الفصل الثالث: زيارة النبي والزهراء عليها‌السلام والأئمة بالبقيع (صَلوات الله عَلَيْهم أجمَعين) في المدينة الطيبة

فی فضل زيارة النبي والزهراء عليها‌السلام والأئمة بالبقيع (صَلوات الله عَلَيْهم أجمَعين) في المدينة الطيبة

كيفية زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

زيارة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من البعد

زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّة عليهم‌السلام يوم الجمعة من البعد

فضل الصلاة والسلام على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

زيارة أئمّة البقيع عليهم‌السلام

أبيات من القصيدة الهائيّة الازريّة

ذكر سائر الزيارات في المدينة الطيبة

زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

زيارة فاطمة بنت أسد رضي‌الله‌عنها

زيارة حمزة رضي‌الله‌عنه في أحد

فضل زيارة حمزة رضي‌الله‌عنه

زيارة قبور الشهداء رضوان الله عليهم بأُحد

ذكر المساجد المعظمة بالمدينة المنورة

الوداع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

الآداب التي ينبغي رعايتها لزائر المدينة

فی فضل زيارة النبي والزهراء عليها‌السلام والأئمة بالبقيع (صَلوات الله عَلَيْهم أجمَعين) في المدينة الطيبة

"ورُوِي أيضاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: أتمّوا بزيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّكم، فإنّ تركه بعد الحجّ جفاء. وبذلك اُمرتم وأتمّوه بالقبور التي ألزمكم الله عزوجل حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.

وروي أيضاً عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا عليه‌السلام: يابن رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة، ويعني الراوي بسؤاله أنّ الرواية إن صحّت فما معناها؟ وهي بظاهرها تحتوي علىٰ ما لا يستقيم مع الاعتقاد الحقّ.

فأجابه عليه‌السلام فقال: يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالىٰ فضّل نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال الله عزَّ وجلَّ: "

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللَّهَ،وقال:إِنَّ الَّذِينَ يُبٰايِعُونَكَ إِنَّمٰا يُبٰايِعُونَ اللّٰهَ يَدُ اللّٰهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ،"وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: من زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار الله تعالىٰ... إلخ.وروى الحميري في قرب الاسناد، عن الصادق عليه‌السلام، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زارني حيّاً وميّتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة.وفي الحديث: أنّه شهد الصادق عليه‌السلام عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّم عليه، ثمّ قال لمن حضره: أمَا لقد فُضِّلنا علىٰ أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دونها لسلامنا علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.""وروى الطوسي رحمه‌الله في التهذيب عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جدّه أنّه قال: دخلت علىٰ فاطمة عليها‌السلام فبدأتني بالسلام، ثمّ قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة. قالت: أخبرني أبي وهو ذا هو، أنّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب الله له الجنّة. قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم، وبعد موتنا. قال العلّامة المجلسي رحمه‌الله: روي في حديث معتبر عن عبدالله بن عباس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زار الحسن عليه‌السلام في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.وفي المقنعة عن الصادق عليه‌السلام: من زارني غُفرت له ذنوبه، ولم يمت فقيراً.""وروى الطوسي في التهذيب عن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام قال: من زار جعفر الصادق وأباه لم يَشك عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلىً.وروىٰ ابن قولويه في الكامل في حديث طويل عن هشام بن سالم، عن الصادق عليه‌السلام أنّه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: نعم. قال: فما لمن زاره؟ قال: الجنّة إن كان يأتمّ به. قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة... إلخ، والأحاديث في ذلك كثيرة حسبنا منها ما ذكرناه."ورُوِي أيضاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: أتمّوا بزيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّكم، فإنّ تركه بعد الحجّ جفاء. وبذلك اُمرتم وأتمّوه بالقبور التي ألزمكم الله عزوجل حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.وروي أيضاً عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا عليه‌السلام: يابن رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة، ويعني الراوي بسؤاله أنّ الرواية إن صحّت فما معناها؟ وهي بظاهرها تحتوي علىٰ ما لا يستقيم مع الاعتقاد الحقّ. فأجابه عليه‌السلام فقال: يا أبا الصلت، إنّ الله تبارك وتعالىٰ فضّل نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علىٰ جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال الله عزَّ وجلَّ:وقال:وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: من زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار الله تعالىٰ... إلخ.وروى الحميري في قرب الاسناد، عن الصادق عليه‌السلام، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زارني حيّاً وميّتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة.وفي الحديث: أنّه شهد الصادق عليه‌السلام عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّم عليه، ثمّ قال لمن حضره: أمَا لقد فُضِّلنا علىٰ أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دونها لسلامنا علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.وروى الطوسي رحمه‌الله في التهذيب عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جدّه أنّه قال: دخلت علىٰ فاطمة عليها‌السلام فبدأتني بالسلام، ثمّ قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة. قالت: أخبرني أبي وهو ذا هو، أنّه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب الله له الجنّة. قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم، وبعد موتنا. قال العلّامة المجلسي رحمه‌الله: روي في حديث معتبر عن عبدالله بن عباس، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زار الحسن عليه‌السلام في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.وفي المقنعة عن الصادق عليه‌السلام: من زارني غُفرت له ذنوبه، ولم يمت فقيراً.وروى الطوسي في التهذيب عن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام قال: من زار جعفر الصادق وأباه لم يَشك عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلىً.وروىٰ ابن قولويه في الكامل في حديث طويل عن هشام بن سالم، عن الصادق عليه‌السلام أنّه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: نعم. قال: فما لمن زاره؟ قال: الجنّة إن كان يأتمّ به. قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة... إلخ، والأحاديث في ذلك كثيرة حسبنا منها ما ذكرناه.

كيفية زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

"وأمّا كيفيّة زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهي كما يلي:

إذا وردتَ إن شاء الله تعالىٰ مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاغتسل للزيارة، فإذا أردت دخول مسجده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقف على الباب و استأذن بالاستئذان الأوّل ممّا ذكرناه، وادخل من باب جبرئيل عليه‌السلام، وقدّم رجلك اليُمنىٰ عند الدخول، ثمّ قل: "

«اللّٰهُ أَکْبَرُ»،مئة مرّة، ثمّ صلِّ ركعتين تحيّة المسجد، ثمّ امضِ إلىٰ الحجرة الشريفة، فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبِّلها، وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خاتَمَ النَّبِيِّينَ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ،وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً حَتَّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ، فَصَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ،ثمّ قف عند الاسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلىٰ جانب القبر، ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقل:أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللّٰهِ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّٰهِ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ،وَعَبَدْتَ اللّٰهَ حَتّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ،وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ،وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، فَبَلَّغَ اللّٰهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنْ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ،اللّٰهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ،وَأَهْلِ السَّمَاواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،اللّٰهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ،اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً،وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِي، وَ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللّٰهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي،"فإن كانت لك حاجة فاجعل القبر الطاهر خلف كتفيك، واستقبل القبلة، وارفع يدك، وسل حاجتك فإنّه أحْرىٰ أن تقضىٰ إن شاء الله تعالىٰ.وروىٰ ابن قولويه بسند معتبر عن محمّد بن مسعود، قال: رأيت الصادق عليه‌السلام انتهىٰ إلىٰ قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع يده عليه، وقال:"أَسْأَلُ اللّٰهَ الَّذِي اجْتَبَاكَ وَاخْتَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدىٰ بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ،ثمّ قال: إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً،وقال الشيخ في المصباح: فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بيدك، وخذ برمّانتيه وهما السفلاوان وامسح وجهك وعينك به فإنّ فيه شفاءً للعين، وقم عنده واحمد الله واثنِ عليه وسل حاجتك فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري علىٰ ترعة من ترع الجنّة.ثمّ تأتي مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتصلّي فيه ما بدا لك، وأكثر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ الصلاة فيه بألف صلاة، وإذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصلِّ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وصلّ في بيت فاطمة عليها‌السلام، وأتِ مقام جبرئيل عليه‌السلام وهو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقل: أَسْأَلُكَ أَيْ جَوادُ، أَيْ كَرِيمُ، أَيْ قَرِيبُ، أَيْ بَعِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ،وأمّا كيفيّة زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهي كما يلي: إذا وردتَ إن شاء الله تعالىٰ مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاغتسل للزيارة، فإذا أردت دخول مسجده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقف على الباب و استأذن بالاستئذان الأوّل ممّا ذكرناه، وادخل من باب جبرئيل عليه‌السلام، وقدّم رجلك اليُمنىٰ عند الدخول، ثمّ قل: «اللّٰهُ أَکْبَرُ»،مئة مرّة، ثمّ صلِّ ركعتين تحيّة المسجد، ثمّ امضِ إلىٰ الحجرة الشريفة، فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبِّلها، وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خاتَمَ النَّبِيِّينَ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَأَقَمْتَ الصَّلَاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ،وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً حَتَّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ، فَصَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ،ثمّ قف عند الاسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلىٰ جانب القبر، ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقل:أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللّٰهِ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّٰهِ،وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ،وَعَبَدْتَ اللّٰهَ حَتّىٰ أَتاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ،وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ،وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، فَبَلَّغَ اللّٰهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنْ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ،اللّٰهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ،وَأَهْلِ السَّمَاواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،اللّٰهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ،اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: $﴿وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً﴾ً$،وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تَائِباً مِنْ ذُنُوبِي، وَ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللّٰهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي،"فإن كانت لك حاجة فاجعل القبر الطاهر خلف كتفيك، واستقبل القبلة، وارفع يدك، وسل حاجتك فإنّه أحْرىٰ أن تقضىٰ إن شاء الله تعالىٰ.وروىٰ ابن قولويه بسند معتبر عن محمّد بن مسعود، قال: رأيت الصادق عليه‌السلام انتهىٰ إلىٰ قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضع يده عليه، وقال:"أَسْأَلُ اللّٰهَ الَّذِي اجْتَبَاكَ وَاخْتَارَكَ وَهَدَاكَ وَهَدىٰ بِكَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ،ثمّ قال: وقال الشيخ في المصباح: فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بيدك، وخذ برمّانتيه وهما السفلاوان وامسح وجهك وعينك به فإنّ فيه شفاءً للعين، وقم عنده واحمد الله واثنِ عليه وسل حاجتك فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري علىٰ ترعة من ترع الجنّة.ثمّ تأتي مقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتصلّي فيه ما بدا لك، وأكثر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ الصلاة فيه بألف صلاة، وإذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصلِّ على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وصلّ في بيت فاطمة عليها‌السلام، وأتِ مقام جبرئيل عليه‌السلام وهو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقل: أَسْأَلُكَ أَيْ جَوادُ، أَيْ كَرِيمُ، أَيْ قَرِيبُ، أَيْ بَعِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ،

