المطلب الأول: وداع شهر رمضان

روى الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي عن أبي بصير عن الصّادق عليه‌السلام هذا الدعاء لوداع شهر رمضان:

اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ،وَهٰذَا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ،إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ،أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هٰذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هٰذَا الشَّهْرُ إِلّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها،وَمَا قالَ الْخَلائِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُوَفِّرُونَ ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ،الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلَىٰ أَداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ،وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ الْعالَمِينَ،عَلَىٰ أنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَ إِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ امْتِنانِكَ،فَبِذٰلِكَ لَكَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْخالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ،الَّذِي لَايَنْفَدُ طُولَ الْأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ،حَتَّىٰ قَضَيْتَ عَنَّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَمَا كانَ مِنَّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ،اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ،حَتَّىٰ تُظَفِّرَنَا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ، وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ،وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ، أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ، أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ دُعائِكَ،أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هٰذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلَى الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي، وَخَلاصِ نَفْسِي،وَقَضاءِ حَوَائِجِي، وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي، وَ لِباسِ الْعافِيَةِ لِي فِيهِ،وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خُرْتَ لَهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،فِي أَعْظَمِ الْأَجْرِ، وَكَرائِمِ الذُّخْرِ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ، وَطُولِ الْعُمْرِ، وَدَوامِ الْيُسْرِ،اللّٰهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ،أَنْ لَاتَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتَّىٰ تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلَىٰ أَحْسَنِ حالٍ،وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالْمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفىٰ عافِيَتِكَ، وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ،وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ، يَا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرُهُ،لَايَكُونُ هٰذَا الْوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءٍ، وَلَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ، حَتّىٰ تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ،فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ، وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأَنَا لَكَ عَلَىٰ أَحْسَنِ الْوَفاءِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ،اللّٰهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ،وَأَنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لَاأَرْجُو نَجاحاً وَلَا مُعافاةً وَلَا تَشْرِيفاً وَلَا تَبْلِيغاً إِلّا بِكَ وَمِنْكَ،وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ،وَأَنَا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ الْبَوائِقِ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَعانَنا عَلَىٰ صِيامِ هٰذَا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتَّىٰ بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ،روى الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي عن أبي بصير عن الصّادق عليه‌السلام هذا الدعاء لوداع شهر رمضان:اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ،وَهٰذَا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ،إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ،أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هٰذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هٰذَا الشَّهْرُ إِلّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها،وَمَا قالَ الْخَلائِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُوَفِّرُونَ ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ،الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلَىٰ أَداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ،وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ الْعالَمِينَ،عَلَىٰ أنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَ إِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ امْتِنانِكَ،فَبِذٰلِكَ لَكَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْخالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ،الَّذِي لَايَنْفَدُ طُولَ الْأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ،حَتَّىٰ قَضَيْتَ عَنَّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَمَا كانَ مِنَّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ،اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ،حَتَّىٰ تُظَفِّرَنَا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ، وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ،وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ، أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ، أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ دُعائِكَ،أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هٰذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلَى الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي، وَخَلاصِ نَفْسِي،وَقَضاءِ حَوَائِجِي، وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي، وَ لِباسِ الْعافِيَةِ لِي فِيهِ،وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خُرْتَ لَهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،فِي أَعْظَمِ الْأَجْرِ، وَكَرائِمِ الذُّخْرِ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ، وَطُولِ الْعُمْرِ، وَدَوامِ الْيُسْرِ،اللّٰهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ،أَنْ لَاتَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتَّىٰ تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلَىٰ أَحْسَنِ حالٍ،وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالْمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفىٰ عافِيَتِكَ، وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ،وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ، يَا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرُهُ،لَايَكُونُ هٰذَا الْوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءٍ، وَلَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ، حَتّىٰ تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ،فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ، وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأَنَا لَكَ عَلَىٰ أَحْسَنِ الْوَفاءِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ،اللّٰهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ،وَأَنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لَاأَرْجُو نَجاحاً وَلَا مُعافاةً وَلَا تَشْرِيفاً وَلَا تَبْلِيغاً إِلّا بِكَ وَمِنْكَ،وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ،وَأَنَا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ الْبَوائِقِ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَعانَنا عَلَىٰ صِيامِ هٰذَا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتَّىٰ بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ،روى الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي عن أبي بصير عن الصّادق عليه‌السلام هذا الدعاء لوداع شهر رمضان:اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ،وَهٰذَا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ،إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ،أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هٰذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هٰذَا الشَّهْرُ إِلّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها،وَمَا قالَ الْخَلائِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُوَفِّرُونَ ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ،الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلَىٰ أَداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ،وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ الْعالَمِينَ،عَلَىٰ أنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَ إِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ امْتِنانِكَ،فَبِذٰلِكَ لَكَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْخالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ،الَّذِي لَايَنْفَدُ طُولَ الْأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ،حَتَّىٰ قَضَيْتَ عَنَّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَمَا كانَ مِنَّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ،اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ،حَتَّىٰ تُظَفِّرَنَا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ، وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ،وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ، أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ، أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ دُعائِكَ،أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هٰذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلَى الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي، وَخَلاصِ نَفْسِي،وَقَضاءِ حَوَائِجِي، وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي، وَ لِباسِ الْعافِيَةِ لِي فِيهِ،وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خُرْتَ لَهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،فِي أَعْظَمِ الْأَجْرِ، وَكَرائِمِ الذُّخْرِ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ، وَطُولِ الْعُمْرِ، وَدَوامِ الْيُسْرِ،اللّٰهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ،أَنْ لَاتَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتَّىٰ تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلَىٰ أَحْسَنِ حالٍ،وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالْمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفىٰ عافِيَتِكَ، وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ،وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ، يَا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرُهُ،لَايَكُونُ هٰذَا الْوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءٍ، وَلَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ، حَتّىٰ تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ،فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ، وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأَنَا لَكَ عَلَىٰ أَحْسَنِ الْوَفاءِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ،اللّٰهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ،وَأَنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لَاأَرْجُو نَجاحاً وَلَا مُعافاةً وَلَا تَشْرِيفاً وَلَا تَبْلِيغاً إِلّا بِكَ وَمِنْكَ،وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ،وَأَنَا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ الْبَوائِقِ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَعانَنا عَلَىٰ صِيامِ هٰذَا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتَّىٰ بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ،روى الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي عن أبي بصير عن الصّادق عليه‌السلام هذا الدعاء لوداع شهر رمضان:اللّٰهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ،وَهٰذَا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ،إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ،أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هٰذِهِ اللَّيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هٰذَا الشَّهْرُ إِلّا وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها مَا قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها،وَمَا قالَ الْخَلائِقُ الْحَامِدُونَ الْمُجْتَهِدُونَ الْمَعْدُودُونَ الْمُوَفِّرُونَ ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ،الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلَىٰ أَداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ،وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالْمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ الْعالَمِينَ،عَلَىٰ أنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَ إِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ امْتِنانِكَ،فَبِذٰلِكَ لَكَ مُنْتَهَى الْحَمْدِ الْخالِدِ الدَّائِمِ الرَّاكِدِ الْمُخَلَّدِ السَّرْمَدِ،الَّذِي لَايَنْفَدُ طُولَ الْأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ،حَتَّىٰ قَضَيْتَ عَنَّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَمَا كانَ مِنَّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ،اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ،حَتَّىٰ تُظَفِّرَنَا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ، وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ،وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ، أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ، أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ مَا سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ دُعائِكَ،أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هٰذَا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلَى الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي، وَخَلاصِ نَفْسِي،وَقَضاءِ حَوَائِجِي، وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ، وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي، وَ لِباسِ الْعافِيَةِ لِي فِيهِ،وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خُرْتَ لَهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،فِي أَعْظَمِ الْأَجْرِ، وَكَرائِمِ الذُّخْرِ، وَحُسْنِ الشُّكْرِ، وَطُولِ الْعُمْرِ، وَدَوامِ الْيُسْرِ،اللّٰهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ،أَنْ لَاتَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتَّىٰ تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلَىٰ أَحْسَنِ حالٍ،وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالْمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفىٰ عافِيَتِكَ، وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ،وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ، وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ، يَا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبٌّ غَيْرُهُ،لَايَكُونُ هٰذَا الْوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءٍ، وَلَا آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ، حَتّىٰ تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ،فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ، وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأَنَا لَكَ عَلَىٰ أَحْسَنِ الْوَفاءِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ،اللّٰهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ،وَأَنَا لَكَ مُسَلِّمٌ لَاأَرْجُو نَجاحاً وَلَا مُعافاةً وَلَا تَشْرِيفاً وَلَا تَبْلِيغاً إِلّا بِكَ وَمِنْكَ،وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ،وَأَنَا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ الْبَوائِقِ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَعانَنا عَلَىٰ صِيامِ هٰذَا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتَّىٰ بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ،

المطلب الثاني: خطبة عيد الفطر

يخطب بها إمام الجماعة بعد صلاة العيد، وهي علىٰ ما رواها الصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام كما يلي:

