعِيَ بِبَلاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ،"وتأخذ معك عصا من شجر اللوز المُرّ، فقد رُوي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال: من خَرج إلى السفر ومعه عصا لوز مرّ وتلا قوله تعالىٰ: $(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ$ ـ إلیٰ ـ $وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)$ ـ وهو في سورة القصص ـ آمنه الله تعالىٰ من كل سَبعٍ ضارٍ، ومن كل لصّ عادٍ، ومن كلِّ ذات حُمَةٍ حتىٰ يرجع إلىٰ منزله وكان معه سبع وسبعون من المعقِّبات (الملائكة) يستغفرون له حتىٰ يرجع ويضعها . ويستحب أن يخرج معتمّاً متحنّكاً لكي لا يصيبه السَّرَقُ ولا الغرق ولا الحرق، وتأخذ معكَ شيئاً من تربة الحسين عليهالسلام، وقُل إذا أخذتها: "اللّٰهُمَّ هٰذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَ لِيِّكَ وَابْنِ وَ لِيِّكَ اتَّخَذْتُها حِرْزاً لِمَا أَخافُ وَمَا لَاأَخافُ،وخذ معك خاتم العقيق والفيروزج، والأحسن أن يكون العقيق أصفر منقوشاً علىٰ أحد وجهيه: «مَا شَاءَ اللّٰهُ لَاقُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ أَسْتَغْفِرُ اللّٰهَ»،وعلى الوجه الثاني: محمّد وعلي.المقدّمة في آداب السفرإذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي لك أن تصوم الأربعاء والخميس والجمعة، وأن تختار من أيّام الاُسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم الخميس، واجتنب السفر في يوم الإثنين والأربعاء وقبل الظهر من يوم الجمعة.هفت روزی نحس باشد در مهى***زان حذر كن تا نيابي هيچ رنجسه وپنج وسيزده با شانزده***بيست ويك با بيست وچار وبيست وپنجواجتنب السفر في اليوم الثالث من الشهر والخامس منه والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين، ولا تسافر في محاق الشهر، ولا إذا كان القمر في برج العقرب، وإن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال والأوقات فليدعُ المسافر بدعوات السفر، ويتصدّق ويخرج متىٰ شاء.وروي أنّ رجلاً من أصحاب الباقر عليهالسلام أراد السفر فأتاه ليودِّعه، فقال له: إنّ أبي عليّ بن الحسين عليهالسلام كان إذا أراد الخروج إلىٰ بعض أمواله اشترى السلامة من الله عزوجل بما تيسر، أي بالصدقة بما تيسّر له، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، وإذا سلّمه الله وانصرف حَمِدَ الله وشكره أيضاً بما تيسّر له،فودّعه الرجل ومضىٰ ولم يعمل بما وصّاه الباقر عليهالسلام، فهلك في الطريق، فأتى الخبر الباقر عليهالسلام فقال: قد نُصح الرجل لو كان قَبِلَ.وينبغي أن تغتسل قبل التوجّه، ثمّ تجمع أهلك بين يديك، وتصلّي ركعتين، وتسأل الله الخيرة، وتقرأ آية الكرسي، وتحمد الله وتُثني عليه، وتصلّي على النبيّ وَآلِهِ صلوات الله عليهم وتقول:اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَالْغَائِبَ،اللّٰهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الْإِيمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا ،اللّٰهُمَّ اجْعَلْنا فِي رَحْمَتِكَ، وَلَا تَسْلُبْنا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ،وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هٰذَا التَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ،اللّٰهُمَّ فَبَلِّغْنِي مَا أُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوهُ فِيكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،ثمّ ودِّع أهلك وانهض، وَقِفْ بالباب فسبّح الله بتسبيح الزهراء عليهاالسلام، واقرأ سورة الحمد أمامك وعن يمينك وعن شمالك وكذلك آية الكرسي، وقل:اللّٰهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمَالِي وَمَا خَوَّلْتَنِي وَقَدْ وَثِقْتُ بِكَ،فَلَاٰ تُخَيِّبْنِي، يَا مَنْ لَايُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ، وَلَا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاحْفَظْنِي فِيما غِبْتُ عَنْهُ وَلَا تَكِلْنِي إِلىٰ نَفْسِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،ثمّ اقرأ سورة $(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)$ إحدى عشرة مرّة، وسورة $(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ)$ وآيَة الكرسي، وسورة $(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)$ و $(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)$، ثمَّ امْرُرْ بِيَدِك علىٰ جميع جسدك، وتصدَّق بما تيسّر، وقل: اللّٰهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهٰذِهِ الصَّدَقَةِ سَلَامَتِي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَمَا مَعِي . اللّٰهُمَّ احْفَظْنِي وَاحْفَظْ مَا مَعِيَ، وَسَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مَا مَعِيَ، وَبَلِّغْنِي وَبَلِّغْ مَا مَعِيَ بِبَلاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ،وتأخذ معك عصا من شجر اللوز المُرّ، فقد رُوي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال: من خَرج إلى السفر ومعه عصا لوز مرّ وتلا قوله تعالىٰ: $(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ$ ـ إلیٰ ـ $وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)$ ـ وهو في سورة القصص ـ آمنه الله تعالىٰ من كل سَبعٍ ضارٍ، ومن كل لصّ عادٍ، ومن كلِّ ذات حُمَةٍ حتىٰ يرجع إلىٰ منزله وكان معه سبع وسبعون من المعقِّبات (الملائكة) يستغفرون له حتىٰ يرجع ويضعها. ويستحب أن يخرج معتمّاً متحنّكاً لكي لا يصيبه السَّرَقُ ولا الغرق ولا الحرق، وتأخذ معكَ شيئاً من تربة الحسين عليهالسلام، وقُل إذا أخذتها:اللّٰهُمَّ هٰذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَ لِيِّكَ وَابْنِ وَ لِيِّكَ اتَّخَذْتُها حِرْزاً لِمَا أَخافُ وَمَا لَاأَخافُ،وخذ معك خاتم العقيق والفيروزج، والأحسن أن يكون العقيق أصفر منقوشاً علىٰ أحد وجهيه: «مَا شَاءَ اللّٰهُ لَاقُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ أَسْتَغْفِرُ اللّٰهَ»،وعلى الوجه الثاني: محمّد وعلي.
حديث الصافي ـ خادم الامام الهادي عليهالسلام ـ ورحلته الى خراسان
"روى السيّد ابن طاووس في أمان الأخطار عن أبي محمّد قاسم بن علاء، عن الصافي خادم الإمام علي النقي عليهالسلام قال: استأذنته في الزيارة إلىٰ طوس فقال لي: يكون معك خاتم فصُّة عقيق أصفر عليه: مَا شاءَ اللهُ لَاٰ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وعلى الجانب الآخر محمَّد وعليّ، فإنّه أمانٌ من القطع، وأتمُّ للسلامة، وأصونُ لدينك.
قال: فخرجت وأخذت خاتماً على الصفة التي أمرني بها، ثمّ رجعت إليه لوداعه، فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدتُ أمر بردِّي فرجعت إليه، فقال: "
"يا صافي، قلت: لبّيك يا سيِّدي، قال: ليكن معَكَ خاتم آخر من فيروزج فإنّه يلقاك في طريقك أسد بين طوسٍ ونيشابور فيمنع القافلة من المسير فتقدّم إليه وأره الخاتم، وقل له: مولاي يقول لك: تنحّ عن الطريق، ثمّ قال: ليكن نقشه: الله المَلِك، وعلى الجانب الآخر: الْمُلْكُ لِلّٰهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، فإنّه خاتم أمير المؤمنين عليهالسلام كان عليه: اللهُ الْمَلِك، فلمّا وُلِّيَ الخلافة نقش علىٰ خاتمه: الْمُلْكُ لِلّٰهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، وكان فصّه فيرُوزج، وهو أمان من السِّباع خاصّة، وظفر في الحرب.
قال الخادم: فخرجت في سفري ذلك فلقيني والله السِّبع، ففعلت ما اُمرت به، فلمّا رجعت حدّثته، فقال لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدَّثتك بها، فقلت: يا سيّدي، اذكرْ عليَّ لَعَلِّي نسيتُها، فقال:"
نعم، بتَّ ليلة بطوس عند القبر فصار إلى القبر قوم من الجنّ لزيارته فنظروا إلى الفصّ في يدك وقرأوا نقشه فأخذوه عن يدك وصاروا به إلىٰ عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرئَ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك اليمنىٰ فصيَّروه في يدك اليسرىٰ، فكثر تعجّبك من ذلك، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخذته وهو معك فاحمله إلى السوق فإنّك ستبيعه بثمانين ديناراً، وهو هديّة القوم إليك. فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً كما قال سيّدي عليهالسلام.