زيارة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

"ثمّ زر فاطمة عليها‌السلام من عند الروضة. واختُلِفَ في موضع قبرها، فقال قوم: هي مدفونة في الروضة ـ أي ما بين القبر والمنبر ـ وقال آخرون: في بيتها، وقالت فرقة ثالثة: إنّها مدفونة بالبقيع. والذي عليه أكثر أصحابنا أنّها تزار من عند الروضة، ومن زارها في هذه الثلاثة مواضع كان أفضل.

وإذا وقفت عليها للزيارة فقل:"

يَا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللّٰهُ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً،وَزَعَمْنا أَنَّا لَكِ أَوْلِياءٌ وَ مُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَتىٰ بِهِ وَصِيُّهُ،فَإِنّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنَّا صَدَّقْناكِ إِلّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنَا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ،ويستحبّ أيضاً أن تقول:السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ نَبِيِّ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ حَبِيبِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَلِيلِ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ صَفِيِّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ أَمِينِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللّٰهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يَا سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللّٰهِ وَ خَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ،السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ،السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْحَوْراءُ الْإِنْسِيَّةُ،السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِيمَةُ،السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُ الْمَغْصُوبَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ،السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكِ وَعَلَىٰ رُوحِكِ وَبَدَنِكِ،أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَمَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذىٰ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،لِأَنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ،أُشْهِدُ اللّٰهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، ساخِطٌ عَلَىٰ مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ،مَتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوَالٍ لِمَنْ وَالَيْتِ، مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ،مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ، وَكَفَىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً وَ حَسِيباً وَ جازِياً وَ مُثِيباً،"ثمّ تصلّي على النبيّ والأئمّة الأطهار عليهم‌السلام.أقول: قد ذكرنا في اليوم الثالث من شهر جمادى الآخرة زيارة أُخرىٰ لها صلوات الله عليها. وقد أورد العلماء لها صلوات الله عليها زيارة مبسوطة تتّفق في ألفاظها مع هذه الزيارة التي نقلناها عن الشيخ من أوّلها، وهي:"أُشْهِدُ اللّٰهَ وَ مَلائِكَتَهُ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكِ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكِ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكِ،أَنَا يَا مَوْلاتِي بِكِ وَبِأَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ، وَبِوِلايَتِهِمْ مُؤْمِنٌ، وَ لِطَاعَتِهِمْ مُلْتَزِمٌ،أَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ دِينُهُمْ، وَالْحُكْمَ حُكْمُهُمْ، وَهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللّٰهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَدَعَوْا إِلَىٰ سَبِيلِ اللّٰهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لَاتَأْخُذُهُمْ فِي اللّٰهِ لَوْمَةُ لائِمٍ،وَصَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْكِ وَعَلَىٰ أَبِيكِ وَبَعْلِكِ وَذُرِّيَّتِكِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ . اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ،وَصَلِّ عَلَى الْبَتُولِ الطَّاهِرَةِ الصِّدِّيقَةِ الْمَعْصُومَةِ التَّقِيَّةِ،النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ الرَّشِيدَةِ الْمَظْلُومَةِ الْمَقْهُورَةِ، الْمَغْصُوبَةِ حَقُّها،الْمَمْنُوعَةِ إِرْثُها، الْمَكْسُورَةِ ضِلْعُهَا، الْمَظْلُومِ بَعْلُهَا، الْمَقْتُولِ وَلَدُها،فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِكَ، وَبَضْعَةِ لَحْمِهِ وَصَمِيمِ قَلْبِهِ، وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ،وَالنُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ، وَالتُّحْفَةِ خَصَصْتَ بِها وَصِيَّهُ، وَحَبِيبَةِ الْمُصْطَفىٰ، وَقَرِينَةِ الْمُرْتَضىٰ،وَسَيِّدَةِ النِّساءِ، وَمُبَشِّرَةِ الْأَوْلِياءِ، حَلِيفَةِ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ،وَتُفَّاحَةِ الْفِرْدَوْسِ وَالْخُلْدِ الَّتِي شَرَّفْتَ مَوْلِدَها بِنِساءِ الْجَنَّةِ،وَسَلَلْتَ مِنْها أَنْوارَ الْأَئِمَّةِ، وَأَرْخَيْتَ دُونَها حِجابَ النُّبُوَّةِ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيْها صَلاةً تَزِيدُ فِي مَحَلِّها عِنْدَكَ، وَشَرَفِها لَدَيْكَ، وَمَنْزِلَتِها مِنْ رِضَاكَ، وَبَلِّغْها مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً،وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِي حُبِّها فَضْلاً وَ إِحْسَاناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الْعَفْوِ الْكَرِيمِ،أقول: قال الشيخ في التهذيب: إنّ ما رُوِيَ في فضل زيارتها صلوات الله عليها أكثر من أن يحصىٰ. وروى العلّامة المجلسي عن كتاب مصباح الأنوار عن الزهراء صلوات الله عليها، قالت: قال لي أبي: من صلّىٰ عليكِ غَفَرَ الله عزوجل له وألحقه بي حيث كنت مِنَ الجنّة.

زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من البعد

قال العلَّامة المجلسي رحمه‌الله في زاد المعاد في أعمال عيد الميلاد، وهو اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل: قال الشيج المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس عليهم‌السلام: إذا أردت زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ما عدا المدينة الطيّبة من البلاد فاغتسل ومثّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف، ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَةِ الطَّيِّبِينَ،ثمّ قل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَجِيبَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خاتَمَ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قائِماً بِالْقِسْطِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا فَاتِحَ الْخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُبَلِّغاً عَنِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُبَشِّرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللّٰهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْهادِينَ الْمَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ جَدِّكَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلَىٰ أَبِيكَ عَبْدِ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَىٰ أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ، السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طَالِبٍ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّٰهِ عَلَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَ السَّابِقَ إِلَىٰ طَاعَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ،وَالْمُهَيْمِنَ عَلَىٰ رُسُلِهِ، وَالْخاتَمَ لِأَنْبِيائِهِ، وَالشَّاهِدَ عَلَىٰ خَلْقِهِ، وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ،وَالْمَكِينَ لَدَيْهِ، وَالْمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ،الْأَحْمَدَ مِنَ الْأَوْصافِ، الْمُحَمَّدَ لِسائِرِ الْأَشْرافِ، الْكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالْمُكَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ،الْفائِزَ بِالسِّباقِ، وَالْفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ،تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ، مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ، غَيْرِ مُنْكِرٍ مَا انْتَهىٰ إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ،مُوْقِنٍ بِالْمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ، مُؤْمِنٍ بِالْكِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّلٍ حَلالَكَ، مُحَرِّمٍ حَرامَكَ،أَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ، وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ،وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ، وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الْأَذَىٰ فِي جَنْبِهِ،وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ، وَأَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ،وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،فَبَلَغَ اللّٰهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ،وَأَعْلىٰ مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ حَيْثُ لَايَلْحَقُكَ لاحِقٌ،وَلَا يفُوقُكَ فائِقٌ، وَلَا يَسْبِقُكَ سابِقٌ، وَلاَ ٰيَطْمَعُ فِي إِدْراكِكَ طامِعٌ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَهَدَانَا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ، وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ،فَجَزاكَ اللّٰهُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ مَا جَازَىٰ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ،بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللّٰهِ زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخَالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالْهُدَىٰ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ،بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي،أَنَا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ وَ صَلَّىٰ عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَ أَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ،صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لَاانْقِطاعَ لَها وَلَا أَمَدَ وَلَا أَجَلَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلُهُ،ثمّ ابسط كفّيك وقل:اللّٰهُمَّ اجْعَلْ جَوَامِعَ صَلَواتِكَ، وَنَوَامِيَ بَرَكاتِكَ،وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ، وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيمَاتِكَ وَكَرامَاتِكَ وَرَحَمَاتِكَ،وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِينَ،وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِينَ،عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ،وَنَجِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحْمَتِكَ،وَخَيْرِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ، وَقائِدِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ،وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ، وَداعِيهِمْ إِلَىٰ دِينِكَ، الْقَيِّمِ بِأَمْرِكَ،أَوَّلِ النَّبِيِّينَ مِيثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً، الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الْفَضِيلَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْجَلِيلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطِيرَةِ،وَأَوْدَعْتَهُ الْأَصْلابَ الطَّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها إِلَى الْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ، وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ،إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَ حِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً،حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ الْعَهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ، حَتَّىٰ رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ،وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ الْبِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الْأَسْتارِ، وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الْأَنْوارِ،اللّٰهُمَّ فَكَمَا خَصَصْتَهُ بِشرَفِ هٰذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَرِيمَةِ، وَذُخْرِ هٰذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعَظِيمَةِ،صَلِّ عَلَيْهِ كَمَا وَفَىٰ بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الْجُحُودِ عَلَىٰ تَوْحِيدِكَ،صَلِّ عَلَيْهِ كَمَا وَفَىٰ بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الْجُحُودِ عَلَىٰ تَوْحِيدِكَ،وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنَ الْفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الْفَضائِلَ،وَيَمْلِكُ بِهَا الْجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ،وَقَدْ أَسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَأَخْفَى الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ مَا مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنَّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً،وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوَالاتِهِمْ فَضْلاً وَ إِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ،ثمّ صلِّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين واقرأ فيها ما شئت من السور، فإذا فرغت فسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، وقل:اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ،وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً، وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ،اللّٰهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَمُقِرَّاً لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي،وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ،فَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ،يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي،يَا نَبِيَّ اللّٰهِ، يَا سَيِّدَ خَلْقِ اللّٰهِ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللّٰهِ رَبِّكَ وَرَبِّي،لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِيَ لِي حَوائِجِي،فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي، فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلىٰ رَبِّي،وَ نِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيتِكَ السَّلامُ،اللّٰهُمَّ وَ أَوْجِبْ لِي مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّيِّبَ النَّافِعَ،كَمَا أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتىٰ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ،وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ،وَقَدْ أَمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ، وَ إِنِّي لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِرٍ، وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ،وَعائِذٌ بِكَ فِي هٰذَا الْمَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الْأَعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِلَيَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوْعَدْتَ عَلَيْهَا الْعِقابَ،وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الْخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الْأَسْتارُ، وَتَبْدُو فِيهِ الْأَسْرارُ وَالْفَضائِحُ،وَتَرْعَدُ فِيهِ الْفَرائِصُ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ،يَوْمَ الْآفِكَةِ، يَوْمَ الْآزِفَةِ، يَوْمَ التَّغابُنِ، يَوْمَ الْفَصْلِ، يَوْمَ الْجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ،يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ الْعَرْضِ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ،يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ وَأَكْنافُ السَّماءِ، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللّٰهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا،يَوْمَ لَايُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلّا مَنْ رَحِمَ اللّٰهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلىٰ عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللّٰهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ،وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي إِلَى اللّٰهِ،يَوْمَ الْواقِعَةِ، يَوْمَ تُرَجُّ الْأَرْضُ رَجَّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ،وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ الْمَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً،اللّٰهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هٰذَا الْيَوْمِ، وَلَا تُخْزِنِي فِي ذٰلِكَ مَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلَىٰ نَفْسِي،وَاجْعَلْ يَا رَبِّ فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أَوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي، وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مَحْشَرِي،وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الْغُرِّ الْكِرامِ مَصْدَرِي،وَأَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي حَتَّىٰ أَفُوزَ بِحَسَناتِي، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي،وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي، وَأَمْضِيَ مَعَ الْفَائِزِينَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ إِلىٰ رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ إِلٰهَ الْعالَمِينَ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي، أَو أَنْ أَلْقَى الْخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي،أَوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئَاتِي عَلَىٰ حَسَناتِي، أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الْخَلائِقِ بِاسْمِي،يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ،اللّٰهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ فِي مَواقِفِ الْأَشْرارِ مَوْقِفِي، أَوْ فِي مَقامِ الْأَشْقِياءِ مَقامِي،وَ إِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلّاً بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلىٰ مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ،وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ الْمُتَّقِينَ إِلىٰ جَنَّاتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،ثمّ ودّعه وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْبَشِيرُ النَّذِيرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السَّفِيرُ بَيْنَ اللّٰهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ،أَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ أَ نَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ،لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَ نْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها،وَأَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ أَ نِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، مُوقِنٌ بِجَمِيعِ مَا أَ تَيْتَ بِهِ، راضٍ مُؤْمِنٌ،وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الْهُدَىٰ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ، وَالْحُجَّةُ عَلَىٰ أَهْلِ الدُّنْيا،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ،وَ إِنْ تَوَفَّيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلَىٰ مَا أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي،أَنَّكَ أَنْتَ اللّٰهُ لَاإِلٰهَ إِلّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلَىٰ خَلْقِكَ،وَخُلَفاؤُكَ فِي عِبادِكَ، وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرِّكَ، وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هٰذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً مِنِّي وَسَلاماً،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ،قال العلَّامة المجلسي رحمه‌الله في زاد المعاد في أعمال عيد الميلاد، وهو اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل: قال الشيج المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس عليهم‌السلام: إذا أردت زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ما عدا المدينة الطيّبة من البلاد فاغتسل ومثّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف، ثمّ قف وتوجّه بقلبك إليه وقل:أَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَةِ الطَّيِّبِينَ،ثمّ قل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيلَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَحْمَةَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَجِيبَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خاتَمَ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا قائِماً بِالْقِسْطِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا فَاتِحَ الْخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُبَلِّغاً عَنِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُبَشِّرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللّٰهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْهادِينَ الْمَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ جَدِّكَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلَىٰ أَبِيكَ عَبْدِ اللّٰهِ،السَّلامُ عَلَىٰ أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ، السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،السَّلامُ عَلَىٰ عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طَالِبٍ، السَّلامُ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللّٰهِ عَلَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَ السَّابِقَ إِلَىٰ طَاعَةِ رَبِّ الْعالَمِينَ،وَالْمُهَيْمِنَ عَلَىٰ رُسُلِهِ، وَالْخاتَمَ لِأَنْبِيائِهِ، وَالشَّاهِدَ عَلَىٰ خَلْقِهِ، وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ،وَالْمَكِينَ لَدَيْهِ، وَالْمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ،الْأَحْمَدَ مِنَ الْأَوْصافِ، الْمُحَمَّدَ لِسائِرِ الْأَشْرافِ، الْكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالْمُكَلَّمَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ،الْفائِزَ بِالسِّباقِ، وَالْفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ،تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ، مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ، غَيْرِ مُنْكِرٍ مَا انْتَهىٰ إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ،مُوْقِنٍ بِالْمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ، مُؤْمِنٍ بِالْكِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّلٍ حَلالَكَ، مُحَرِّمٍ حَرامَكَ،أَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ، وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ،وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ، وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الْأَذَىٰ فِي جَنْبِهِ،وَدَعَوْتَ إِلىٰ سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ، وَأَدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ،وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللّٰهَ مُخْلِصاً حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،فَبَلَغَ اللّٰهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ،وَأَعْلىٰ مَنازِلِ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلِينَ حَيْثُ لَايَلْحَقُكَ لاحِقٌ،وَلَا يفُوقُكَ فائِقٌ، وَلَا يَسْبِقُكَ سابِقٌ، وَلاَ ٰيَطْمَعُ فِي إِدْراكِكَ طامِعٌ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَهَدَانَا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ، وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ،فَجَزاكَ اللّٰهُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ مَا جَازَىٰ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ،بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللّٰهِ زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخَالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالْهُدَىٰ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ،بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي،أَنَا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ وَ صَلَّىٰ عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَ أَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ،صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لَاانْقِطاعَ لَها وَلَا أَمَدَ وَلَا أَجَلَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلُهُ،ثمّ ابسط كفّيك وقل:اللّٰهُمَّ اجْعَلْ جَوَامِعَ صَلَواتِكَ، وَنَوَامِيَ بَرَكاتِكَ،وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ، وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيمَاتِكَ وَكَرامَاتِكَ وَرَحَمَاتِكَ،وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِينَ،وَصَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبِينَ،عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ،وَنَجِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحْمَتِكَ،وَخَيْرِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ، وَقائِدِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ،وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ، وَداعِيهِمْ إِلَىٰ دِينِكَ، الْقَيِّمِ بِأَمْرِكَ،أَوَّلِ النَّبِيِّينَ مِيثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً، الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الْفَضِيلَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْجَلِيلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطِيرَةِ،وَأَوْدَعْتَهُ الْأَصْلابَ الطَّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها إِلَى الْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ، وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ،إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَ حِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً،حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ الْعَهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ، حَتَّىٰ رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ،وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ الْبِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الْأَسْتارِ، وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الْأَنْوارِ،اللّٰهُمَّ فَكَمَا خَصَصْتَهُ بِشرَفِ هٰذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَرِيمَةِ، وَذُخْرِ هٰذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعَظِيمَةِ،صَلِّ عَلَيْهِ كَمَا وَفَىٰ بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الْجُحُودِ عَلَىٰ تَوْحِيدِكَ،صَلِّ عَلَيْهِ كَمَا وَفَىٰ بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسَالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الْجُحُودِ عَلَىٰ تَوْحِيدِكَ،وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنَ الْفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الْفَضائِلَ،وَيَمْلِكُ بِهَا الْجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ،وَقَدْ أَسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَأَخْفَى الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ مَا مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنَّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً،وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوَالاتِهِمْ فَضْلاً وَ إِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ،ثمّ صلِّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين واقرأ فيها ما شئت من السور، فإذا فرغت فسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، وقل:اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: ، وَلَمْ أَحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ،اللّٰهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّءِ عَمَلِي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي، وَمُقِرَّاً لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي،وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ،فَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ،يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي،يَا نَبِيَّ اللّٰهِ، يَا سَيِّدَ خَلْقِ اللّٰهِ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللّٰهِ رَبِّكَ وَرَبِّي،لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِيَ لِي حَوائِجِي،فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي، فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلىٰ رَبِّي،وَ نِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أَهْلِ بَيتِكَ السَّلامُ،اللّٰهُمَّ وَ أَوْجِبْ لِي مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّيِّبَ النَّافِعَ،كَمَا أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتىٰ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ،وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ،وَقَدْ أَمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ، وَ إِنِّي لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِرٍ، وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ،وَعائِذٌ بِكَ فِي هٰذَا الْمَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الْأَعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِلَيَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوْعَدْتَ عَلَيْهَا الْعِقابَ،وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الْخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الْأَسْتارُ، وَتَبْدُو فِيهِ الْأَسْرارُ وَالْفَضائِحُ،وَتَرْعَدُ فِيهِ الْفَرائِصُ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ،يَوْمَ الْآفِكَةِ، يَوْمَ الْآزِفَةِ، يَوْمَ التَّغابُنِ، يَوْمَ الْفَصْلِ، يَوْمَ الْجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ،يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ الْعَرْضِ،يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ،يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ وَأَكْنافُ السَّماءِ، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللّٰهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا،يَوْمَ لَايُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلّا مَنْ رَحِمَ اللّٰهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلىٰ عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ،يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللّٰهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ،وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي إِلَى اللّٰهِ،يَوْمَ الْواقِعَةِ، يَوْمَ تُرَجُّ الْأَرْضُ رَجَّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ،وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ الْمَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً،اللّٰهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هٰذَا الْيَوْمِ، وَلَا تُخْزِنِي فِي ذٰلِكَ مَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلَىٰ نَفْسِي،وَاجْعَلْ يَا رَبِّ فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أَوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي، وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مَحْشَرِي،وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الْغُرِّ الْكِرامِ مَصْدَرِي،وَأَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي حَتَّىٰ أَفُوزَ بِحَسَناتِي، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي،وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي، وَأَمْضِيَ مَعَ الْفَائِزِينَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ إِلىٰ رِضْوَانِكَ وَجِنَانِكَ إِلٰهَ الْعالَمِينَ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي، أَو أَنْ أَلْقَى الْخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي،أَوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئَاتِي عَلَىٰ حَسَناتِي، أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الْخَلائِقِ بِاسْمِي،يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ،اللّٰهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذٰلِكَ الْيَوْمِ فِي مَواقِفِ الْأَشْرارِ مَوْقِفِي، أَوْ فِي مَقامِ الْأَشْقِياءِ مَقامِي،وَ إِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلّاً بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلىٰ مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ،وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ الْمُتَّقِينَ إِلىٰ جَنَّاتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،ثمّ ودّعه وقل:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا الْبَشِيرُ النَّذِيرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السِّراجُ الْمُنِيرُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَ يُّهَا السَّفِيرُ بَيْنَ اللّٰهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ،أَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ أَ نَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ،لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأَ نْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها،وَأَشْهَدُ يَا رَسُولَ اللّٰهِ أَ نِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، مُوقِنٌ بِجَمِيعِ مَا أَ تَيْتَ بِهِ، راضٍ مُؤْمِنٌ،وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الْهُدَىٰ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَىٰ، وَالْحُجَّةُ عَلَىٰ أَهْلِ الدُّنْيا،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ،وَ إِنْ تَوَفَّيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلَىٰ مَا أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي،أَنَّكَ أَنْتَ اللّٰهُ لَاإِلٰهَ إِلّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلَىٰ خَلْقِكَ،وَخُلَفاؤُكَ فِي عِبادِكَ، وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ، وَخُزَّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرِّكَ، وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هٰذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً مِنِّي وَسَلاماً،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ،

زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والائمّة عليهم‌السلام يوم الجمعة من البعد

قال الشيخ في المصباح والسيّد في جمال الاُسبوع في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يُستحبّ في يوم الجمعة زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام. وَرُوِيَ عن الصادق عليه‌السلام أنّ من أراد أن يزور قبر رسول الله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم‌السلام وهو في بلدة فليغتسل في يوم الجمعة، وليلبس ثوبين نظيفين، وليخرج إلىٰ فلاة من الأرض. وعلىٰ رواية اُخرىٰ: وليصعد سطحاً، ثمّ يصلي أربع ركعات يقرأ فيهنّ ما تيسّر من القرآن، فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ، وَالْوَصِيُّ الْمُرْتَضىٰ، وَالسَّيِّدَةُ الْكُبْرىٰ، وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ،وَالسِّبْطانِ الْمُنْتَجَبانِ، وَالْأَوْلادُ الْأَعْلامُ، وَالْأُمَناءُ الْمُنْتَجَبُونَ،جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَ إِلَى آبَائِكُمْ وَ وَلَدِكُمُ الْخَلَفِ عَلَى بَرَكَةِ الْحَقِّ،فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بِدِينِهِ،فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ الْقَائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ،لا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً، وَ لا أَزْعُمُ إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ،سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ،وَ السَّلامُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ، وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ،قال الشيخ في المصباح والسيّد في جمال الاُسبوع في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يُستحبّ في يوم الجمعة زيارة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام. وَرُوِيَ عن الصادق عليه‌السلام أنّ من أراد أن يزور قبر رسول الله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عليهم‌السلام وهو في بلدة فليغتسل في يوم الجمعة، وليلبس ثوبين نظيفين، وليخرج إلىٰ فلاة من الأرض. وعلىٰ رواية اُخرىٰ: وليصعد سطحاً، ثمّ يصلي أربع ركعات يقرأ فيهنّ ما تيسّر من القرآن، فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ الْمُرْسَلُ، وَالْوَصِيُّ الْمُرْتَضىٰ، وَالسَّيِّدَةُ الْكُبْرىٰ، وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ،وَالسِّبْطانِ الْمُنْتَجَبانِ، وَالْأَوْلادُ الْأَعْلامُ، وَالْأُمَناءُ الْمُنْتَجَبُونَ،جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَ إِلَى آبَائِكُمْ وَ وَلَدِكُمُ الْخَلَفِ عَلَى بَرَكَةِ الْحَقِّ،فَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بِدِينِهِ،فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ الْقَائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ، مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ،لا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً، وَ لا أَزْعُمُ إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ،سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ، يُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ،وَ السَّلامُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ، وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ،

فضل الصلاة والسلام على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

"أقول: في روايات عديدة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبلغه سلام المسلّمين عليه وصلوات المصلّين عليه حيثما كانوا.