لَانُشْرِكُ بِاللّٰهِ شَيْئاً وَلَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ،كَذَلِكَ اللّٰهُ لَاإِلٰهَ إِلّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّٰهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ،اللّٰهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ، وَاعْمُمْنا بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَامَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلَا مَخْلُوٌّ مِنْ نِعْمَتِهِ وَلَا مُؤْيَسٌ مِنْ رَوْحِهِ،وَلَا مُسْتَنْكِفٌ عَنْ عِبادَتِهِ، بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ، وَاسْتَقَرَّتِ الْأَرْضُ الْمِهادُ،وَثَبَتَتِ الْجِبالُ الرَّواسِي، وَجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وَسارَ فِي جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وَقامَتْ عَلَىٰ حُدُودِهَا الْبِحارُ، وَهُوَ إِلٰهٌ لَها وَقاهِرٌ يَذِلُّ لَهُ الْمُتَعَزِّزُونَ،وَيَتَضاءَلُ لَهُ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَيَدِينُ لَهُ طَوْعاً وَكَرْهاً الْعالَمُونَ،نَحْمَدُهُ كَمَا حَمِدَ نَفْسَهُ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ،وَنَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ مَا تُخْفِي النُّفُوسُ، وَمَا تُجِنُّ الْبِحارُ،وَمَا تَوارىٰ مِنْهُ ظُلْمَةٌ، وَلَا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ،وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلْمَةٍ إِلّا يَعْلَمُها،لَاإِلٰهَ إِلّا هُوَ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ،وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ الْعامِلُونَ وَأَيَّ مَجْرَىً يَجْرُونَ، وَ إِلَىٰ أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وَنَسْتَهْدِي اللّٰهَ بِالْهُدَىٰ،وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ إِلَىٰ خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَىٰ وَحْيِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ،وَجاهَدَ فِي اللّٰهِ الْحائِدِينَ عَنْهُ الْعادِلِينَ بِهِ، وَعَبَدَ اللّٰهَ حَتَّىٰ أَتاهُ الْيَقِينُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ،، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللّٰهِ الَّذِي لَاتَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ، وَلَا تَنْفَدُ مِنْهُ رَحْمَةٌ،وَلَا يَسْتَغْنِي الْعِبادُ عَنْهُ، وَلَا يَجْزِي أَنْعُمَهُ الْأَعْمالُ، الَّذِي رَغَّبَ فِي التَّقْوَىٰ، وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا،وَحَذَّرَ الْمَعاصِيَ، وَتَعَزَّزَ بِالْبَقاءِ، وَذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ،وَالْمَوْتُ غايَةُ الْمَخْلُوقِينَ وَسَبِيلُ الْعالَمِينَ، وَمَعْقُودٌ بِنَواصِي الْباقِينَ،لَايُعْجِزُهُ إِباقُ الْهارِبِينَ، وَعِنْدَ حُلُولِهِ يَأْسِرُ أَهْلَ الْهَوَىٰ، يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَيُزِيلُ كُلَّ نِعْمَةٍ،وَيَقْطَعُ كُلَّ بَهْجَةٍ، وَالدُّنْيا دارٌ كَتَبَ اللّٰهُ لَهَا الْفَناءَ، وَلِأَهْلِها مِنْهَا الْجَلاءَ،فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقاءَها، وَيُعَظِّمُ بَناءَها، وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ،وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ، وَتُضْنِي ذو الثَّرْوَةِ الضَّعِيفَ وَيَجْتَوِيهَا الْخائِفُ الْوَجِلُ،فَارْتَحِلُوا مِنْها يَرْحَمُكُمُ اللّٰهُ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ،وَلَا تَطْلُبُوا مِنْها أَكْثَرَ مِنَ الْقَلِيلِ، وَلَا تَسْأَلُوا مِنْها فَوْقَ الْكَفافِ، وَارْضَوْا مِنْها بِالْيَسِيرِ،وَلَا تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْها إِلىٰ مَا مُتِّعَ الْمُتْرَفُونَ بِهِ، وَاسْتَهِينُوا بِها وَلَا تُوَطِّنُوها،وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيها، وَ إِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّيَ وَالْفاكِهاتِ؛ فَإِنَّ فِي ذٰلِكَ غَفْلَةً وَاغْتِراراً،أَلا إِنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَداعٍ،أَلا وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلاعٍ، أَلا وَ إِنَّ الْمِضْمارَ الْيَوْمَ وَالسِّباقَ غَداً،أَلا وَ إِنَّ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَالْغايَةَ النَّارُ، أَلا أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِهِ،أَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ، جَعَلَنَا اللّٰهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ،أَلا إِنَّ هٰذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ اللّٰهُ لَكُمْ عِيداً، وَجَعَلَكُمْ لَهُ أَهْلاً،فَاذْكُرُوا اللّٰهَ يَذْكُرْكُمْ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَفَرِيضَةٌ واجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ،فَلْيُؤَدِّها كُلُّ امْرِىً مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عِيالِهِ كُلِّهِمْ، ذَكَرِهِمْ وَأُنْثاهُمْ، وَصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ وَحُرِّهِمْ وَمَمْلُوكِهِمْ،عَنْ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ بُرٍّ، أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ،وَأَطِيعُوا اللّٰهَ فِيما فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتآءِ الزَّكَاةِ، وَحِجِّ الْبَيْتِ،وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْإِحْسانِ إِلىٰ نِسائِكُمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ،وَأَطِيعُوا اللّٰهَ فِيما نَهاكُمْ عَنْهُ مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَ إِتْيانِ الْفاحِشَةِ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ،وَبَخْسِ الْمِكْيالِ، وَنَقْصِ الْمِيزانِ، وَشَهادَةِ الزُّورِ، وَالْفِرارِ مِنَ الزَّحْفِ،عَصَمَنَا اللّٰهُ وَ إِيَّاكُمْ بِالتَّقْوىٰ وَجَعَلَ الْآخِرَةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِنَ الْأُولَىٰ،إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ وَأَبْلَغَ مَوْعِظَةِ الْمُتَّقِينَ كِتابُ اللّٰهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ،أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ،ثمّ يجلس إذا فرغ من هذه الخطبة جلسة قصيرة، ثمّ ينهض للخطبة الثَّانية وهي ما كان يخطب بها أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الجمعة بعد الجلوس الذي يعقب الخطبة الاُولىٰ، وهي كما يلي:الْحَمْدُلِلّٰهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَواتُ اللّٰهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ، وَتُبَيِّنُ بِها فَضْلَهُ،وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،اللّٰهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ،اللّٰهُمَّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ،وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَنَقِْمَتَكَ وَبَأْسَكَ الَّذِي لَاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ،اللّٰهُمَّ انْصُرْ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ وَسَرَاياهُمْ وَمُرابِطِيهِمْ فِي مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ،اللّٰهُمَّ اجْعَلِ التَّقْوىٰ زادَهُمْ، وَالْإِيمانَ وَالْحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ،وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، إِلٰهَ الْحَقِّ وَخالِقَ الْخَلْقِ،اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَ لِمَنْ هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْهُمْ،إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،اذْكُرُوا اللّٰهَ يَذْكُرْكُمْ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ، وَاسْأَلُوا اللّٰهَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ فَإِنَّهُ لَايَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ دَعاهُ،يخطب بها إمام الجماعة بعد صلاة العيد، وهي علىٰ ما رواها الصّدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام كما يلي:لَانُشْرِكُ بِاللّٰهِ شَيْئاً وَلَا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّماواتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ،كَذَلِكَ اللّٰهُ لَاإِلٰهَ إِلّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللّٰهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ،اللّٰهُمَّ ارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ، وَاعْمُمْنا بِمَغْفِرَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ،وَالْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَامَقْنُوطٌ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلَا مَخْلُوٌّ مِنْ نِعْمَتِهِ وَلَا مُؤْيَسٌ مِنْ رَوْحِهِ،وَلَا مُسْتَنْكِفٌ عَنْ عِبادَتِهِ، بِكَلِمَتِهِ قامَتِ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ، وَاسْتَقَرَّتِ الْأَرْضُ الْمِهادُ،وَثَبَتَتِ الْجِبالُ الرَّواسِي، وَجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وَسارَ فِي جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ،وَقامَتْ عَلَىٰ حُدُودِهَا الْبِحارُ، وَهُوَ إِلٰهٌ لَها وَقاهِرٌ يَذِلُّ لَهُ الْمُتَعَزِّزُونَ،وَيَتَضاءَلُ لَهُ الْمُتَكَبِّرُونَ، وَيَدِينُ لَهُ طَوْعاً وَكَرْهاً الْعالَمُونَ،نَحْمَدُهُ كَمَا حَمِدَ نَفْسَهُ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ،وَنَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ، يَعْلَمُ مَا تُخْفِي النُّفُوسُ، وَمَا تُجِنُّ الْبِحارُ،وَمَا تَوارىٰ مِنْهُ ظُلْمَةٌ، وَلَا تَغِيبُ عَنْهُ غائِبَةٌ،وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلْمَةٍ إِلّا يَعْلَمُها،لَاإِلٰهَ إِلّا هُوَ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يابِسٍ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ،وَيَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ الْعامِلُونَ وَأَيَّ مَجْرَىً يَجْرُونَ، وَ إِلَىٰ أَيِّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ، وَنَسْتَهْدِي اللّٰهَ بِالْهُدَىٰ،وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَنَبِيُّهُ وَرَسُولُهُ إِلَىٰ خَلْقِهِ، وَأَمِينُهُ عَلَىٰ وَحْيِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ،وَجاهَدَ فِي اللّٰهِ الْحائِدِينَ عَنْهُ الْعادِلِينَ بِهِ، وَعَبَدَ اللّٰهَ حَتَّىٰ أَتاهُ الْيَقِينُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ،، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللّٰهِ الَّذِي لَاتَبْرَحُ مِنْهُ نِعْمَةٌ، وَلَا تَنْفَدُ مِنْهُ رَحْمَةٌ،وَلَا يَسْتَغْنِي الْعِبادُ عَنْهُ، وَلَا يَجْزِي أَنْعُمَهُ الْأَعْمالُ، الَّذِي رَغَّبَ فِي التَّقْوَىٰ، وَزَهَّدَ فِي الدُّنْيا،وَحَذَّرَ الْمَعاصِيَ، وَتَعَزَّزَ بِالْبَقاءِ، وَذَلَّلَ خَلْقَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ،وَالْمَوْتُ غايَةُ الْمَخْلُوقِينَ وَسَبِيلُ الْعالَمِينَ، وَمَعْقُودٌ بِنَواصِي الْباقِينَ،لَايُعْجِزُهُ إِباقُ الْهارِبِينَ، وَعِنْدَ حُلُولِهِ يَأْسِرُ أَهْلَ الْهَوَىٰ، يَهْدِمُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَيُزِيلُ كُلَّ نِعْمَةٍ،وَيَقْطَعُ كُلَّ بَهْجَةٍ، وَالدُّنْيا دارٌ كَتَبَ اللّٰهُ لَهَا الْفَناءَ، وَلِأَهْلِها مِنْهَا الْجَلاءَ،فَأَكْثَرُهُمْ يَنْوِي بَقاءَها، وَيُعَظِّمُ بَناءَها، وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ قَدْ عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ،وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ، وَتُضْنِي ذو الثَّرْوَةِ الضَّعِيفَ وَيَجْتَوِيهَا الْخائِفُ الْوَجِلُ،فَارْتَحِلُوا مِنْها يَرْحَمُكُمُ اللّٰهُ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ،وَلَا تَطْلُبُوا مِنْها أَكْثَرَ مِنَ الْقَلِيلِ، وَلَا تَسْأَلُوا مِنْها فَوْقَ الْكَفافِ، وَارْضَوْا مِنْها بِالْيَسِيرِ،وَلَا تَمُدُّنَّ أَعْيُنَكُمْ مِنْها إِلىٰ مَا مُتِّعَ الْمُتْرَفُونَ بِهِ، وَاسْتَهِينُوا بِها وَلَا تُوَطِّنُوها،وَأَضِرُّوا بِأَنْفُسِكُمْ فِيها، وَ إِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ وَالتَّلَهِّيَ وَالْفاكِهاتِ؛ فَإِنَّ فِي ذٰلِكَ غَفْلَةً وَاغْتِراراً،أَلا إِنَّ الدُّنْيا قَدْ تَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَتْ وَاحْلَوْلَتْ وَآذَنَتْ بِوَداعٍ،أَلا وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ رَحَلَتْ فَأَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ وَآذَنَتْ بِاطِّلاعٍ، أَلا وَ إِنَّ الْمِضْمارَ الْيَوْمَ وَالسِّباقَ غَداً،أَلا وَ إِنَّ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَالْغايَةَ النَّارُ، أَلا أَفَلا تائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ يَوْمِ مَنِيَّتِهِ،أَلا عامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ وَفَقْرِهِ، جَعَلَنَا اللّٰهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَخافُهُ وَيَرْجُو ثَوابَهُ،أَلا إِنَّ هٰذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ اللّٰهُ لَكُمْ عِيداً، وَجَعَلَكُمْ لَهُ أَهْلاً،فَاذْكُرُوا اللّٰهَ يَذْكُرْكُمْ، وَادْعُوهُ يَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَأَدُّوا فِطْرَتَكُمْ فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ، وَفَرِيضَةٌ واجِبَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ،فَلْيُؤَدِّها كُلُّ امْرِىً مِنْكُمْ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ عِيالِهِ كُلِّهِمْ، ذَكَرِهِمْ وَأُنْثاهُمْ، وَصَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ وَحُرِّهِمْ وَمَمْلُوكِهِمْ،عَنْ كُلِّ إِنْسانٍ مِنْهُمْ صاعاً مِنْ بُرٍّ، أَوْ صاعاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صاعاً مِنْ شَعِيرٍ،وَأَطِيعُوا اللّٰهَ فِيما فَرَضَ عَلَيْكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِهِ مِنْ إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتآءِ الزَّكَاةِ، وَحِجِّ الْبَيْتِ،وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضانَ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْإِحْسانِ إِلىٰ نِسائِكُمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ،وَأَطِيعُوا اللّٰهَ فِيما نَهاكُمْ عَنْهُ مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَ إِتْيانِ الْفاحِشَةِ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ،وَبَخْسِ الْمِكْيالِ، وَنَقْصِ الْمِيزانِ، وَشَهادَةِ الزُّورِ، وَالْفِرارِ مِنَ الزَّحْفِ،عَصَمَنَا اللّٰهُ وَ إِيَّاكُمْ بِالتَّقْوىٰ وَجَعَلَ الْآخِرَةَ خَيْراً لَنا وَلَكُمْ مِنَ الْأُولَىٰ،إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ وَأَبْلَغَ مَوْعِظَةِ الْمُتَّقِينَ كِتابُ اللّٰهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ،ثمّ يجلس إذا فرغ من هذه الخطبة جلسة قصيرة، ثمّ ينهض للخطبة الثَّانية وهي ما كان يخطب بها أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الجمعة بعد الجلوس الذي يعقب الخطبة الاُولىٰ، وهي كما يلي:الْحَمْدُلِلّٰهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ،وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَواتُ اللّٰهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً تَرْفَعُ بِها دَرَجَتَهُ، وَتُبَيِّنُ بِها فَضْلَهُ،وَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَىٰ إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،اللّٰهُمَّ عَذِّبْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتابِ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ، وَيَجْحَدُونَ آياتِكَ، وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ،اللّٰهُمَّ خالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ،وَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَنَقِْمَتَكَ وَبَأْسَكَ الَّذِي لَاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ،اللّٰهُمَّ انْصُرْ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ وَسَرَاياهُمْ وَمُرابِطِيهِمْ فِي مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ،اللّٰهُمَّ اجْعَلِ التَّقْوىٰ زادَهُمْ، وَالْإِيمانَ وَالْحِكْمَةَ فِي قُلُوبِهِمْ،وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وَأَنْ يُوفُوا بِعَهْدِكَ الَّذِي عاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ، إِلٰهَ الْحَقِّ وَخالِقَ الْخَلْقِ،اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَ لِمَنْ هُوَ لاحِقٌ بِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْهُمْ،إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،اذْكُرُوا اللّٰهَ يَذْكُرْكُمْ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ، وَاسْأَلُوا اللّٰهَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ فَإِنَّهُ لَايَخِيبُ عَلَيْهِ داعٍ دَعاهُ،