روى السيّد ابن طاووس في أمان الأخطار عن أبي محمّد قاسم بن علاء، عن الصافي خادم الإمام علي النقي عليهالسلام قال: استأذنته في الزيارة إلىٰ طوس فقال لي: يكون معك خاتم فصُّة عقيق أصفر عليه: مَا شاءَ اللهُ لَاٰ قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وعلى الجانب الآخر محمَّد وعليّ، فإنّه أمانٌ من القطع، وأتمُّ للسلامة، وأصونُ لدينك.
قال: فخرجت وأخذت خاتماً على الصفة التي أمرني بها، ثمّ رجعت إليه لوداعه، فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدتُ أمر بردِّي فرجعت إليه، فقال:
يا صافي، قلت: لبّيك يا سيِّدي، قال: ليكن معَكَ خاتم آخر من فيروزج فإنّه يلقاك في طريقك أسد بين طوسٍ ونيشابور فيمنع القافلة من المسير فتقدّم إليه وأره الخاتم، وقل له: مولاي يقول لك: تنحّ عن الطريق، ثمّ قال: ليكن نقشه: الله المَلِك، وعلى الجانب الآخر: الْمُلْكُ لِلّٰهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، فإنّه خاتم أمير المؤمنين عليهالسلام كان عليه: اللهُ الْمَلِك، فلمّا وُلِّيَ الخلافة نقش علىٰ خاتمه: الْمُلْكُ لِلّٰهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، وكان فصّه فيرُوزج، وهو أمان من السِّباع خاصّة، وظفر في الحرب.
قال الخادم: فخرجت في سفري ذلك فلقيني والله السِّبع، ففعلت ما اُمرت به، فلمّا رجعت حدّثته، فقال لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدَّثتك بها، فقلت: يا سيّدي، اذكرْ عليَّ لَعَلِّي نسيتُها، فقال:
نعم، بتَّ ليلة بطوس عند القبر فصار إلى القبر قوم من الجنّ لزيارته فنظروا إلى الفصّ في يدك وقرأوا نقشه فأخذوه عن يدك وصاروا به إلىٰ عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرئَ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك اليمنىٰ فصيَّروه في يدك اليسرىٰ، فكثر تعجّبك من ذلك، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجراً ياقوتاً فأخذته وهو معك فاحمله إلى السوق فإنّك ستبيعه بثمانين ديناراً، وهو هديّة القوم إليك. فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً كما قال سيّدي عليهالسلام.
دعوات السفر وآدابه
وعن الصادق عليهالسلام قال: من قرأ آية الكرسي في السفر في كلّ ليلة سَلِمَ وسَلِمَ ما معه، ويقول:
اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَسِيرِي عِبَراً، وَصَمْتِي تَفَكُّراً، وَكَلامِي ذِكْراً،وعن الإمام زين العابدين عليهالسلام قال: لا اُبالي اذا قلت هذه الكلمات أن لو اجتمع عليَّ الجنُّ والإنس: بِسْمِ اللّٰهِ، وَبِاللّٰهِ، وَمِنَ اللّٰهِ، وَ إِلَى اللّٰهِ، وَفِي سَبِيلِ اللّٰهِ،اللّٰهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي،فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَمِنْ تَحْتِي،وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ،"الأوّل: ينبغي للمرء أن لا يترك التسمية عند الركوب.""الثاني: أن يحفظ نفقته في موضِع مصُون. فقد رُوي أنّ من فِقْهِ المسافر حفظ نفقته.""الثالث: أن يساعد أصحابه في السفر ولا يحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفّس الله عنه ثلاثاً وسبعين كُربة، ويُجيره في الدنيا من الهمّ والغم، وينفّس كربه العظيم يوم القيامة .ورُوي أنّ الإمام زين العابدين عليهالسلام كان لا يسافر إلّا مع رفقة لا يَعْرفُونَه ليخدمهم في الطريق، فإنّهم لو عرفوه منعُوه عن ذلك،"ومن الأخلاق الكريمة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان معَ صحابته في بعض الأسفار فأرادوا ذبح شاة يقتاتون بها، فقال أحدهم: عليَّ ذبْحُها، وقال آخر: عليَّ سلخُ جِلدها، وقال الآخر: عليَّ طبخُها، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم: عليَّ الاحتطاب،فقالوا: يا رسول الله، نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت، فأجاب: أنا أعلم أنّكم تعملونه ولكن لا يسرّني أن امتاز عنكم فإنّ الله يكره أن يرىٰ عبده قد فضَّل نفسه علىٰ أصحابه. واعلم أنّ أثقل الخلق على الأصحاب في السفر من تكاسل في الأعمال وهو في سلامة من أعضائه وجوارحه فهو لا يؤدِّي شيئاً من وظائفه مرتقباً رفقته يقضون له حوائجه."