وفي الحديث: أنّ ملكاً من الملائكة قد وكّل علىٰ أن يردّ علىٰ من قال من المؤمنين: صَلَّىٰ اللهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فيقول في جوابه: وعليك. ثمّ يقول الملك: يا رسول الله، إنّ فلاناً يقرئك السلام. فيقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: وعليه السلام.

وفي رواية معتبرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسَّلام فإنّه يبلغني."

"وقد وردت لهذا المعنىٰ أخبار جمّة ونحن قد أثبتنا له صلوات الله عليه زيارتين اثنتين في يوم الإثنين عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة في أيام الاُسبوع فراجعها إن شئت وفز بفضل الزيارة بهما،

وينبغي أن يصلّي عليه بما صلّىٰ به أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض خطبه في يوم الجمعة كما في كتاب الروضة من الكافي:"

إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَتَحَنَّنْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،كَأَ فْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،اللّٰهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْكَرِيمَةَ،اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمَ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَقْعَداً،وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاهاً، وَأَفْضَلَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَنَصِيباً،اللّٰهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً أَشْرَفَ الْمَقامِ، وَحِبَاءَ السَّلامِ، وَشَفاعَةَ الْإِسْلامِ،اللّٰهُمَّ وَأَلْحِقْنا بِهِ غَيْرَ خَزايا وَلَا ناكِثِينَ وَلَا نادِمِينَ وَلَا مُبَدِّلِينَ إِلٰهَ الْحَقِّ آمِينَ،وستأتي في آخر باب الزيارات صلاة يصلّىٰ بها عليه وعلىٰ آله عليهم‌السلام.أقول: في روايات عديدة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبلغه سلام المسلّمين عليه وصلوات المصلّين عليه حيثما كانوا. وفي الحديث: أنّ ملكاً من الملائكة قد وكّل علىٰ أن يردّ علىٰ من قال من المؤمنين: صَلَّىٰ اللهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فيقول في جوابه: وعليك. ثمّ يقول الملك: يا رسول الله، إنّ فلاناً يقرئك السلام. فيقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: وعليه السلام. وفي رواية معتبرة أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسَّلام فإنّه يبلغني.وقد وردت لهذا المعنىٰ أخبار جمّة ونحن قد أثبتنا له صلوات الله عليه زيارتين اثنتين في يوم الإثنين عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة في أيام الاُسبوع فراجعها إن شئت وفز بفضل الزيارة بهما، وينبغي أن يصلّي عليه بما صلّىٰ به أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض خطبه في يوم الجمعة كما في كتاب الروضة من الكافي:اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَتَحَنَّنْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَلِّمْ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،كَأَ فْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،اللّٰهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْمَنْزِلَةَ الْكَرِيمَةَ،اللّٰهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمَ الْخَلائِقِ كُلِّهِمْ شَرَفاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْكَ مَقْعَداً،وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاهاً، وَأَفْضَلَهُمْ عِنْدَكَ مَنْزِلَةً وَنَصِيباً،اللّٰهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً أَشْرَفَ الْمَقامِ، وَحِبَاءَ السَّلامِ، وَشَفاعَةَ الْإِسْلامِ،اللّٰهُمَّ وَأَلْحِقْنا بِهِ غَيْرَ خَزايا وَلَا ناكِثِينَ وَلَا نادِمِينَ وَلَا مُبَدِّلِينَ إِلٰهَ الْحَقِّ آمِينَ،وستأتي في آخر باب الزيارات صلاة يصلّىٰ بها عليه وعلىٰ آله عليهم‌السلام.

زيارة أئمّة البقيع عليهم‌السلام

أي الإمام الحسن المجتبىٰ، والإمام زين العابدين، والإمام محمّد الباقر، والإمام جعفر الصادق عليهم‌السلام. إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من أداب الزيارة من الغسل والكون على الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيّب، والاستئذان للدخول، ونحو ذلك، وقل أيضاً:

يَا مَوالِيَّ يَا أَبْناءَ رَسُولِ اللّٰهِ عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ، الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ،وَالْمُضْعَفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ، جاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قاصِداً إِلَىٰ حَرَمِكُمْ،مُتَقَرِّباً إِلىٰ مَقامِكُمْ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللّٰهِ تَعالىٰ بِكُمْ، أَأَدْخُلُ يَا مَوَالِيَّ،أَأَدْخُلُ يَا أَوْلِياءَ اللّٰهِ أَأَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللّٰهِ الْمُحْدِقِينَ بِهٰذَا الْحَرَمِ الْمُقِيمِينَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ،وادخل بعد الخشوع والخضوع و رقّة القلب وقدِّم رجلَك اليُمنىٰ وقل:اللّٰهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمدُ لِلّٰهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللّٰهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً،وَالْحَمدُ لِلّٰهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الْأَحَدِ،الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْ لِهِ، وَسَهَّلَ زِيارَةَ سَادَاتِي بِإِحْسانِهِ،وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ،ثمّ اقترب من قبورهم المقدّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدىٰ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوىٰ،السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوَّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ،سَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوىٰ،أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ اللّٰهِ وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِيءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ،وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ،وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا،وَأَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللّٰهِ،يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ،لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ،طِبْتُمْ وَطَابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيَّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ،وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا إِذِ اخْتارَكُمُ اللّٰهُ لَنا،وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِمَا مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِيَّاكُمْ،وَهٰذَا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِمَا جَنىٰ،وَرَجَا بِمَقامِهِ الْخَلاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكىٰ مِنَ الرَّدىٰ، فَكُونُوا لِي شُفَعاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ اللّٰهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها،(ثمّ ارفع هنا رأسك إلى السماء وقل:) يَا مَنْ هُوَ قائِمٌ لَايَسْهُو، وَدائِمٌ لَايَلْهُو، وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ،لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي، وَعَرَّفْتَنِي بِما أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ،إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمَالُوا إِلىٰ سِواهُ،فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ،فَلَكَ الْحَمدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هٰذَا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ،وَلَا تُخَيِّبْنِي فِيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،ثمّ ادع لنفسك بما تريد."وقال الطوسي رحمه‌الله في التهذيب ثمّ صلِّ صلاة الزيارة ثماني ركعات، أي صلِّ لكلِّ إمام ركعتين. وقال الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس: إذا أردت أن تودّعهم عليهم‌السلام فقل:"السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدىٰ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللّٰهَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ،آمَنَّا بِاللّٰهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ، اللّٰهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ،ثمّ أكثِرْ من الدعاء وسَلِ الله العَود وأن لا تكون هذه آخر عهدك من زيارتهم."والعلّامة المجلسي رحمه‌الله قد أورد في البحار زيارة مبسوطة لهم عليهم‌السلام، ونحن هنا قد اقتصرنا علىٰ ما مضىٰ من زيارتهم فإنّ أفضل الزيارات لهم عليهم‌السلام هي الزيارة الجامعة الآتية علىٰ ما صرّح به المجلسي وغيره.وفي الباب الأول من الكتاب عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة موزّعة علىٰ أيّام الاُسبوع قد أثبتنا زيارة للحسن عليه‌السلام، وزيارة اُخرىٰ للأئمّة الثلاثة الآخِرين بالبقيع فلا تغفل."أي الإمام الحسن المجتبىٰ، والإمام زين العابدين، والإمام محمّد الباقر، والإمام جعفر الصادق عليهم‌السلام. إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من أداب الزيارة من الغسل والكون على الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيّب، والاستئذان للدخول، ونحو ذلك، وقل أيضاً:يَا مَوالِيَّ يَا أَبْناءَ رَسُولِ اللّٰهِ عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ، الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ،وَالْمُضْعَفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ، وَالْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ، جاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قاصِداً إِلَىٰ حَرَمِكُمْ،مُتَقَرِّباً إِلىٰ مَقامِكُمْ، مُتَوَسِّلاً إِلَى اللّٰهِ تَعالىٰ بِكُمْ، أَأَدْخُلُ يَا مَوَالِيَّ،أَأَدْخُلُ يَا أَوْلِياءَ اللّٰهِ أَأَدْخُلُ يَا مَلائِكَةَ اللّٰهِ الْمُحْدِقِينَ بِهٰذَا الْحَرَمِ الْمُقِيمِينَ بِهَذَا الْمَشْهَدِ،وادخل بعد الخشوع والخضوع و رقّة القلب وقدِّم رجلَك اليُمنىٰ وقل:اللّٰهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمدُ لِلّٰهِ كَثِيراً، وَسُبْحانَ اللّٰهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً،وَالْحَمدُ لِلّٰهِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الْأَحَدِ،الْمُتَفَضِّلِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الْحَنّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْ لِهِ، وَسَهَّلَ زِيارَةَ سَادَاتِي بِإِحْسانِهِ،وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ،ثمّ اقترب من قبورهم المقدّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدىٰ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوىٰ،السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْحُجَجُ عَلىٰ أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقُوَّامُ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ،سَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللّٰهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوىٰ،أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ اللّٰهِ وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِيءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ،وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ، وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ، وَأَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ،وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا، وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا،وَأَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ وَأَرْكَانُ الْأَرْضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللّٰهِ،يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ، وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ الْمُطَهَّراتِ،لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ، وَلَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ،طِبْتُمْ وَطَابَ مَنْبَتُكُمْ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيَّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ $﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾$،وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنا إِذِ اخْتارَكُمُ اللّٰهُ لَنا،وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِمَا مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِيَّاكُمْ،وَهٰذَا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِمَا جَنىٰ،وَرَجَا بِمَقامِهِ الْخَلاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكىٰ مِنَ الرَّدىٰ، فَكُونُوا لِي شُفَعاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ اللّٰهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها،ثمّ ارفع هنا رأسك إلى السماء وقل:يَا مَنْ هُوَ قائِمٌ لَايَسْهُو، وَدائِمٌ لَايَلْهُو، وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ،لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي، وَعَرَّفْتَنِي بِما أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ،إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ، وَمَالُوا إِلىٰ سِواهُ،فَكانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ،فَلَكَ الْحَمدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هٰذَا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ،وَلَا تُخَيِّبْنِي فِيما دَعَوْتُ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،ثمّ ادع لنفسك بما تريد.وقال الطوسي رحمه‌الله في التهذيب ثمّ صلِّ صلاة الزيارة ثماني ركعات، أي صلِّ لكلِّ إمام ركعتين. وقال الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاووس: إذا أردت أن تودّعهم عليهم‌السلام فقل:السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْهُدىٰ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمُ اللّٰهَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ،آمَنَّا بِاللّٰهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ، اللّٰهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ،ثمّ أكثِرْ من الدعاء وسَلِ الله العَود وأن لا تكون هذه آخر عهدك من زيارتهم.والعلّامة المجلسي رحمه‌الله قد أورد في البحار زيارة مبسوطة لهم عليهم‌السلام، ونحن هنا قد اقتصرنا علىٰ ما مضىٰ من زيارتهم فإنّ أفضل الزيارات لهم عليهم‌السلام هي الزيارة الجامعة الآتية علىٰ ما صرّح به المجلسي وغيره.وفي الباب الأول من الكتاب عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة موزّعة علىٰ أيّام الاُسبوع قد أثبتنا زيارة للحسن عليه‌السلام، وزيارة اُخرىٰ للأئمّة الثلاثة الآخِرين بالبقيع فلا تغفل.