المطلب الثالث: الزيارة الجامعة لأئمة المؤمنين عليهم‌السلام

وهي زيارة يزار بها كلّ إمام من الأئمّة عليهم‌السلام في جميع الأشهر والأيام، والسيّد ابن طاووس في مصباح الزَّائر قد روىٰ عَن الأئِمَّةِ عليهم‌السلام هذه الزيارة بآداب يُتَأدَّب بها من الدّعاء والصلاة عند الخروج لِسفر الزّيارة. ثمّ قال: فإذا أردت الغسل للزّيارة فقل وأنت تغتسل:

بِسْمِ اللّٰهِ وَبِاللّٰهِ وَفِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَعَلَىٰ مِلَّةِ رَسُولِ اللّٰهِ،اللّٰهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي دَرَنَ الذُّنُوبِ، وَوَسَخَ الْعُيُوبِ، وَطَهِّرْنِي بِماءِ التَّوْبَةِ،وَأَلْبِسْنِي رِداءَ الْعِصْمَةِ، وَأَيِّدْنِي بِلُطْفٍ مِنْكَ يُوَفِّقُنِي لِصالِحِ الْأَعْمالِ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ،فإذا دَنَوت من باب المشهد فقل: الْحَمْدُلِلّٰهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ وَزِيارَةِ حُجَّتِهِ، وَأَوْرَدَنِي حَرَمَهُ،وَلَمْ يَبْخَسْنِي حَظِّي مِنْ زِيارَةِ قَبْرِهِ، وَالنُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ وَساحَةِ تُرْبَتِهِ،الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمانِ مَا أَمَّلْتُهُ، وَلَا صَرَفَ عَنِّي مَا رَجَوْتُهُ،وَلَا قَطَعَ رَجائِي فِيمَا تَوَقَّعْتُهُ، بَلْ أَلْبَسَنِي عافِيَتَهُ، وَأَفادَنِي نِعْمَتَهُ، وَآتانِي كَرامَتَهُ،فإذا دخلت المشهد فقف على الضَّريح الطَّاهر وقل:السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسادَةَ الْمُتَّقِينَ، وَكُبَراءَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُمَراءَ الصَّالِحِينَ،وَقادَةَ الْمُحْسِنِينَ، وَأَعْلامَ الْمُهْتَدِينَ، وَأَنْوارَ الْعارِفِينَ، وَوَرَثَةَ الْأَنْبِياءِ، وَصَفْوَةَ الْأَوْصِياءِ،وَشُمُوسَ الْأَتْقِياءِ، وَبُدُورَ الْخُلَفاءِ، وَعِبادَ الرَّحْمَانِ، وَشُرَكاءَ الْقُرْآنِ،وَمَنْهَجَ الْإِيمانِ، وَمَعادِنَ الْحَقائِقِ، وَشُفَعاءَ الْخَلائِقِ، وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوابُ اللّٰهِ، وَمَفاتِيحُ رَحْمَتِهِ، وَمَقالِيدُ مَغْفِرَتِهِ،وَسَحائِبُ رِضْوانِهِ، وَمَصابِيحُ جِنانِهِ، وَحَمَلَةُ فُرْقانِهِ، وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ، وَحَفَظَةُ سِرِّهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ،وَعِنْدَكُمْ أَماناتُ النُّبُوَّةِ، وَوَدائِعُ الرِّسالَةِ، أَنْتُمْ أُمَناءُ اللّٰهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، وَعِبادُهُ،وَأَصْفِياؤُهُ، وَأَنْصارُ تَوْحِيدِهِ، وَأَرْكانُ تَمْجِيدِهِ، وَدُعاتُهُ إِلىٰ كُتُبِهِ، وَحَرَسَةُ خَلائِقِهِ، وَحَفَظَةُ وَدَائِعِهِ،لَايَسْبِقُكُمْ ثَناءُ الْمَلائِكَةِ فِي الْإِخْلاصِ وَالْخُشُوعِ وَلَا يُضادُّكُمْ ذُو ابْتِهالٍ وَخُضُوعٍ،أَنَّىٰ وَلَكُمُ الْقُلُوبُ الَّتِي تَوَلَّى اللّٰهُ رِياضَتَها بِالْخَوْفِ وَالرَّجاءِ، وَجَعَلَها أَوْعِيَةً لِلشُّكْرِ وَالثَّناءِ،وَآمَنَها مِنْ عَوارِضِ الْغَفْلَةِ، وَصَفَّاها مِنْ سُوءِ الْفَتْرَةِ بَلْ يَتَقَرَّبُ أَهْلُ السَّماءِ بِحُبِّكُمْ،وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَتَوَاتُرِ الْبُكاءِ عَلَىٰ مُصابِكُمْ، وَالاسْتِغْفارِ لِشِيعَتِكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ،فَأَنَا أُشْهِدُ اللّٰهَ خالِقِي، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ،وَأُشْهِدُكُمْ يَا مَوالِيَّ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِوِلايَتِكُمْ، مُعْتَقِدٌ لِإِمامَتِكُمْ، مُقِرٌّ بِخِلافَتِكُمْ، عارِفٌ بِمَنْزِلَتِكُمْ، مُوقِنٌ بِعِصْمَتِكُمْ،خاضِعٌ لِوِلايَتِكُمْ؛ مُتَقَرِّبٌ إِلَى اللّٰهِ بِحُبِّكُمْ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ،عالِمٌ بِأَنَّ اللّٰهَ قَدْ طَهَّرَكُمْ مِنَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَنَ،وَمِنْ كُلِّ رِيبَةٍ وَنَجاسَةٍ وَدَنِيَّةٍ وَرَجاسَةٍ،وَمَنَحَكُمْ رايَةَ الْحَقِّ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَها ضَلَّ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْها زَلَّ، وَفَرَضَ طاعَتَكُمْ عَلَىٰ كُلِّ أَسْوَدَ وَأَبْيَضَ،وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ وَفَيْتُمْ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَذِمَّتِهِ وَبِكُلِّ مَا اشْتَرَطَ عَلَيْكُمْ فِي كِتابِهِ،وَدَعَوْتُمْ إِلىٰ سَبِيلِهِ، وَأَنْفَذْتُمْ طاقَتَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ، وَحَمَلْتُمُ الْخَلائِقَ عَلَىٰ مِنْهاجِ النُّبُوَّةِ وَمَسالِكِ الرِّسالَةِ،وَسِرْتُمْ فِيهِ بِسِيرَةِ الْأَنْبِياءِ وَمَذاهِبِ الْأَوْصِياءِ، فَلَمْ يُطَعْ لَكُمْ أَمْرٌ، وَلَمْ تُصْغَ إِلَيْكُمْ أُذُنٌ،فَصَلَواتُ اللّٰهِ عَلَىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ،ثَّم تنكبُّ على القبر وتقول: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا حُجَّةَ اللّٰهِ، لَقَدْ أُرْضِعْتَ بِثَدْيِ الْإِيمانِ، وَفُطِمْتَ بِنُورِ الْإِسْلامِ، وَغُذِّيتَ بِبَرْدِ الْيَقِينِ،وَأُلْبِسْتَ حُلَلَ الْعِصْمَةِ، وَاصْطُفِيتَ وَوُرِّثْتَ عِلْمَ الْكِتابِ، وَلُقِّنْتَ فَصْلَ الْخِطابِ،وَأُوضِحَ بِمَكانِكَ مَعارِفُ التَّنْزِيلِ وَغَوامِضُ التَّأْوِيلِ، وَسُلِّمَتْ إِلَيْكَ رايَةُ الْحَقِّ،وَكُلِّفْتَ هِدايَةَ الْخَلْقِ، وَنُبِذَ إِلَيْكَ عَهْدُ الْإِمامَةِ، وَأُلْزِمْتَ حِفْظَ الشَّرِيعَةِ،وَأَشْهَدُ يَا مَوْلايَ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِشَرائِطِ الْوَصِيَّةِ، وَقَضَيْتَ مَا لَزِمَكَ مِنْ حَدِّ الطَّاعَةِ، وَنَهَضْتَ بِأَعْبَاءِ الْإِمامَةِ،وَاحْتَذَيْتَ مِثالَ النُّبُوَّةِ فِي الصَّبْرِ وَالاجْتِهادِ وَالنَّصِيحَةِ لِلْعِبادِ،وَكَظْمِ الْغَيْظِ وَالْعَفْوِ عَنِ النَّاسِ، وَعَزَمْتَ عَلَى الْعَدْلِ فِي الْبَرِيَّةِ وَالنَّصَفَةِ فِي الْقَضِيَّةِ،وَوَكَّدْتَ الْحُجَجَ عَلَى الْأُمَّةِ بِالدَّلائِلِ الصَّادِقَةِ وَالشَّرِيعَةِ النَّاطِقَةِ،وَدَعَوْتَ إِلَى اللّٰهِ بِالْحِكْمَةِ الْبالِغَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ،فَمُنِعْتَ مِنْ تَقْوِيمِ الزَّيْغِ، وَسَدِّ الثُّلَمِ، وَ إِصْلاحِ الْفاسِدِ، وَكَسْرِ الْمُعانِدِ،وَ إِحْياءِ السُّنَنِ، وَ إِماتَةِ الْبِدَعِ، حَتَّىٰ فارَقْتَ الدُّنْيا وَأَنْتَ شَهِيدٌ،وَلَقِيتَ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَأَنْتَ حَمِيدٌ، صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْكَ تَتَرادَفُ وَتَزِيدُ،ثُمّ صِرْ إلىٰ عند الرِّجلَين وقل:يا سادَتِي يَا آلَ رَسُولِ اللّٰهِ، إِنِّي بِكُمْ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللّٰهِ جَلَّ وَعَلَا،بِالْخِلافِ عَلَى الَّذِينَ غَدَرُوا بِكُمْ، وَنَكَثُوا بَيْعَتَكُمْ، وَجَحَدُوا وِلايَتَكُمْ، وَأَنْكَرُوا مَنْزِلَتَكُمْ،وَخَلَعُوا رِبْقَةَ طاعَتِكُمْ، وَهَجَرُوا أَسْبابَ مَوَدَّتِكُمْ، وَتَقَرَّبُوا إِلىٰ فَراعِنَتِهِمْ بِالْبَراءَةِ مِنْكُمْ وَالْإِعْراضِ عَنْكُمْ،وَمَنَعُوكُمْ مِنْ إِقامَةِ الْحُدُودِ، وَاسْتِئْصالِ الْجُحُودِ، وَشَعْبِ الصَّدْعِ، وَلَمِّ الشَّعَثِ، وَسَدِّ الْخَلَلِ،وَتَثْقِيفِ الْأَوَدِ، وَ إِمْضاءِ الْأَحْكامِ، وَتَهْذِيبِ الْإِسْلامِ، وَقَمْعِ الْآثامِ،وَأَرْهَجُوا عَلَيْكُمْ نَقْعَ الْحُرُوبِ وَالْفِتَنِ، وَأَنْحَوْا عَلَيْكُمْ سُيُوفَ الْأَحْقادِ، وَهَتَكُوا مِنْكُمُ السُّتُورَ،وَابْتاعُوا بِخُمْسِكُمُ الْخُمُورَ، وَصَرَفُوا صَدَقاتِ الْمَساكِينِ إِلَى الْمُضْحِكِينَ وَالسَّاخِرِينَ،وَذٰلِكَ بِما طَرَّقَتْ لَهُمُ الْفَسَقَةُ الْغُواةُ وَالْحَسَدَةُ الْبُغاةُ أَهْلُ النَّكْثِ وَالْغَدْرِ وَالْخِلافِ وَالْمَكْرِ،وَالْقُلُوبِ الْمُنْتِنَةِ مِنْ قَذَرِ الشِّرْكِ، وَالْأَجْسادِ الْمُشْحَنَةِ مِنْ دَرَنِ الْكُفْرِ،الَّذِينَ أَضَبُّوا عَلَى النِّفاقِ وَأَكَبُّوا عَلَىٰ عَلائِقِ الشِّقاقِ فَلَمَّا مَضَى الْمُصْطَفىٰ صَلَوات اللّٰهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ،اخْتَطَفُوا الْغِرَّةَ، وَانْتَهَزُوا الْفُرْصَةَ، وَانْتَهَكُوا الْحُرْمَةَ،وَغَادَرُوهُ عَلَىٰ فِرَاشِ الْوَفاةِ، وَأَسْرَعُوا لِنَقْضِ الْبَيْعَةِ، وَمُخالَفَةِ الْمَوَاثِيقِ الْمُؤَكَّدَةِ،وَخِيانَةِ الْأَمانَةِ الْمَعْرُوضَةِ عَلَى الْجِبالِ الرَّاسِيَةِ، وَأَبَتْ أَنْ تَحْمِلَها،وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ الظَّلُومُ الْجَهُولُ ذُو الشِّقاقِ وَالْعِزَّةِ بِالْآثامِ الْمُؤْلِمَةِ وَالْأَنَفَةِ عَنِ الانْقِيادِ لِحَمِيدِ الْعاقِبَةِ،فَحُشِرَ سفْلَةُ الْأَعْرابِ وَبَقايَا الْأَحْزابِ إِلَىٰ دارِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسالَةِ، وَمَهْبِطِ الْوَحْيِ،وَالْمَلائِكَةِ، وَمُسْتَقَرِّ سُلْطانِ الْوِلايَةِ، وَمَعْدِنِ الْوَصِيَّةِ وَالْخِلافَةِ وَالْإِمامَةِ،حَتَّىٰ نَقَضُوا عَهْدَ الْمُصْطَفَىٰ فِي أَخِيهِ عَلَمِ الْهُدَىٰ،وَالْمُبَيِّنِ طَرِيقَ النَّجاةِ مِنْ طُرُقِ الرَّدَىٰ،وَاهْتِضامِ عَزِيزَتِهِ بَضْعَةِ لَحْمِهِ وَفِلْذَةِ كَبِدِهِ، وَخَذَلُوا بَعْلَها، وَصَغَّرُوا قَدْرَهُ،وَاسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُ، وَقَطَعُوا رَحِمَهُ، وَأَنْكَرُوا أُخُوَّتَهُ، وَهَجَرُوا مَوَدَّتَهُ، وَنَقَضُوا طاعَتَهُ، وَجَحَدُوا وِلايَتَهُ،وَأَطْمَعُوا الْعَبِيدَ فِي خِلافَتِهِ، وَقادُوهُ إِلىٰ بَيْعَتِهِمْ مُصْلِتَةً سُيُوفَها، مُقْذِعَةً أَسِنَّـتَها،وَهُوَ ساخِطُ الْقَلْبِ، هَائِجُ الْغَضَبِ، شَدِيدُ الصَّبْرِ، كاظِمُ الْغَيْظِ،يَدْعُونَهُ إِلَىٰ بَيْعَتِهِمُ الَّتِي عَمَّ شُؤْمُهَا الْإِسْلامَ، وَزَرَعَتْ فِي قُلُوبِ أَهْلِهَا الْآثامَ،وَعَقَّتْ سَلْمانَها، وَطَرَدَتْ مِقْدَادَها، وَنَفَتْ جُنْدُبَها، وَفَتَقَتْ بَطْنَ عَمَّارِها،وَحَرَّفَتِ الْقُرْآنَ، وَبَدَّلَتِ الْأَحْكامَ، وَغَيَّرَتِ الْمَقامَ، وَأَباحَتِ الْخُمْسَ لِلطُّلَقاءِ،وَسَلَّطَتْ أَوْلادَ اللُّعَناءِ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّماءِ، وَخَلَطَتِ الْحَلالَ بِالْحَرامِ،وَاسْتَخَفَّتْ بِالْإِيمانِ وَالْإِسْلامِ، وَهَدَمَتِ الْكَعْبَةَ وَأَغارَتْ عَلَىٰ دارِ الْهِجْرَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ،وَأَبْرَزَتْ بَناتِ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ لِلنَّكالِ وَالسَّوْرَةِ ، وَأَلْبَسَتْهُنَّ ثَوْبَ الْعارِ وَالْفَضِيحَةِ،وَرَخَّصَتْ لِأَهْلِ الشُّبْهَةِ فِي قَتْلِ أَهْلِ بَيْتِ الصَّفْوَةِ، وَ إِبَادَةِ نَسْلِهِ، وَاسْتِئْصالِ شَأْفَتِهِ،وَسَبْيِ حَرَمِهِ، وَقَتْلِ أَنْصارِهِ، وَكَسْرِ مِنْبَرِهِ، وَقَلْبِ مَفْخَرِهِ، وَ إِخْفاءِ دِينِهِ، وَقَطْعِ ذِكْرِهِ،يَا مَوالِيَّ فَلَوْ عايَنَكُمُ الْمُصْطَفَىٰ وَسِهامُ الْأُمَّةِ مُغْرَقَةٌ فِي أَكْبادِكُمْ، وَرِماحُهُمْ مُشْرَعَةٌ فِي نُحُورِكُمْ،وَسُيُوفُها مُولَغَةٌ فِي دِمائِكُمْ، يَشْفِي أَبْناءُ الْعَوَاهِرِ غَلِيلَ الْفِسْقِ مِنْ وَرَعِكُمْ،وَغَيْظَ الْكُفْرِ مِنْ إِيمَانِكُمْ وَأَنْتُمْ بَيْنَ صَرِيـعٍ فِي الْمِحْرَابِ قَدْ فَلَقَ السَّيْفُ هامَتَهُ،وَشَهِيدٍ فَوْقَ الْجَنَازَةِ قَدْ شُكَّتْ أَكْفانُهُ بِالسِّهامِ،وَقَتِيلٍ بِالْعَراءِ قَدْ رُفِعَ فَوْقَ الْقَناةِ رَأْسُهُ، وَمُكَبَّلٍ فِي السِّجْنِ قَدْ رُضَّتْ بِالْحَدِيدِ أَعْضاؤُهُ،وَمَسْمُومٍ قَدْ قُطِّعَتْ بِجُرَعِ السَّمِّ أَمْعاؤُهُ، وَشَمْلُكُمْ عَبَادِيدُ تُفْنِيهِمُ الْعَبِيدُ وَأَبْناءُ الْعَبِيدِ،فَهَلِ الْمِحَنُ يَا سادَتِي إِلّا الَّتِي لَزِمَتْكُمْ، وَالْمَصائِبُ إِلّا الَّتِي عَمَّتْكُمْ، وَالْفَجَائِعُ إِلّا الَّتِي خَصَّتْكُمْ،وَالْقَوارِعُ إِلّا الَّتِي طَرَقَتْكُمْ، صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَىٰ أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثمَّ قبِّله وقُل:بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي يَا آلَ الْمُصْطَفَىٰ، إِنَّا لَانَمْلِكُ إِلّا أَنْ نَطُوفَ حَوْلَ مَشاهِدِكُمْ،وَنُعَزِّيَ فِيها أَرْواحَكُمْ عَلَىٰ هٰذِهِ الْمَصَائِبِ الْعَظِيمَةِ الْحَالَّةِ بِفِنائِكُمْ، وَالرَّزايَا الْجَلِيلَةِ النَّازِلَةِ بِساحَتِكُمُ،الَّتِي أَثْبَتَتْ فِي قُلُوبِ شِيعَتِكُمُ الْقُرُوحَ، وَأَوْرَثَتْ أَكْبادَهُمُ الْجُرُوحَ، وَزَرَعَتْ فِي صُدُورِهِمُ الْغُصَصَ،فَنَحْنُ نُشْهِدُ اللّٰهَ أَنَّا قَدْ شارَكْنا أَوْلِياءَكُمْ وَأَنْصَارَكُمُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِي إِرَاقَةِ دِماءِ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ،وَقَتَلَةِ أَبِي عَبْدِاللّٰهِ سَيِّدِ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ السَّلامُ يَوْمَ كَرْبَلاءَ،بِالنِّيَّاتِ وَالْقُلُوبِ وَالتَّأَسُّفِ عَلَىٰ فَوْتِ تِلْكَ الْمَواقِفِ الَّتِي حَضَرُوا لِنُصْرَتِكُمْ،وَعَلَيْكُمْ مِنَّا السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثمّ اجعل القبر بَينك وبين الْقِبلة وقُل:اللّٰهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الَّتِي صَدَرَ عَنْهَا الْعَالَمُ مُكَوَّناً مَبْرُوءاً عَلَيْها مَفْطُوراً تَحْتَ ظِلِّ الْعَظَمَةِ،فَنَطَقَتْ شَوَاهِدُ صُنْعِكَ فِيهِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللّٰهُ لَاإِلٰهَ إِلّا أَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَبَارِئُهُ وَفاطِرُهُ،ابْتَدَعْتَهُ لَامِنْ شَيْءٍ، وَلَا عَلَىٰ شَيْءٍ، وَلَا فِي شَيْءٍ، وَلَا لِوَحْشَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْكَ إِذْ لَاغَيْرُكَ،وَلَا حاجَةٍ بَدَتْ لَكَ فِي تَكْوِينِهِ وَلَا لِاسْتِعانَةٍ مِنْكَ عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَهُ،بَلْ أَنْشَأْتَهُ لِيَكُونَ دَلِيلاً عَلَيْكَ بِأَنَّكَ بائِنٌ مِنَ الصُّنْعِ، فَلا يُطِيقُ الْمُنْصِفُ لِعَقْلِهِ إِنْكارَكَ، وَالْمَوْسُومُ بِصِحَّةِ الْمَعْرِفَةِ جُحُودَكَ،أَسْأَلُكَ بِشَرَفِ الْإِخْلاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَحُرْمَةِ التَّعَلُّقِ بِكِتابِكَ وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ،أَنْ تُصَلِّيَ عَلَىٰ آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ، وَبِكْرِ حُجَّتِكَ، وَ لِسَانِ قُدْرَتِكَ، وَالْخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ،وَعَلَىٰ مُحَمَّدٍ الْخالِصِ مِنْ صَفْوَتِكَ، وَالْفاحِصِ عَنْ مَعْرِفَتِكَ، وَالْغائِصِ الْمَأْمُونِ عَلَىٰ مَكْنُونِ سَرِيرَتِكَ بِمَا أَوْلَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ بِمَعُونَتِكَ،وَعَلَىٰ مَنْ بَيْنَهُما مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُكَرَّمِينَ وَالْأَوْصِياءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَأَنْ تَهَبَنِي لِإِمامِي هٰذَا،ثمّ ضع خدَّك على الضَّريح الطَّاهر وقل:اللّٰهُمَّ بِمَحَلِّ هٰذَا السَّيِّدِ مِنْ طاعَتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكَ لَاتُمِتْنِي فُجَاءَةً، وَلَا تَحْرِمْنِي تَوْبَةً،وَارْزُقْنِي الْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ دِيناً وَدُنْيا، وَاشْغَلْنِي بِالْآخِرَةِ عَنْ طَلَبِ الْأُولىٰ،وَوَفِّقْنِي لِما تُحِبُّ وَتَرْضىٰ، وَجَنِّبْنِي اتِّباعَ الْهَـوَىٰ وَالاغْتِرارَ بِالْأَباطِيلِ وَالْمُنَىٰ،اللّٰهُمَّ اجْعَلِ السَّدادَ فِي قَوْلِي، وَالصَّوابَ فِي فِعْلِي، وَالصِّدْقَ وَالْوَفاءَ فِي ضَمانِي وَوَعْدِي،وَالْحِفْظَ وَالْإِيناسَ مَقْرُونَيْنَ بِعَهْدِي وَوَعْدِي، وَالْبِرَّ وَالْإِحْسانَ مِنْ شَأْنِي وَخُلْقِي،وَاجْعَلِ السَّلامَةَ لِي شامِلَةً وَالْعافِيَةَ بِي مُحِيطَةً مُلْتَفَّةً، وَلَطِيفَ صُنْعِكَ وَعَوْنِكَ مَصْرُوفاً إِلَيَّ،وَحُسْنَ تَوْفِيقِكَ وَيُسْرِكَ مَوْفُوراً عَلَيَّ، وَأَحْيِنِي يَا رَبِّ سَعِيداً وَتَوَفَّنِي شَهِيداً،وَطَهِّرْنِي لِلْمَوْتِ وَمَا بَعْدَهُ اللّٰهُمَّ وَاجْعَلِ الصِّحَّةَ وَالنُّورَ فِي سَمْعِي وَبَصَرِي،، وَالْجِدَةَ وَالْخَيْرَ فِي طُرُقِي، وَالْهُدىٰ وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَمَذْهَبِي، وَالْمِيزانَ أَبَداً نَصْبَ عَيْنِي،وَالذِّكْرَ وَالْمَوْعِظَةَ شِعارِي وَدِثارِي، وَالْفِكْرَةَ وَالْعِبْرَةَ أُنْسِي وَعِمادِي،وَمَكِّنِ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي، وَاجْعَلْهُ أَوْثَقَ الْأَشْياءِ فِي نَفْسِي وَاغْلِبْهُ عَلَىٰ رَأْيِي وَعَزْمِي،وَاجْعَلِ الْإِرشادَ فِي عَمَلِي، وَالتَّسْلِيمَ لِأَمْرِكَ مِهادِي وَسَنَدِي،وَالرِّضا بِقَضائِكَ وَقَدَرِكَ أَقْصَىٰ عَزْمِي وَ نِهايَتِي وَأَبْعَدَ هَمِّي وَغايَتِي،حَتَّىٰ لَاأَتَّقِيَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِدِينِي، وَلَا أَطْلُبَ بِهِ غَيْرَ آخِرَتِي، وَلَا أَسْتَدْعِيَ مِنْهُ إِطْرائِي وَمَدْحِي،وَاجْعَلْ خَيْرَ الْعَواقِبِ عاقِبَتِي وَخَيْرَ الْمَصايِرِ مَصِيرِي، وَأَنْعَمَ الْعَيْشِ عَيْشِي،وَأَفْضَلَ الْهُدىٰ هُدايَ، وَأَوْفَرَ الْحُظُوظِ حَظِّي، وَأَجْزَلَ الْأَقْسامِ قِسْمِي وَنَصِيبِي،وَكُنْ لِي يَا رَبِّ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلِيّاً، وَ إِلىٰ كُلِّ خَيْرٍ دَلِيلاً وَقائِداً، وَمِنْ كُلِّ باغٍ وَحَسُودٍ ظَهِيراً وَمانِعاً،اللّٰهُمَّ بِكَ اعْتِدادِي وَعِصْمَتِي وَثِقَتِي وَتَوْفِيقِي وَحَوْلِي وَقُوَّتِي، وَلَكَ مَحْيايَ وَمَماتِي،وَفِي قَبْضَتِكَ سُكُونِي وَحَرَكَتِي، وَ إِنَّ بِعُرْوَتِكَ الْوُثْقَى اسْتِمْساكِي وَوُصْلَتِي،وَعَلَيْكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا اعْتِمادِي وَتَوَكُّلِي، وَمِنْ عَذابِ جَهَنَّمَ وَمَسِّ سَقَرَ نَجاتِي وَخَلاصِي،وَفِي دارِ أَمْنِكَ وَكَرامَتِكَ مَثْوايَ وَمُنْقَلَبِي، وَعَلَىٰ أَيْدِي سادَتِي وَمَوالِيَّ آلِ الْمُصْطَفَىٰ فَوْزِى وَفَرَجِي،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ،وَاغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَمَا وَلَدا وَأَهْلِ بَيْتِي وَجِيرانِي وَ لِكُلِّ مَنْ قَلَّدَنِي يَداً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ،إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ، [وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ]،