الرابع: أن يصاحِب الرجل مَنْ يُماثِله في الإنفاق.""الخامس: أن لا يشرب من ماء أيّ منزل يردُه إلّا بعد أن يمزجه بماءِ المنزل الذي سبقه. ومن اللازم أن يتزوّد المسافر من تربة بلده وطينته التي ربّي عليها، وكلّما ورد منزلاً طرح في الإناء الذي يشرب منه الماء شيئاً من الطين الذي تزوّده من بلده، ويشوب الماء والطين في الآنية بالتحريك، ويؤخّر شربه حتّىٰ يصفو.""السادس: أن يحسّن أخلاقه، ويتزيّن بالحلم، وسيأتي في آداب زيارة الحسين عليهالسلام ما يناسب المقام.""السابع: أن يتزوّد لسفره، ومن شرف المرء أن يطيِّب زاده لا سيّما في طريق مكّة، نعم لا يستحسن في سفر زيارة الحسين عليهالسلام أن يتّخذ زاداً لذيذاً كاللحم المشويّ والحلويات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارته عليهالسلام، وقال ابن الأعسم:"مِنْ شَرَفِ الْإِنْسانِ فِي الْأَسْفارِ***تَطْيِيبُهُ الزَّادَ مَعَ الْإِكْثارِوَلْيُحْسِنِ الْإِنْسانُ فِي حالِ السَّفَر***أَخْلاقَةُ زِيادَةً عَلَى الْحَضَروَلْيَدْعُ عِنْدَ الْوَضْعِ لِلْخِوانِ***مَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الْإِخْوانِوَلْيُكْثِرِ الْمَزْحَ مَعَ الصَّحْبِ إِذا***لَمْ يُسْخِطِ اللّٰهَ وَلَمْ يَجْلِبْ أَذىٰمَنْ جاءَ بَلْدَةً فَذا ضَيْفٌ عَلىٰ***إِخْوانِهِ فِيها إِلىٰ أَنْ يَرْحَلايُبَرُّ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ لْيَأْكُلِ***مِنْ أَكْلِ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي الْمُسْتَقْبِلِ"الثامن: من أهمّ الأشياء في السفر المحافظة على الفرائض بشرائطها وحدودها، وأداؤها في بدء أوقاتها، فَمَا أكثر ما يُشَاهَد الحُجَّاجُ والزُّوّار في الأسفار يضيّعون الفرائِض بتأخيرها عن أوقاتها أو بأدائها راكبين أو في المحامل أو متيمّمين بلا وضُوء أو مع نجاسة البدن أو الثياب أو غيرها من أشباهها. فهذه كلّها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصلاة وعدم مبالاتهم بها. هذا وقد رُوي في الحديث عن الصادق عليهالسلام قال: صلاة الفريضة أفضل من عشرين حجّة، وحجّة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً يتصدّق به حتّىٰ تفرغ.ولا تدع بعد الصلاة المقصورة أن تقول ثلاثين مرّة: #سُبْحانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ، وَلَاٰ إِلٰهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ#، فهو من السنن المؤكّدة."وعن الصادق عليهالسلام قال: من قرأ آية الكرسي في السفر في كلّ ليلة سَلِمَ وسَلِمَ ما معه، ويقول: اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مَسِيرِي عِبَراً، وَصَمْتِي تَفَكُّراً، وَكَلامِي ذِكْراً،وعن الإمام زين العابدين عليهالسلام قال: لا اُبالي اذا قلت هذه الكلمات أن لو اجتمع عليَّ الجنُّ والإنس: بِسْمِ اللّٰهِ، وَبِاللّٰهِ، وَمِنَ اللّٰهِ، وَ إِلَى اللّٰهِ، وَفِي سَبِيلِ اللّٰهِ،اللّٰهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وَ إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي،فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الْإِيمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَمِنْ تَحْتِي،وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لَاحَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلّا بِاللّٰهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ،الأوّل: ينبغي للمرء أن لا يترك التسمية عند الركوب.