أبيات من القصيدة الهائيّة الازريّة

"واعلم أنّا نورد لكلّ من الحجج الطاهرين عند ذكر زيارته كيفيّة الصلاة عليه سوىٰ أئمّة البقيع حيث اقتصرنا في‌الصلاة عليهم بما سيذكر في آخر باب الزيارات فلاحظها هناك وثقِّل ميزان حسناتك بالصلاة عليهم.

واعلم أيضاً أنّ شدّة شوقي أنا المهجور الكسير إلىٰ تلك المشاهد الشريفة تبعثني علىٰ أن أشغل خاطري بإيراد عدّة أبيات تناسب المقام من القصيدة الهائيّة للفاضل الأوحد مادح آل أحمد حضرة الشيخ الأزري رضوان الله عليه، وكان شيخ الفقهاء العظام خاتم المجتهدين الفخام الشيخ. محمّد حسن صاحب الجواهر يتمنّىٰ علىٰ ما يروىٰ عنه أن تكتب له القصيدة في ديوان أعماله ويسجّل كتاب الجواهر في ديوان أعمال الأزري، قال رحمه‌الله:"

إِنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ أَقْلَقَهَا الْوَجْدُ***وَ أَدْمَى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاها

كانَ أَنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنِّي‌***مُقْلَةً لَكِنِ الْهَوَى أَبْكاها

كُلَّ يَوْمٍ لِلْحادِثاتِ عَوادٍ***لَيْسَ يَقْوَى رَضْوَى عَلَى مُلْتَقَاهَا

كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إِلّا***بِذِمامٍ مِنْ سَيِّدِ الرُّسْلِ طه

مَعْقِلُ الْخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ‌***أَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً أَوْفاها

مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إِلّا لَدَيْهِ‌***خَبَرُ الْكائِناتِ مِنْ مُبْتَداها

فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ‌***أَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها

نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّمَاواتُ وَالْأَرْضُ‌***كَما نَوَّهَتْ بِصُبْحٍ ذُكاها

وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ‌***كُلُّ قَوْمٍ عَلَى اخْتِلافِ لُغاها

طَرِبَتْ لاسْمِهِ الثَّرَى فَاسْتَطالَتْ‌***فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاها

جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً***تاهَتِ الْأَنْبِياءُ فِي مَعْناها

لا تُجِلْ فِي صِفاتِ أَحْمَدَ فِكْراً***فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتِي لَنْ تَرَاهَا

أَيُّ خَلْقٍ لِلَّهِ أَعْظَمُ مِنْهُ‌***وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِيَ اسْتَقْصاها

قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْنٍ‌***فَرَأَى ذاتَ أَحْمَدٍ فَاجْتَباها

لَسْتُ أَنْسَى لَهُ مَنَازِلَ قُدْسٍ***قَدْ بَنَاهَا التُّقَى فَأَعْلَى بِنَاهَا

وَرِجالًا أَعِزَّةً فِي بُيُوتٍ‌***أَذِنَ اللَّهُ أَنْ يُعَزَّ حِماها

سادَةٌ لَاتُرِيدُ إِلّا رِضَى اللَّهِ‌***كَمَا لَايُرِيدُ إِلّا رِضاها

خَصَّها مِنْ كَمالِهِ بِالْمَعانِي‌***وَ بِأَعْلَى أَسْمائِهِ سَمَّاها

لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إِلّا كُنُوزاً***خافِياتٍ سُبْحانَ مَنْ أَبْداها

كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللَّهِ تُنْبِي***هِيَ أَقْلامُ حِكْمَةٍ قَدْ بَراها

وَهُمُ الْأَعْيُنُ الصَّحِيحاتُ تَهْدِي‌***كُلَّ عَيْنٍ مَكْفُوفَةٍ عَيْناها

عُلَماءٌ أَئِمَّةٌ حُكَماءٌ***يَهْتَدِي النَّجْمُ بِاتِّباعِ هُدَاها

قادَةٌ عِلْمُهُمْ وَرَأْيُ حِجاهُمْ‌***مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَةٍ مَنْظَراها

مَا أُبالِي وَلَوْ أُهِيلَتْ عَلَى الْأَرْضِ***السَّمَاوَاتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها

واعلم أنّا نورد لكلّ من الحجج الطاهرين عند ذكر زيارته كيفيّة الصلاة عليه سوىٰ أئمّة البقيع حيث اقتصرنا في‌الصلاة عليهم بما سيذكر في آخر باب الزيارات فلاحظها هناك وثقِّل ميزان حسناتك بالصلاة عليهم.

واعلم أيضاً أنّ شدّة شوقي أنا المهجور الكسير إلىٰ تلك المشاهد الشريفة تبعثني علىٰ أن أشغل خاطري بإيراد عدّة أبيات تناسب المقام من القصيدة الهائيّة للفاضل الأوحد مادح آل أحمد حضرة الشيخ الأزري رضوان الله عليه، وكان شيخ الفقهاء العظام خاتم المجتهدين الفخام الشيخ. محمّد حسن صاحب الجواهر يتمنّىٰ علىٰ ما يروىٰ عنه أن تكتب له القصيدة في ديوان أعماله ويسجّل كتاب الجواهر في ديوان أعمال الأزري، قال رحمه‌الله:

إِنَّ تِلْكَ الْقُلُوبَ أَقْلَقَهَا الْوَجْدُ***وَ أَدْمَى تِلْكَ الْعُيُونَ بُكاها