المطلب الرابع: دعاء يحتوي على مضامين عالية يدعى به بعد زيارة كل من الأئمة عليهم‌السلام

دعاء يحتوي علىٰ مضامين عالية يدعىٰ به بعد زيارة كلّ من الأئمّة عليهم‌السلام:وقد أورده السيّد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر بعد الزيارة الجامعة الماضية، وهو هذا الدعاء:

للّٰهُمَّ إِنِّي زُرْتُ هٰذَا الْإِمامَ مُقِرّاً بِإِمامَتِهِ، مُعْتَقِداً لِفَرْضِ طاعَتِهِ،فقَصَدْتُ مَشْهَدَهُ بِذُنُوبِي وَعُيُوبِي وَمُوبِقاتِ آثامِي وَكَثْرَةِ سَيِّئاتِي وَخَطايايَ وَمَا تَعْرِفُهُ مِنِّي،مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ، مُسْتَعِيذاً بِحِلْمِكَ، راجِياً رَحْمَتَكَ، لاجِئاً إِلَىٰ رُكْنِكَ، عائِذاً بِرَأْفَتِكَ،مُسْتَشْفِعاً بِوَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ، وَصَفِيِّكَ وَابْنِ أَصْفِيائِكَ، وَأَمِينِكَ وَابْنِ أُمَنائِكَ،وَخَلِيفَتِكَ وَابْنِ خُلَفائِكَ، الَّذِينَ جَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلىٰ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَالذَّرِيعَةَ إِلىٰ رَأْفَتِكَ وَغُفْرانِكَ،اللّٰهُمَّ وَأَوَّلُ حاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي عَلَىٰ كَثْرَتِها،وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي، وَتُطَهِّرَ دِينِي مِمَّا يُدَنِّسُهُ وَيَشِينُهُ وَيُزْرِي بِهِ،وَتَحْمِيَهُ مِنَ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ وَالْفَسادِ وَالشِّرْكِ،وَتُثَبِّتَنِي عَلَىٰ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَّتِهِ النُّجَباءِ السُّعَداءِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَتُكَ وَسَلامُكَ وَبَرَكاتُكَ،وَتُحْيِيَنِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَىٰ طاعَتِهِمْ، وَتُمِيتَنِي إِذا أَمَتَّنِي عَلَىٰ طاعَتِهِمْ،وَأَنْ لَا تَمْحُوَ مِنْ قَلْبِي مَوَدَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ وَبُغْضَ أَعْدائِهِمْ وَمُرافَقَةَ أَوْلِيائِهِمْ وَبِرَّهُمْ،وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَقْبَلَ ذٰلِكَ مِنِّي وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ عِبادَتَكَ وَالْمُواظَبَةَ عَلَيْها،وَتُنَشِّطَنِي لَها، وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعاصِيَكَ وَمَحارِمَكَ وَتَدْفَعَنِي عَنْها،وَتُجَنِّبَنِي التَّقْصِيرَ فِي صَلَواتِي وَالاسْتِهانَةَ بِها وَالتَّرَاخِيَ عَنْها، وَتُوَفِّقَنِي لِتَأْدِيَتِها كَما فَرَضْتَ،وَأَمَرْتَ بِهِ عَلَىٰ سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ خُضُوعاً وَخُشُوعاً،وَتَشْرَحَ صَدْرِي لِإِيتاءِ الزَّكَاةِ، وَ إِعْطاءِ الصَّدَقاتِ وَبَذْلِ الْمَعْرُوفِ،وَالْإِحْسانِ إِلىٰ شِيعَةِ آلِ‌مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَمُواساتِهِمْ،وَلَا تَتَوَفَّانِي إِلّا بَعْدَ أَنْ تَرْزُقَنِي حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَقُبُورِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،وَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ تَوْبَةً نَصُوحاً تَرْضاها، وَنِيَّةً تَحْمَدُها، وَعَمَلاً صالِحاً تَقْبَلُهُ،وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي وَتُهَوِّنَ عَلَيَّ سَكَراتِ الْمَوْتِ،وَتَحْشُرَنِي فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ،وَتَجْعَلَ دَمْعِي غَزِيراً فِي طاعَتِكَ، وَعَبْرَتِي جارِيَةً فِيمَا يُقَرِّبُنِي مِنْكَ، وَقَلْبِي عَطُوفاً عَلَىٰ أَوْلِيائِكَ،وَتَصُونَنِي فِي هٰذِهِ الدُّنْيا مِنَ الْعَاهاتِ وَالْآفاتِ وَالْأَمْراضِ الشَّدِيدَةِ وَالْأَسْقامِ الْمُزْمِنَةِ،وَجَمِيعِ أَنْواعِ الْبَلاءِ وَالْحَوادِثِ وَتَصْرِفَ قَلْبِي عَنِ الْحَرامِ،وَتُبَغِّضَ إِلَيَّ مَعاصِيَكَ، وَتُحَبِّبَ إِلَيَّ الْحَلالَ، وَتَفْتَحَ لِي أَبْوابَهُ،وَتُثَبِّتَ نِيَّتِي وَفِعْلِي عَلَيْهِ وَتَمُدَّ فِي عُمْرِي، وَتُغْلِقَ أَبْوابَ الْمِحَنِ عَنِّي،وَلَا تَسْلُبَنِي مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَلَا تَسْتَرِدَّ شَيْئاً مِمَّا أَحْسَنْتَ بِهِ إِلَيَّ،وَلَا تَنْزِعْ مِنِّي النِّعَمَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِها عَلَيَّ، وَتَزِيدَ فِيما خَوَّلْتَنِي وَتُضاعِفَهُ أَضْعافاً مُضاعَفَةً،وَتَرْزُقَنِي مالاً كَثِيراً واسِعاً سائِغاً هَنِيئاً نامِياً وافِياً وَعِزَّاً باقِياً كافِياً،وَجاهاً عَرِيضاً مَنِيعاً، وَ نِعْمَةً سابِغَةً عامَّةً، وَتُغْنِيَنِي بِذٰلِكَ عَنِ الْمَطالِبِ الْمُنَكَّدَةِ وَالْمَوارِدِ الصَّعْبَةِ،وَتُخَلِّصَنِي مِنْها مُعافىً فِي دِينِي وَنَفْسِي وَوَلَدِي وَمَا أَعْطَيْتَنِي وَمَنَحْتَنِي،وَتَحْفَظَ عَلَيَّ مالِي وَجَمِيعَ ما خَوَّلْتَنِي، وَتَقْبِضَ عَنِّي أَيْدِيَ الْجَبابِرَةِ، وَتَرُدَّنِي إِلىٰ وَطَنِي،وَتُبَلِّغَنِي نِهايَةَ أَمَلِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي، وَتَجْعَلَ عاقِبَةَ أَمْرِي مَحْمُودَةً حَسَنَةً سَلِيمَةً،وَتَجْعَلَنِي رَحِيبَ الصَّدْرِ، واسِعَ الْحالِ، حَسَنَ الْخُلْقِ،بَعِيداً مِنَ الْبُخْلِ وَالْمَنْعِ وَالنِّفاقِ وَالْكِذْبِ وَالْبَهْتِ وَقَوْلِ الزُّورِ،وَتُرْسِخَ فِي قَلْبِي مَحَبَّةَ مُحَمَّدٍ وَآلِ‌مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ،وَتَحْرُسَنِي يَا رَبِّ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِ حُزانَتِي،وَ إِخْوانِي وَأَهْلِ مَوَدَّتِي وَذُرِّيَّتِي بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ،اللّٰهُمَّ هٰذِهِ حاجاتِي عِنْدَكَ وَقَدِ اسْتَكْثَرتُها لِلُؤْمِي وَشُحِّي وَهِيَ عِنْدَكَ صَغِيرَةٌ حَقِيرَةٌ وَعَلَيْكَ سَهْلَةٌ يَسِيرَةٌ،فَأَسْأَلُكَ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَكَ، وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ،وَبِمَا أَوْجَبْتَ لَهُمْ وَبِسائِرِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْلِيائِكَ الْمُخْلَصِينَ مِنْ عِبادِكَ،وَبِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ لَمَّا قَضَيْتَها كُلَّها وَأَسْعَفْتَنِي بِها وَلَمْ تُخَيِّبْ أَمَلِي وَرَجائِي،اللّٰهُمَّ وَشَفِّعْ صاحِبَ هٰذَا الْقَبْرِ فِيَّ،يَا سَيِّدِي، يَا وَلِيَّ اللّٰهِ، يَا أَمِينَ اللّٰهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى اللّٰهِ عَزَّوَجَلَّ فِي هٰذِهِ الْحاجاتِ كُلِّها،بِحَقِّ آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَبِحَقِّ أَوْلادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ،فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللّٰهِ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ الْمَنْزِلَةَ الشَّرِيفَةَ، وَالْمَرْتَبَةَ الْجَلِيلَةَ، وَالْجاهَ الْعَرِيضَ،اللّٰهُمَّ لَوْ عَرَفْتُ مَنْ هُوَ أَوْجَهُ عِنْدَكَ مِنْ هٰذَا الْإِمامِ وَمِنْ آبائِهِ وَأَبْنائِهِ الطَّاهِرِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالصَّلاةُ،لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي وَقَدَّمْتُهُمْ أَمامَ حاجَتِي وَطَلِباتِي هٰذِهِ،فَاسْمَعْ مِنِّي، وَاسْتَجِبْ لِي، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،اللّٰهُمَّ وَمَا قَصُرَتْ عَنْهُ مَسْأَلَتِي، وَعَجَزَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ فِطْنَتِي مِنْ صالِحِ دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي،فَامْنُنْ بِهِ عَلَيَّ وَاحْفَظْنِي وَاحْرُسْنِي وَهَبْ لِي وَاغْفِرْلِي، وَمَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، مِنْ شَيْطانٍ مَرِيدٍ،أَوْ سُلْطانٍ عَنِيدٍ، أَوْ مُخالِفٍ فِي دِينٍ، أَوْ مُنازِعٍ فِي دُنْيا، أَوْ حاسِدٍ عَلَيَّ نِعْمَةً، أَوْ ظالِمٍ أَوْ باغٍ،فَاقْبِضْ عَنِّي يَدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ، وَاشْغَلْهُ عَنِّي بِنَفْسِهِ، وَاكْفِنِي شَرَّهُ وَشَرَّ أَتْباعِهِ وَشَياطِينِهِ،وَأَجِرْنِي مِنْ كُلِّ مَا يَضُرُّنِي وَيُجْحِفُ بِي، وَأَعْطِنِي جَمِيعَ الْخَيْرِ كُلَّهُ‌ِ مِمَّا أَعْلَمُ وَمِمَّا لَاأَعْلَمُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْلِي وَ لِوالِدَيَّ، وَلِإِخْوانِي وَأَخَواتِي،وَأَعْمامِي وَعَمَّاتِي، وَأَخْوالِي وَخالاتِي، وَأَجْدادِي وَجَدَّاتِي، وَأَوْلادِهِمْ وَذَرارِيهِمْ،وَأَزْواجِي وَذُرِّيَّاتِي، وَأَقْرِبائِي وَأَصْدِقائِي وَجِيرانِي وَ إِخْوانِي فِيكَ مِنْ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ،وَ لِجَمِيعِ أَهْلِ مَوَدَّتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ،وَ لِجَمِيعِ مَنْ عَلَّمَنِي خَيْراً، أَوْ تَعَلَّمَ مِنِّي عِلْماً،اللّٰهُمَّ أَشْرِكْهُمْ فِي صالِحِ دُعائِي وَزِيارَتِي لِمَشْهَدِ حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ،وَأَشْرِكْنِي فِي صالِحِ أَدْعِيَتِهِمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،وَبَلِّغْ وَلِيَّكَ مِنْهُمُ السَّلامَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، يَا سَيِّدِي يَا مَوْلايَ يَا فلان بن فلان،وليذكر عِوَض هذه الكلمات: اسم الامام الذي يزوره واسم أبيه.صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللّٰهِ وَذَرِيعَتِي إِلَيْهِ وَلِي حَقُّ مُوالاتِي وَتَأْمِيلِي،ي فَكُنْ شَفِيعِي إِلَى اللّٰهِ عَزَّوَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَىٰ قِصَّتِي هٰذِهِ، وَصَرْفِي عَنْ مَوْقِفِي هٰذَا بِالنُّجْحِ بِمَا سَأَلْتُهُ كُلِّهِ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ،اللّٰهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كامِلاً، وَلُبّاً راجِحاً، وَعِزّاً باقِياً، وَقَلْباً زَكِيّاً،وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذٰلِكَ كُلَّهُ لِي وَلَا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،

المطلب الخامس: في ذكر ما يودَّع به كل من الأئمة عليهم‌السلام

"ونحن في أبواب زيارات الأئمّة عليهم‌السلام من كتابنا هذا مفاتيح الجنان قد أثبتنا لكلّ منهم صلوات الله عليهم وداعاً يودّع به واقتصرنا في وداع سيّد الشهداء عليه‌السلام بما ذكرناه من الوداع في الأدب العشرين من آداب زيارته عليه‌السلام، وهنا نذكر هذه الزيارة للوداع، وقد رواها الشيخ محمد بن المشهدي في باب الوداع من كتابِه المزار الكبير، ورواها السيّد ابن طاووس بعد الزيارة الجامعة السالفة، ونحن نرويه عن كتاب مصباح الزائر، قال: إذا أردت الوداع والانصراف،

أي في أي من المشاهد المشرّفة كنت، فقل:"