الثاني: أن يحفظ نفقته في موضِع مصُون. فقد رُوي أنّ من فِقْهِ المسافر حفظ نفقته.الثالث: أن يساعد أصحابه في السفر ولا يحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفّس الله عنه ثلاثاً وسبعين كُربة، ويُجيره في الدنيا من الهمّ والغم، وينفّس كربه العظيم يوم القيامة .ورُوي أنّ الإمام زين العابدين عليهالسلام كان لا يسافر إلّا مع رفقة لا يَعْرفُونَه ليخدمهم في الطريق، فإنّهم لو عرفوه منعُوه عن ذلك،ومن الأخلاق الكريمة للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان معَ صحابته في بعض الأسفار فأرادوا ذبح شاة يقتاتون بها، فقال أحدهم: عليَّ ذبْحُها، وقال آخر: عليَّ سلخُ جِلدها، وقال الآخر: عليَّ طبخُها، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم: عليَّ الاحتطاب،فقالوا: يا رسول الله، نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت، فأجاب: أنا أعلم أنّكم تعملونه ولكن لا يسرّني أن امتاز عنكم فإنّ الله يكره أن يرىٰ عبده قد فضَّل نفسه علىٰ أصحابه. واعلم أنّ أثقل الخلق على الأصحاب في السفر من تكاسل في الأعمال وهو في سلامة من أعضائه وجوارحه فهو لا يؤدِّي شيئاً من وظائفه مرتقباً رفقته يقضون له حوائجه.الرابع: أن يصاحِب الرجل مَنْ يُماثِله في الإنفاق.الخامس: أن لا يشرب من ماء أيّ منزل يردُه إلّا بعد أن يمزجه بماءِ المنزل الذي سبقه. ومن اللازم أن يتزوّد المسافر من تربة بلده وطينته التي ربّي عليها، وكلّما ورد منزلاً طرح في الإناء الذي يشرب منه الماء شيئاً من الطين الذي تزوّده من بلده، ويشوب الماء والطين في الآنية بالتحريك، ويؤخّر شربه حتّىٰ يصفو.السادس: أن يحسّن أخلاقه، ويتزيّن بالحلم، وسيأتي في آداب زيارة الحسين عليهالسلام ما يناسب المقام.السابع: أن يتزوّد لسفره، ومن شرف المرء أن يطيِّب زاده لا سيّما في طريق مكّة، نعم لا يستحسن في سفر زيارة الحسين عليهالسلام أن يتّخذ زاداً لذيذاً كاللحم المشويّ والحلويات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارته عليهالسلام، وقال ابن الأعسم:مِنْ شَرَفِ الْإِنْسانِ فِي الْأَسْفارِ***تَطْيِيبُهُ الزَّادَ مَعَ الْإِكْثارِوَلْيُحْسِنِ الْإِنْسانُ فِي حالِ السَّفَر***أَخْلاقَةُ زِيادَةً عَلَى الْحَضَروَلْيَدْعُ عِنْدَ الْوَضْعِ لِلْخِوانِ***مَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الْإِخْوانِوَلْيُكْثِرِ الْمَزْحَ مَعَ الصَّحْبِ إِذا***لَمْ يُسْخِطِ اللّٰهَ وَلَمْ يَجْلِبْ أَذىٰمَنْ جاءَ بَلْدَةً فَذا ضَيْفٌ عَلىٰ***إِخْوانِهِ فِيها إِلىٰ أَنْ يَرْحَلايُبَرُّ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ لْيَأْكُلِ***مِنْ أَكْلِ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي الْمُسْتَقْبِلِالثامن: من أهمّ الأشياء في السفر المحافظة على الفرائض بشرائطها وحدودها، وأداؤها في بدء أوقاتها، فَمَا أكثر ما يُشَاهَد الحُجَّاجُ والزُّوّار في الأسفار يضيّعون الفرائِض بتأخيرها عن أوقاتها أو بأدائها راكبين أو في المحامل أو متيمّمين بلا وضُوء أو مع نجاسة البدن أو الثياب أو غيرها من أشباهها. فهذه كلّها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصلاة وعدم مبالاتهم بها. هذا وقد رُوي في الحديث عن الصادق عليهالسلام قال: صلاة الفريضة أفضل من عشرين حجّة، وحجّة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً يتصدّق به حتّىٰ تفرغ.ولا تدع بعد الصلاة المقصورة أن تقول ثلاثين مرّة: سُبْحانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ، وَلَاٰ إِلٰهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، فهو من السنن المؤكّدة.