كانَ أَنْكَى الْخُطُوبِ لَمْ يُبْكِ مِنِّي‌***مُقْلَةً لَكِنِ الْهَوَى أَبْكاها

كُلَّ يَوْمٍ لِلْحادِثاتِ عَوادٍ***لَيْسَ يَقْوَى رَضْوَى عَلَى مُلْتَقَاهَا

كَيْفَ يُرْجَى الْخَلاصُ مِنْهُنَّ إِلّا***بِذِمامٍ مِنْ سَيِّدِ الرُّسْلِ طه

مَعْقِلُ الْخائِفِينَ مِنْ كُلِّ خَوْفٍ‌***أَوْفَرُ الْعُرْبِ ذِمَّةً أَوْفاها

مَصْدَرُ الْعِلْمِ لَيْسَ إِلّا لَدَيْهِ‌***خَبَرُ الْكائِناتِ مِنْ مُبْتَداها

فاضَ لِلْخَلْقِ مِنْهُ عِلْمٌ وَحِلْمٌ‌***أَخَذَتْ مِنْهُمَا الْعُقُولُ نُهاها

نَوَّهَتْ بِاسْمِهِ السَّمَاواتُ وَالْأَرْضُ‌***كَما نَوَّهَتْ بِصُبْحٍ ذُكاها

وَغَدَتْ تَنْشُرُ الْفَضائِلَ عَنْهُ‌***كُلُّ قَوْمٍ عَلَى اخْتِلافِ لُغاها

طَرِبَتْ لاسْمِهِ الثَّرَى فَاسْتَطالَتْ‌***فَوْقَ عُلْوِيَّةِ السَّما سُفْلاها

جازَ مِنْ جَوْهَرِ التَّقَدُّسِ ذاتاً***تاهَتِ الْأَنْبِياءُ فِي مَعْناها

لا تُجِلْ فِي صِفاتِ أَحْمَدَ فِكْراً***فَهِيَ الصُّورَةُ الَّتِي لَنْ تَرَاهَا

أَيُّ خَلْقٍ لِلَّهِ أَعْظَمُ مِنْهُ‌***وَهُوَ الْغايَةُ الَّتِيَ اسْتَقْصاها

قَلَّبَ الْخافِقَيْنِ ظَهْراً لِبَطْنٍ‌***فَرَأَى ذاتَ أَحْمَدٍ فَاجْتَباها

لَسْتُ أَنْسَى لَهُ مَنَازِلَ قُدْسٍ***قَدْ بَنَاهَا التُّقَى فَأَعْلَى بِنَاهَا

وَرِجالًا أَعِزَّةً فِي بُيُوتٍ‌***أَذِنَ اللَّهُ أَنْ يُعَزَّ حِماها

سادَةٌ لَاتُرِيدُ إِلّا رِضَى اللَّهِ‌***كَمَا لَايُرِيدُ إِلّا رِضاها

خَصَّها مِنْ كَمالِهِ بِالْمَعانِي‌***وَ بِأَعْلَى أَسْمائِهِ سَمَّاها

لَمْ يَكُونُوا لِلْعَرْشِ إِلّا كُنُوزاً***خافِياتٍ سُبْحانَ مَنْ أَبْداها

كَمْ لَهُمْ أَلْسُنٌ عَنِ اللَّهِ تُنْبِي***هِيَ أَقْلامُ حِكْمَةٍ قَدْ بَراها

وَهُمُ الْأَعْيُنُ الصَّحِيحاتُ تَهْدِي‌***كُلَّ عَيْنٍ مَكْفُوفَةٍ عَيْناها

عُلَماءٌ أَئِمَّةٌ حُكَماءٌ***يَهْتَدِي النَّجْمُ بِاتِّباعِ هُدَاها

قادَةٌ عِلْمُهُمْ وَرَأْيُ حِجاهُمْ‌***مَسْمَعا كُلِّ حِكْمَةٍ مَنْظَراها

مَا أُبالِي وَلَوْ أُهِيلَتْ عَلَى الْأَرْضِ***السَّمَاوَاتُ بَعْدَ نَيْلِ وِلاها

ذكر سائر الزيارات في المدينة الطيبة

زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

تقف عند القبر وتقول:

زيارة فاطمة بنت أسد رضي‌الله‌عنها

تقف عند قبرها وتقول:

زيارة حمزة رضي‌الله‌عنه في أحد

تقول عند قبره إذا مضيت لزيارته:

فضل زيارة حمزة رضي‌الله‌عنه

"أقول: فضائل حمزة سلام الله عليه وفضل زيارته أكثر من أن يذكر.وقال فخر المحقّقين رحمه‌الله في الرسالة الفخريّة:

يُستحبّ زيارة حمزة رضي الله تعالیٰ عنه وباقي الشهداء بأُحد لما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: من زارني ولم يَزُرْ عمّي حمزة فقد جفاني.

وأقول: إني قد ذكرت في كتاب بيت الأحزان في مصائب سيّدة النِّسوان أنّ فاطمة صلوات الله عليها كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كلِّ اُسبوع بعد وفاة أبيها إلىٰ زيارة حمزة وباقي شهداء اُحُد فتصلِّي هناك وتدعو إلىٰ أن توفّيت.

وقال محمود بن لبيد: إنّها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتّىٰ سكنت، فأتيتها وسلّمت عليها وقلت: يا سيّدة النسوان، قد والله قطَّعتِ أنياط‍ قلبي من بُكائِكِ، فقالت: يا أبا عمرو، يحقّ لي البكاء فلقد اُصبت بخير الأباء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثمّ قالت: واشوقاه إلىٰ رسول الله، ثمّ أنشأت تقول: "

إِذَا مَاتَ يَوْما مَيِّتٌ قَلَّ ذِكْرُهُ***وَ ذِكْرُ أَبِي مُذْ مَاتَ وَ اللَّهِ أَكْثَرُ

وقال الشيخ المفيد:

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر في حياته بزيارة قبر حمزة عليه‌السلام، وكان يُلِمُّ به وبالشهداء، ولم تزل فاطمة عليها‌السلام بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تغدو إلىٰ قبره وتروح والمسلمون يثابرون علىٰ زيارته وملازمة قبره.

أقول: فضائل حمزة سلام الله عليه وفضل زيارته أكثر من أن يذكر.وقال فخر المحقّقين رحمه‌الله في الرسالة الفخريّة:

يُستحبّ زيارة حمزة رضي الله تعالیٰ عنه وباقي الشهداء بأُحد لما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: من زارني ولم يَزُرْ عمّي حمزة فقد جفاني.

وأقول: إني قد ذكرت في كتاب بيت الأحزان في مصائب سيّدة النِّسوان أنّ فاطمة صلوات الله عليها كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كلِّ اُسبوع بعد وفاة أبيها إلىٰ زيارة حمزة وباقي شهداء اُحُد فتصلِّي هناك وتدعو إلىٰ أن توفّيت.

وقال محمود بن لبيد: إنّها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك، فلمّا كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتّىٰ سكنت، فأتيتها وسلّمت عليها وقلت: يا سيّدة النسوان، قد والله قطَّعتِ أنياط‍ قلبي من بُكائِكِ، فقالت: يا أبا عمرو، يحقّ لي البكاء فلقد اُصبت بخير الأباء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ثمّ قالت: واشوقاه إلىٰ رسول الله، ثمّ أنشأت تقول:

إِذَا مَاتَ يَوْما مَيِّتٌ قَلَّ ذِكْرُهُ***وَ ذِكْرُ أَبِي مُذْ مَاتَ وَ اللَّهِ أَكْثَرُ

وقال الشيخ المفيد:

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر في حياته بزيارة قبر حمزة عليه‌السلام، وكان يُلِمُّ به وبالشهداء، ولم تزل فاطمة عليها‌السلام بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تغدو إلىٰ قبره وتروح والمسلمون يثابرون علىٰ زيارته وملازمة قبره.

زيارة قبور الشهداء رضوان الله عليهم بأُحد

تقول في زيارتهم:

ذكر المساجد المعظمة بالمدينة المنورة

"منها: مسجد قبا الذي أُسّس على التقوىٰ من أوّل يوم، وَرُوِىَ أنّ من ذهب إليه فصلّىٰ فيه ركعتين رجع بثواب العمرة. فامض إليه وصلِّ فيه ركعتين للتحيّة وسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، ثمّ زر بالزيارة الجامعة التي تفتح بـ: #السَّلامُ عَلَىٰ أولياء الله#، وقد جعلناها اُولى الزيارة الجامعة، وستأتي في أواخر الباب إن شاء الله، ثمّ ادع الله وقل: يَا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وهو دعاء طويل وإيراده هنا ينافي ما نبغيه من الاختصار فليطلبه من شاء من مزار البحار،

وتصلّي في مشربة اُمّ إبراهيم، أي غرفة أُمّ إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وقد كانت هناك مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومصلّاه، كذلك في مسجد الفضيخ، وهو قريب من مسجد قبا، ويسمّىٰ أيضاً مسجد ردّ الشمس، وفي مسجد الفتح أيضاً، ويسمّىٰ أيضاً بمسجد الأحزاب،

وقل إذا فرغت من الصلاة في مسجد الفتح:"

يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا مُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ،اكْشِفْ عَنِّي ضُرِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي وَغَمِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،وتصلِّي ما استطعت في دار الإمام زين العابدين ودار الإمام جعفر الصادق عليهما‌السلام، وفي مسجد سلمان، ومسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام المحاذي قبر حمزة، ومسجد المباهلة، وتدعو بما تشاء إن شاء الله تعالىٰ.منها: مسجد قبا الذي أُسّس على التقوىٰ من أوّل يوم، وَرُوِىَ أنّ من ذهب إليه فصلّىٰ فيه ركعتين رجع بثواب العمرة. فامض إليه وصلِّ فيه ركعتين للتحيّة وسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، ثمّ زر بالزيارة الجامعة التي تفتح بـ: السَّلامُ عَلَىٰ أولياء الله ، وقد جعلناها اُولى الزيارة الجامعة، وستأتي في أواخر الباب إن شاء الله، ثمّ ادع الله وقل: يَا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ، وهو دعاء طويل وإيراده هنا ينافي ما نبغيه من الاختصار فليطلبه من شاء من مزار البحار،وتصلّي في مشربة اُمّ إبراهيم، أي غرفة أُمّ إبراهيم بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وقد كانت هناك مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومصلّاه، كذلك في مسجد الفضيخ، وهو قريب من مسجد قبا، ويسمّىٰ أيضاً مسجد ردّ الشمس، وفي مسجد الفتح أيضاً، ويسمّىٰ أيضاً بمسجد الأحزاب، وقل إذا فرغت من الصلاة في مسجد الفتح:يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَيَا مُغِيثَ الْمَهْمُومِينَ،اكْشِفْ عَنِّي ضُرِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي وَغَمِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَمَّهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،وتصلِّي ما استطعت في دار الإمام زين العابدين ودار الإمام جعفر الصادق عليهما‌السلام، وفي مسجد سلمان، ومسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام المحاذي قبر حمزة، ومسجد المباهلة، وتدعو بما تشاء إن شاء الله تعالىٰ.

الوداع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل وامضِ إلىٰ قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واعمل ما كنت تعمله من قبل، ثمّ ودّعه وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، أَسْتَوْدِعُكَ اللّٰهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ،مَنْتُ بِاللّٰهِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ . اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ،فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذٰلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلىٰ مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا أَنْتَ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وقال الصادق عليه‌السلام ليونس بن يعقوب: قل في وداع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ،إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل وامضِ إلىٰ قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واعمل ما كنت تعمله من قبل، ثمّ ودّعه وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللّٰهِ، أَسْتَوْدِعُكَ اللّٰهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ،مَنْتُ بِاللّٰهِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ . اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ،فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذٰلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلىٰ مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا أَنْتَ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وقال الصادق عليه‌السلام ليونس بن يعقوب: قل في وداع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ، لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ،

الآداب التي ينبغي رعايتها لزائر المدينة

"أقول: قد قلنا في كتاب هديّة الزائرين عند بيان ما ينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إنّ من مهامّ الاُمور أن يغتنموا الفرصة ما أقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع، وأفضل الأماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.

واعلم أنّه قال شيخنا في التحيّة: إنّ موضع جسد نبيّنا والأئمّة (صلوات الله عليهم أجمعين) في الأرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتّفاق جميع الفقهاء كما صرّح به الشهيد في القواعد."

"وفي حديث حسن عن الحضرمي قال: أمرني الصادق عليه‌السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أمكنتني الصلاة. وقال: إنّه لا يتيسّر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة... إلخ.

وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله في التهذيب بسند معتبر عن مرازم، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: الصيام في المدينة والقيام عند الأساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنّه خير له، إنّما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان، فأكثروا الصلاة في هذا المسجد ما استطعتم فإنّه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلاناً: فكيف من كان كاسٍ في أمر آخرته. "

وكرّر ما أمكنتك في كلّ يوم زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكذلك زيارة أئمّة البقيع عليهم‌السلام وسلّم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مهما وقع بصرك علىٰ حجرته، وراقب نفسك ما دمت في المدينة، وصن نفسك من المعاصي والمظالم، وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تردّد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّى في مسجدها، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرئيل والملائكة المقرّبون. ولنعم ما قيل:

أَرْضٌ مَشَى جِبْرِيلُ فِي عَرَصَاتِهَا***وَ اللَّهُ شَرَّفَ أَرْضَهَا وَ سَمَاءَهَا

"وتصدّق ما استطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة على السادة و ذرّية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً.

وقال العلّامة المجلسي رحمه‌الله في رواية معتبرة: إنّ درهماً يتصدّق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها، وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة، وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة."

سَقَى اللَّهُ قَبْرا بِالْمَدِينَةِ غَيْثَهُ***فَقَدْ حَلَّ فِيهِ الْأَمْنُ بِالْبَرَكاتِ

نَبِيُّ الْهُدَى صَلَّى عَلَيْهِ مَلِيكُهُ***وَبَلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحَفاتِ

وَ صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَلاحَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ مُبْتَدِراتِ

أقول: قد قلنا في كتاب هديّة الزائرين عند بيان ما ينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إنّ من مهامّ الاُمور أن يغتنموا الفرصة ما أقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع، وأفضل الأماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.

واعلم أنّه قال شيخنا في التحيّة: إنّ موضع جسد نبيّنا والأئمّة (صلوات الله عليهم أجمعين) في الأرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتّفاق جميع الفقهاء كما صرّح به الشهيد في القواعد.

وفي حديث حسن عن الحضرمي قال: أمرني الصادق عليه‌السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أمكنتني الصلاة. وقال: إنّه لا يتيسّر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة... إلخ.

وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله في التهذيب بسند معتبر عن مرازم، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: الصيام في المدينة والقيام عند الأساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنّه خير له، إنّما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان، فأكثروا الصلاة في هذا المسجد ما استطعتم فإنّه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلاناً: فكيف من كان كاسٍ في أمر آخرته.

وكرّر ما أمكنتك في كلّ يوم زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكذلك زيارة أئمّة البقيع عليهم‌السلام وسلّم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مهما وقع بصرك علىٰ حجرته، وراقب نفسك ما دمت في المدينة، وصن نفسك من المعاصي والمظالم، وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تردّد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّى في مسجدها، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرئيل والملائكة المقرّبون. ولنعم ما قيل:

أَرْضٌ مَشَى جِبْرِيلُ فِي عَرَصَاتِهَا***وَ اللَّهُ شَرَّفَ أَرْضَهَا وَ سَمَاءَهَا

وتصدّق ما استطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة على السادة و ذرّية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً.

وقال العلّامة المجلسي رحمه‌الله في رواية معتبرة: إنّ درهماً يتصدّق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها، وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة، وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة.

سَقَى اللَّهُ قَبْرا بِالْمَدِينَةِ غَيْثَهُ***فَقَدْ حَلَّ فِيهِ الْأَمْنُ بِالْبَرَكاتِ

نَبِيُّ الْهُدَى صَلَّى عَلَيْهِ مَلِيكُهُ***وَبَلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحَفاتِ

وَ صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَلاحَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ مُبْتَدِراتِ

أقول: قد قلنا في كتاب هديّة الزائرين عند بيان ما ينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إنّ من مهامّ الاُمور أن يغتنموا الفرصة ما أقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع، وأفضل الأماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.

واعلم أنّه قال شيخنا في التحيّة: إنّ موضع جسد نبيّنا والأئمّة (صلوات الله عليهم أجمعين) في الأرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتّفاق جميع الفقهاء كما صرّح به الشهيد في القواعد.

وفي حديث حسن عن الحضرمي قال: أمرني الصادق عليه‌السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أمكنتني الصلاة. وقال: إنّه لا يتيسّر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة... إلخ.

وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله في التهذيب بسند معتبر عن مرازم، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال: الصيام في المدينة والقيام عند الأساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنّه خير له، إنّما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان، فأكثروا الصلاة في هذا المسجد ما استطعتم فإنّه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلاناً: فكيف من كان كاسٍ في أمر آخرته.

وكرّر ما أمكنتك في كلّ يوم زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكذلك زيارة أئمّة البقيع عليهم‌السلام وسلّم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مهما وقع بصرك علىٰ حجرته، وراقب نفسك ما دمت في المدينة، وصن نفسك من المعاصي والمظالم، وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد تردّد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّى في مسجدها، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرئيل والملائكة المقرّبون. ولنعم ما قيل:

أَرْضٌ مَشَى جِبْرِيلُ فِي عَرَصَاتِهَا***وَ اللَّهُ شَرَّفَ أَرْضَهَا وَ سَمَاءَهَا

وتصدّق ما استطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة على السادة و ذرّية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإنّ لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً.

وقال العلّامة المجلسي رحمه‌الله في رواية معتبرة: إنّ درهماً يتصدّق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها، وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة، وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة.

سَقَى اللَّهُ قَبْرا بِالْمَدِينَةِ غَيْثَهُ***فَقَدْ حَلَّ فِيهِ الْأَمْنُ بِالْبَرَكاتِ

نَبِيُّ الْهُدَى صَلَّى عَلَيْهِ مَلِيكُهُ***وَبَلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحَفاتِ

وَ صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَلاحَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ مُبْتَدِراتِ