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لَاسَئِمٍ وَلَا قالٍ،وَرَحْمَةُ اللّٰهُ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،سَلامَ وَلِيٍّ غَيْرِ رَاغِبٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ،وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ، وَلَا زاهِدٍ فِي قُرْبِكُمْ، لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ وَ إِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ،وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَحَشَرَنِيَ اللّٰهُ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَأَوْرَدَنِي حَوْضَكُمْ،وَأَرْضاكُمْ عَنِّي وَمَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكُمْ، وَأَحْيَانِي فِي رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَنِي فِي أَيَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيِي لَكُمْ،وَغَفَرَ ذُنُوبِي بِشَفاعَتِكُمْ، وَأَقالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكُمْ، وَأَعْلَىٰ كَعْبِي بِمُوالاتِكُمْ، وَشَرَّفَنِي بِطاعَتِكُمْ، وَأَعَزَّنِي بِهُدَاكُمْ،وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً سالِماً غانِماً مُعافىً غَنِيّاً فائِزاً بِرِضْوانِ اللّٰهِ وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ،بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ وَمَوالِيكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ وَشِيعَتِكُمْ،وَرَزَقَنِيَ اللّٰهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ مَا أَبْقانِي رَبِّي بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ،وَإِيمانٍ وَتَقْوَىٰ وَ إِخْباتٍ وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ وَالصَّلاةِ عَلَيْهِمْ،وَأَوْجِبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ وَالنُّورَ وَالْإِيمانَ وَحُسْنَ الْإِجابَةِ،كَما أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ الْعارِفِينَ بِحَقِّهِم، الْمُوجِبِينَ طاعَتَهُمْ وَالرَّاغِبِينَ فِي زِيارَتِهِمْ الْمُتَقَرِّبِينَ إِلَيْكَ وَ إِلَيْهِمْ،بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَمالِي وَأَهْلِي، اجْعَلُونِي مِنْ هَمِّكُمْ، وَصَيِّرُونِي فِي حِزْبِكُمْ،وَأَدْخِلُونِي فِي شَفاعَتِكُمْ، وَاذْكُرُونِي عِنْدَ رَبِّكُمْ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْ أَرْواحَهُمْ وَأَجْسادَهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً،وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهُ وَبَرَكاتُهُ،ونحن في أبواب زيارات الأئمّة عليهم‌السلام من كتابنا هذا مفاتيح الجنان قد أثبتنا لكلّ منهم صلوات الله عليهم وداعاً يودّع به واقتصرنا في وداع سيّد الشهداء عليه‌السلام بما ذكرناه من الوداع في الأدب العشرين من آداب زيارته عليه‌السلام، وهنا نذكر هذه الزيارة للوداع، وقد رواها الشيخ محمد بن المشهدي في باب الوداع من كتابِه المزار الكبير، ورواها السيّد ابن طاووس بعد الزيارة الجامعة السالفة، ونحن نرويه عن كتاب مصباح الزائر، قال: إذا أردت الوداع والانصراف، أي في أي من المشاهد المشرّفة كنت، فقل:السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ، سَلامَ مُوَدِّعٍ لَاسَئِمٍ وَلَا قالٍ،وَرَحْمَةُ اللّٰهُ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ،سَلامَ وَلِيٍّ غَيْرِ رَاغِبٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُنْحَرِفٍ عَنْكُمْ، وَلَا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمْ،وَلَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمْ، وَلَا زاهِدٍ فِي قُرْبِكُمْ، لَاجَعَلَهُ اللّٰهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قُبُورِكُمْ وَ إِتْيانِ مَشاهِدِكُمْ،وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَحَشَرَنِيَ اللّٰهُ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَأَوْرَدَنِي حَوْضَكُمْ،وَأَرْضاكُمْ عَنِّي وَمَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكُمْ، وَأَحْيَانِي فِي رَجْعَتِكُمْ، وَمَلَّكَنِي فِي أَيَّامِكُمْ، وَشَكَرَ سَعْيِي لَكُمْ،وَغَفَرَ ذُنُوبِي بِشَفاعَتِكُمْ، وَأَقالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكُمْ، وَأَعْلَىٰ كَعْبِي بِمُوالاتِكُمْ، وَشَرَّفَنِي بِطاعَتِكُمْ، وَأَعَزَّنِي بِهُدَاكُمْ،وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً سالِماً غانِماً مُعافىً غَنِيّاً فائِزاً بِرِضْوانِ اللّٰهِ وَفَضْلِهِ وَكِفايَتِهِ،بِأَفْضَلِ مَا يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِكُمْ وَمَوالِيكُمْ وَمُحِبِّيكُمْ وَشِيعَتِكُمْ،وَرَزَقَنِيَ اللّٰهُ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ ثُمَّ الْعَوْدَ مَا أَبْقانِي رَبِّي بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ،وَإِيمانٍ وَتَقْوَىٰ وَ إِخْباتٍ وَرِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ وَذِكْرِهِمْ وَالصَّلاةِ عَلَيْهِمْ،وَأَوْجِبْ لِيَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ وَالنُّورَ وَالْإِيمانَ وَحُسْنَ الْإِجابَةِ،كَما أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ الْعارِفِينَ بِحَقِّهِم، الْمُوجِبِينَ طاعَتَهُمْ وَالرَّاغِبِينَ فِي زِيارَتِهِمْ الْمُتَقَرِّبِينَ إِلَيْكَ وَ إِلَيْهِمْ،بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَمالِي وَأَهْلِي، اجْعَلُونِي مِنْ هَمِّكُمْ، وَصَيِّرُونِي فِي حِزْبِكُمْ،وَأَدْخِلُونِي فِي شَفاعَتِكُمْ، وَاذْكُرُونِي عِنْدَ رَبِّكُمْ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْ أَرْواحَهُمْ وَأَجْسادَهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً،وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّٰهُ وَبَرَكاتُهُ،

المطلب السادس: انّ الصادق عليه‌السلام قال: إذا كان لك حاجة إلى الله تعالى أو خفت شَيْئاً فاكتب في بياض

روي في كتاب تحفة الزائر عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا كان لك حاجة إلى الله تعالىٰ، أو خفت شيئاً فاكتب في بياض:

in the name of god in head of text prayer

اللّٰهُمَّ إِنِّي أَتَوجَّهُ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ الْأَسْماءِ إِلَيْكَ وَأَعْظَمِها لَدَيْكَ،وَأَتَقَرَّبُ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمَنْ أَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَيْكَ،بِمُحَمَّدٍ، وَعَلِيٍّ، وَفاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسىٰ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَّةِ الْمُنْتَظَرِ صَلَواتُ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اكْفِنِي كَذا وَكَذا،أي اذكر حاجتك.ثمّ تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين وتطرحها في ماء جار أو بئر فإنّه تعالىٰ يفرّج عنك.

المطلب السابع: الدعاء في زمان الغيبة

رُوي بسند معتبر أن الشيخ أبا عمرو النَّائِب الأوّل من نوّاب إمام العصر صَلَوات الله عليه أملىٰ هذا الدّعاء علیٰ أبي علي محمد بن همام وأَمَره أن يدعو به،

وقد ذكر الدّعاء السيّد ابن طاووس في كتاب جمال الأُسبوع بعد ذكره الدّعوات الواردة بعد فريضة العصر يوم الجُمعة وبعد الصّلاة الكبيرة، وقال: وإذا كان لك عذر عن كلّ ما ذكرناه فاحذر أن تُهمل هذا الدعاء، فإنَّا قد عرفناه من فضل الله جلَّ جلالُه الذّي خصَّنا به، فاعتمد عليه، وهو هذا الدّعاءُ:

اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ . اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ،فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ . اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ،فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي،اللّٰهُمَّ لَاتُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي،اللّٰهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ،حَتَّىٰ والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً،وَجَعْفَراً وَمُوسَىٰ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،اللّٰهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَىٰ دِينِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ؛ وَعافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ،وَثَبِّتْنِي عَلَىٰ طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ،وَأَنْتَ الْعالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ، وَكَشْفِ سِتْرِهِ،فَصَبِّرْنِي عَلَىٰ ذٰلِكَ حَتَّىٰ لَاأُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلَا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ، وَلَا الْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ،وَلَا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ، وَلَا أَقُولَ لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لَايَظْهَرُ،وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الْأَمْرِ،مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالْقُدْرَةَ وَالْبُرْهانَ وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِيَّةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ،فَافْعَلْ ذٰلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ،حَتَّىٰ نَنْظُرَ إِلَىٰ وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ؛ ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الْجَهالَةِ،أَبْرِزْ يَا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ،وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقَِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلَىٰ مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ،اللّٰهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ،وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ،بِحِفْظِكَ الَّذِي لَايَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ، وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ،اللّٰهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزِدْ فِي أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلَىٰ مَا وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ،فَإِنَّهُ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَالْقائِمُ الْمُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ، الزَّكِيُّ النَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ، الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ،اللّٰهُمَّ وَلَا تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا،وَلَا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ، وَالْإِيمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ،حَتَّىٰ لَايُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيامِهِ،وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذٰلِكَ كَيَقِينِنا فِي قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَا جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ،فَقَوِّ قُلُوبَنا عَلَى الْإِيمانِ بِهِ، حَتَّىٰ تَسْلُكَ بِنَا عَلَىٰ يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدَىٰ، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَىٰ، وَالطَّرِيقَةَ الْوُسْطَىٰ،وَقَوِّنا عَلَىٰ طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلَىٰ مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ،وَلَا تَسْلُبْنا ذٰلِكَ فِي حَيَاتِنا وَلَا عِنْدَ وَفاتِنا،حَتَّىٰ تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلَىٰ ذٰلِكَ، لَاشاكِّينَ وَلَا ناكِثِينَ وَلَا مُرْتابِينَ وَلَا مُكَذِّبِينَ،اللّٰهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِيهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَدَمْدِمْ عَلَىٰ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ،وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ،وَانْعَشْ بِهِ الْبِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ،وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَالْكافِرِينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْمُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ،وَجَمِيعَ الُمخالِفِينَ وَالْمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها،حَتَّىٰ لَاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً،طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحىٰ مِنْ دِينِكَ،وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ،حَتَّىٰ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَىٰ يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لَاعِوَجَ فِيهِ،وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّىٰ تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الْكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ،وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ،وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ،اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَىٰ شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ مَا يَأْمُلُونَ،وَاجْعَلْ ذٰلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ،حَتَّىٰ لَانُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ إِمامِنا،وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ عَلَيْنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا،اللّٰهُمَّ فَافْرُجْ ذٰلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَ إِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلٰهَ الْحَقِّ آمِينَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ، وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ،حَتَّىٰ لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلَا بَقِيَّةً إِلّا أَفْنَيْتَها،وَلَا قُوَّةً إِلّا أَوْهَنْتَها، وَلَا رُكْناً إِلّا هَدَمْتَهُ، وَلَا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَهُ، وَلَا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَهُ،وَلَا رايَةً إِلّا نَكَّسْتَها، وَلَا شُجاعاً إِلّا قَتَلْتَهُ، وَلَا جَيْشاً إِلّا خَذَلْتَهُ،وَارْمِهِمْ يَا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لَاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ،وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ وَلِيِّكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ الْمُؤْمِنِينَ،اللّٰهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَكَيْدَ مَنْ أَرادَهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ،وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَىٰ مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ،وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ، وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ،وَالْعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ، وَأَصْلِهِمْ ناراً،وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَأَضَلُّوا عِبادَكَ، وَأَخْرَبُوا بِلادَكَ،اللّٰهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لَالَيْلَ فِيهِ، وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ،وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ،وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتَّىٰ لَايَبْقىٰ حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلَا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ،وَاجْعَلْنا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ، وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ،وَالْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمِينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لَاحاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ،وَأَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ،وَتُنْجِي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ، فَاكْشِفْ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،وَلَا تَجَعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَالْغَيْظِ عَلَىٰ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،فَإِنِّي أَعُوذُبِكَ مِنْ ذٰلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ،،رُوي بسند معتبر أن الشيخ أبا عمرو النَّائِب الأوّل من نوّاب إمام العصر صَلَوات الله عليه أملىٰ هذا الدّعاء علیٰ أبي علي محمد بن همام وأَمَره أن يدعو به، وقد ذكر الدّعاء السيّد ابن طاووس في كتاب جمال الأُسبوع بعد ذكره الدّعوات الواردة بعد فريضة العصر يوم الجُمعة وبعد الصّلاة الكبيرة، وقال: وإذا كان لك عذر عن كلّ ما ذكرناه فاحذر أن تُهمل هذا الدعاء، فإنَّا قد عرفناه من فضل الله جلَّ جلالُه الذّي خصَّنا به، فاعتمد عليه، وهو هذا الدّعاءُ:اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ،اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ،اللّٰهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي،اللّٰهُمَّ لَاتُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي،اللّٰهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ،حَتَّىٰ والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً،وَجَعْفَراً وَمُوسَىٰ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،اللّٰهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَىٰ دِينِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ؛ وَعافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ،وَثَبِّتْنِي عَلَىٰ طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ،وَأَنْتَ الْعالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ، وَكَشْفِ سِتْرِهِ،فَصَبِّرْنِي عَلَىٰ ذٰلِكَ حَتَّىٰ لَاأُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلَا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ، وَلَا الْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ،وَلَا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ، وَلَا أَقُولَ لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لَايَظْهَرُ،وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ،اللّٰهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الْأَمْرِ،مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالْقُدْرَةَ وَالْبُرْهانَ وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِيَّةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ،فَافْعَلْ ذٰلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ،حَتَّىٰ نَنْظُرَ إِلَىٰ وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ؛ ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الْجَهالَةِ،أَبْرِزْ يَا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ،وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقَِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلَىٰ مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ،اللّٰهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ،وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ،بِحِفْظِكَ الَّذِي لَايَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ، وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ،اللّٰهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزِدْ فِي أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلَىٰ مَا وَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ،فَإِنَّهُ الْهادِي الْمَهْدِيُّ، وَالْقائِمُ الْمُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ، الزَّكِيُّ النَّقِيُّ، الرَّضِيُّ الْمَرْضِيُّ، الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ،اللّٰهُمَّ وَلَا تَسْلُبْنَا الْيَقِينَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا،وَلَا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ، وَالْإِيمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْيَقِينِ فِي ظُهُورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ،حَتَّىٰ لَايُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيامِهِ،وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذٰلِكَ كَيَقِينِنا فِي قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَمَا جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ،فَقَوِّ قُلُوبَنا عَلَى الْإِيمانِ بِهِ، حَتَّىٰ تَسْلُكَ بِنَا عَلَىٰ يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدَىٰ، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَىٰ، وَالطَّرِيقَةَ الْوُسْطَىٰ،وَقَوِّنا عَلَىٰ طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلَىٰ مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ،وَلَا تَسْلُبْنا ذٰلِكَ فِي حَيَاتِنا وَلَا عِنْدَ وَفاتِنا،حَتَّىٰ تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلَىٰ ذٰلِكَ، لَاشاكِّينَ وَلَا ناكِثِينَ وَلَا مُرْتابِينَ وَلَا مُكَذِّبِينَ،اللّٰهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِيهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَدَمْدِمْ عَلَىٰ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ،وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ،وَانْعَشْ بِهِ الْبِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ،وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِينَ وَالْكافِرِينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْمُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ،وَجَمِيعَ الُمخالِفِينَ وَالْمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها،حَتَّىٰ لَاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلَا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً،طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحىٰ مِنْ دِينِكَ،وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ،حَتَّىٰ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلَىٰ يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لَاعِوَجَ فِيهِ،وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّىٰ تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الْكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ،وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ،وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ،اللّٰهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَىٰ شِيعَتِهِ الْمُنْتَجَبِينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ مَا يَأْمُلُونَ،وَاجْعَلْ ذٰلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ،حَتَّىٰ لَانُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ إِمامِنا،وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ عَلَيْنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا،اللّٰهُمَّ فَافْرُجْ ذٰلِكَ عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَ إِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلٰهَ الْحَقِّ آمِينَ،اللّٰهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ، وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ،حَتَّىٰ لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يَا رَبِّ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلَا بَقِيَّةً إِلّا أَفْنَيْتَها،وَلَا قُوَّةً إِلّا أَوْهَنْتَها، وَلَا رُكْناً إِلّا هَدَمْتَهُ، وَلَا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَهُ، وَلَا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَهُ،وَلَا رايَةً إِلّا نَكَّسْتَها، وَلَا شُجاعاً إِلّا قَتَلْتَهُ، وَلَا جَيْشاً إِلّا خَذَلْتَهُ،وَارْمِهِمْ يَا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لَاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ،وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ وَلِيِّكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ الْمُؤْمِنِينَ،اللّٰهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَكَيْدَ مَنْ أَرادَهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ،وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَىٰ مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ،وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ، وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ،وَالْعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ، وَأَصْلِهِمْ ناراً،وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَأَضَلُّوا عِبادَكَ، وَأَخْرَبُوا بِلادَكَ،اللّٰهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لَالَيْلَ فِيهِ، وَأَحْيِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ،وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ،وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتَّىٰ لَايَبْقىٰ حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلَا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ،وَاجْعَلْنا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ، وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ،وَالْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمِينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لَاحاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ،وَأَنْتَ يَا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ، وَتُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ،وَتُنْجِي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ، فَاكْشِفْ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ،اللّٰهُمَّ لَاتَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلَا تَجْعَلْنِي مِنْ أَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،وَلَا تَجَعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَالْغَيْظِ عَلَىٰ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،فَإِنِّي أَعُوذُبِكَ مِنْ ذٰلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ،

المطلب الثامن: في آداب الزيارة بالنيابة عن الغير

اعلم أنّه يجوز للزائر أن يهدي ثواب زيارة كلّ من النبي والأئمّة عليهم‌السلام إلىٰ أرواحهم الطاهرة، كما يجوز أن يهدي إلىٰ أرواح كلّ من المؤمنين، ويجوز أن يزور بالنيابة عنه كما رُوِيَ بسند معتبر عن داود الصرمي، قال: قلت للإمام عليّ النقيّ عليه‌السلام: إِنّي زرت أباك وجعلت ذلك لكم. فقال: لك من الله أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة.

وفي حديث آخر أنّ الإمام عليّ النقيّ صلوات الله وسلامه عليه أرسل إلىٰ حائر الحسين صلوات الله عليه من يزور له ويدعو.

وَبسند معتبر عن الإمام موسىٰ بن جعفر عليهما‌السلام قال: إذا أتَيْتَ قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله فقضيت ما يجب عليك، فصلّ ركعتين، ثم قف عند رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللّٰه مِنْ أَبِي وَأُمِّي وَزَوْجَتِي وَوَلَدِي وَحامَّتِي وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ بَلَدِي حُرِّهِمْ وَعَبْدِهِمْ وَأَبْيَضِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ،فلا تشاء أن تقول للرجل: إنّي قد أقرأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنك السلام إِلَّا كنت صادقاً.وفي بعض الأحاديث أنّ سائلاً سأل أحد الإئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين عن الرجل يصلّي ركعتين، أو يصوم يوماً، أو يحجّ، أو يعتمر، أو يزور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو أحد الأئمّة الطاهرين عليهم‌السلام ويجعل ثواب ذلك لوالديه، أو لأخ له في الدين، أَو يكون علىٰ ذلك ثواب؟ فقال: إنّ ثواب ذلك يصل إلىٰ من جعل له من غير أن ينقص من أجره شيء.وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في التهذيب: من خرج زائراً عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من غسل الزيارة، وعلىٰ بعض النسخ فليقل عند فراغه من عمل الزيارة:اللّٰهُمَّ مَا أَصابَنِي مِنْ تَعَبٍ أَوْ نَصَبٍ أَوْ شَعَثٍ أَوْ لُغُوبٍ فَأْجُرْ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ فِيهِ وَأْجُرْنِي فِي قَضائِي عَنْهُ،فإذا سلّم على الإمام فليقل في آخر التسليم: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ عَنْ فُلانِ ابْنِ فُلانٍ، أَتَيْتُكَ زائِراً عَنْهُ فَاشْفَعْ لَهُ عِنْدَ رَبِّكَ،ثمّ يدعو له بما أحبَّ. وقال أيضاً: يقول الزائر إذا أناب عن غيره: اللّٰهُمَّ إِنَّ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ أَوْفَدَنِي إِلىٰ مَوالِيهِ وَمَوالِيَّ لِأَزُورَ عَنْهُ رَجاءً لِجَزِيلِ الثَّوابِ وَفِراراً مِنْ سُوءِ الْحِسابِ،اللّٰهُمَّ إِنَّهُ يَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِأَوْلِيائِهِ الدَّالِّينَ عَلَيْكَ فِي غُفْرانِكَ ذُنُوبَهُ وَحَطِّ سَيِّئاتِهِ،وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهِمْ عِنْدَ مَشْهَدِ إِمامِهِ صَلَواتُ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ،اللّٰهُمَّ فَتَقَبَّلْ مِنْهُ وَاقْبَلْ شَفاعَةَ أَوْلِيائِهِ صَلَواتُ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ،اللّٰهُمَّ جازِهِ عَلَىٰ حُسْنِ نِيَّتِهِ وَصَحِيحِ عَقِيدَتِهِ وَصِحَّةِ مُوالاتِهِ أَحْسَنَ مَا جازَيْتَ أَحَداً مِنْ عَبِيدِكَ الْمُؤْمِنِينَ،وَأَدِمْ لَهُ مَا خَوَّلْتَهُ، وَاسْتَعْمِلْهُ صالِحاً فِيما آتَيْتَهُ، وَلَا تَجْعَلْنِي آخِرَ وافِدٍ لَهُ يُوفِدُهُ،اللّٰهُمَّ أَعْتِقْ رَقَبَتَهُ مِنَ النَّارِ، وَأَوْسِعْ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ،وَاجْعَلْهُ مِنْ رُفَقاءِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ لَهُ فِي وُلْدِهِ وَمالِهِ وَأَهْلِهِ وَما مَلَكَتْ يَمِينُهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعاصِيكَ حَتَّىٰ لَايَعْصِيَكَ،وَأَعِنْهُ عَلَىٰ طاعَتِكَ وَطاعَةِ أَوْلِيائِكَ حَتَّىٰ لَاتَفْقِدَهُ حَيْثُ أَمَرْتَهُ، وَلَا تَراهُ حَيْثُ نَهَيْتَهُ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ،اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَعِذْهُ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَمِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَمِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ،وَمِنْ مَواقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَاجْعَلْ جائِزَتَهُ فِي مَوْقِفِي هٰذَا غُفْرانَكَ وَتُحْفَتَهُ فِي مَقامِي هٰذَا عِنْدَ إِمامِي صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ أَنْ تُقِيلَ عَثْرَتَهُ،وَتَقْبَلَ مَعْذِرَتَهُ، وَتَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِهِ، وَتَجْعَلَ التَّقْوَىٰ زادَهُ، وَمَا عِنْدَكَ خَيْراً لَهُ فِي مَعادِهِ،وَتَحْشُرَهُ فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَتَغْفِرَ لَهُ وَ لِوالِدَيْهِ فَإِنَّكَ خَيْرُ مَرْغُوبٍ إِلَيْهِ، وَأَكْرَمُ مَسْؤُولٍ اعْتَمَدَ الْعِبادُ عَلَيْهِ،اللّٰهُمَّ وَ لِكُلِّ مُوفِدٍ جائِزَةٌ، وَ لِكُلِّ زائِرٍ كَرامَةٌ،فَاجْعَلْ جائِزَتَهُ فِي مَوْقِفِي هٰذَا غُفْرانَكَ وَالْجَنَّةَ لَهُ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ،اللّٰهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ الْخاطِئُ الْمُذْنِبُ الْمُقِرُّ بِذُنُوبِهِ فَأَسْأَلُكَ يَا اللّٰهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،أَنْ لَاتَحْرِمَنِي بَعْدَ ذٰلِكَ الْأَجْرَ وَالثَّوابَ مِنْ فَضْلِ عَطائِكَ وَكَرَمِ تَفَضُّلِكَ،ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول:يَا مَوْلايَ، يَا إِمامِي، عَبْدُكَ فُلانُ ابْنُ فُلانٍ أَوْفَدَنِي زائِراً لِمَشْهَدِكَ،تَقَرَّبُ إِلَى اللّٰه عَزَّوَجَلَّ بِذَلِكَ وَ إِلَىٰ رَسُولِهِ وَ إِلَيْكَ يَرْجُو بِذٰلِكَ فَكاكَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ مِنَ الْعُقُوبَةِ،فَاغْفِرْ لَهُ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ يَا اللّٰهُ،لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَاإِلٰهَ إِلّا اللّٰهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ،أَسْأَلُكَ أَنْ تُصِلِّيَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَتَسْتَجِيبَ لِي فِيهِ وَفِي جَمِيعِ إِخْوانِي وَأَخَوَاتِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،