الفصل الرابع: في فضل زيارة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وكيفيتها

المطلب الأول: في فضل زيارته عليه‌السلام

ظهور قبره الشريف في عهد الرشيد

قصّة المثل «أحمى من مجير الجراد»

المطلب الثاني: في كيفية زيارته عليه‌السلام

المقصد الأول: في الزيارات المطلقة

الزيارة الخامسة

الزيارة الأولى لأمير المؤمنين عليه السلام

الدعوات الواردة عقيب زيارة الامير عليه‌السلام وبعد الفرائض والنوافل في النجف الاشرف

زيارة رأس الحسين عليه‌السلام عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام، وفي مسجد الحنانة

الزيارة الثانية «زيارة أمين الله»

الزيارة الثالثة

الزيارة الرابعة

الزيارة الخامسة لأمير المؤمنين عليه السلام

الزيارة السادسة

الزيارة السابعة

قدوم الامام زين العابدين عليه‌السلام الى زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام

وداع الأمير عليه‌السلام

المقصد الثاني: في زيارات الأمير المؤمنين عليه‌السلام المخصوصة

زيارة يوم الغدير

زيارة يوم الغدير أيضاً

زيارة يوم ميلاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

اتّحاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصيّ عليه‌السلام

زيارة ليلة المبعث ويومه

المطلب الأول: في فضل زيارته عليه‌السلام

"وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله بسند صحيح عن محمّد بن مسلم، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال:

ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّموا عليه ثمّ أتوا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر الحسين عليه‌السلام فسلّموا عليه، ثمّ عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلىٰ يوم القيامة."

"وقال: من زار قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام عارفاً بحقّه (أي وهو يعترف بإمامته، ووجوب طاعته، وأنّه الخليفة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّاً) غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مئة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبُعث من الآمنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف إلىٰ منزله فإن مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلىٰ قبره.

وروى السيّد عبد الكريم بن طاووس رحمه‌الله في فرحة الغري عنه عليه‌السلام قال: من زار أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين."

"وروي عنه عليه‌السلام أيضاً أنّه قال لابن مارد: يابن مارد، من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة، وعمرة مبرورة. يابن مارد، والله ما يُطعم الله النار قدماً تغبّرت. في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام ماشياً كان أو راكباً، يابن مارد، اكتب هذا الحديث بماء الذهب.

وروي أيضاً عنه عليه‌السلام قال: نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلّا شفاه الله."

"أقول: يظهر من أحاديث معتبرة أنّ الله تعالىٰ قد جعل قبور أمير المؤمنين عليه‌السلام وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين معاقل الخائفين، وملاجئ المضطرّين، وأَماناً لأهل الأرض، ما زارها مغموم إلّا وفرّج الله عنه، وما تمسّح بها سقيم إلّا وشفي، وما التجأ إليها أحد إلّا أمن.

روى السيّد عبد الكريم بن طاووس عن محمّد بن عليّ الشيباني، قال: خرجت أنا وأبي وعمّي حسين ليلاً متخفّين إلى الغريّ لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستّين، وكنت طفلاً صغيراً، "

"فلمّا وصلنا إلى القبر الشريف وكان يومئذٍ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبينا نحن عندهبعضنا يقرأ، وبعضنا يصلّي، وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا،

فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشريف، فجاء الأسد فجعل يمرّغ ذراعيه على القبر، فمضىٰ رجل منّا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنّا، فجئنا جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيه جراح فلم يزل يمرّغه ساعة، ثمّ انزاح عن القبر ومضیٰ فعُدنا إلىٰ ما كنَّا عليه لإتمام الزيارة والصلاة وقراءة القرآن."

وروى الشيخ الطوسي رحمه‌الله بسند صحيح عن محمّد بن مسلم، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال:

ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسلّموا عليه ثمّ أتوا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر الحسين عليه‌السلام فسلّموا عليه، ثمّ عرجوا، وينزل مثلهم أبداً إلىٰ يوم القيامة.

وقال: من زار قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام عارفاً بحقّه (أي وهو يعترف بإمامته، ووجوب طاعته، وأنّه الخليفة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّاً) غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مئة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبُعث من الآمنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف إلىٰ منزله فإن مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلىٰ قبره.

وروى السيّد عبد الكريم بن طاووس رحمه‌الله في فرحة الغري عنه عليه‌السلام قال: من زار أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين.

وروي عنه عليه‌السلام أيضاً أنّه قال لابن مارد: يابن مارد، من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة، وعمرة مبرورة. يابن مارد، والله ما يُطعم الله النار قدماً تغبّرت. في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام ماشياً كان أو راكباً، يابن مارد، اكتب هذا الحديث بماء الذهب.

وروي أيضاً عنه عليه‌السلام قال: نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلّا شفاه الله.

أقول: يظهر من أحاديث معتبرة أنّ الله تعالىٰ قد جعل قبور أمير المؤمنين عليه‌السلام وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين معاقل الخائفين، وملاجئ المضطرّين، وأَماناً لأهل الأرض، ما زارها مغموم إلّا وفرّج الله عنه، وما تمسّح بها سقيم إلّا وشفي، وما التجأ إليها أحد إلّا أمن.

روى السيّد عبد الكريم بن طاووس عن محمّد بن عليّ الشيباني، قال: خرجت أنا وأبي وعمّي حسين ليلاً متخفّين إلى الغريّ لزيارة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستّين، وكنت طفلاً صغيراً،

فلمّا وصلنا إلى القبر الشريف وكان يومئذٍ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبينا نحن عندهبعضنا يقرأ، وبعضنا يصلّي، وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا،

فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشريف، فجاء الأسد فجعل يمرّغ ذراعيه على القبر، فمضىٰ رجل منّا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنّا، فجئنا جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيه جراح فلم يزل يمرّغه ساعة، ثمّ انزاح عن القبر ومضیٰ فعُدنا إلىٰ ما كنَّا عليه لإتمام الزيارة والصلاة وقراءة القرآن.

ظهور قبره الشريف في عهد الرشيد

"وحكى الشيخ المفيد قال:

خرج الرشيد يوماً من الكوفة للصيد فصار إلىٰ ناحية الغريّين والثويّة فرأىٰ هناك ظِباءً فأمر بإرسال الصقور والكلاب المعلّمة عليها فحاولتها ساعة، ثمّ لجأت الظّباء إلىٰ أكمّة فتراجعت الصقور والكلاب عنها، فتعجّب الرشيد من ذلك، ثمّ إنّ الظِّباء هبطت من الأكمّة فسقطت الطيور والكلاب عليها، فرجعت الظِّباء إلى الأكمّة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرّة ثانية، ثمّ فعلت ذلك مرّة اُخرىٰ، "

"فقال الرشيد: اركضوا إلى الكوفة فأتوا بأكبرها سنّاً، فاُتي بشيخ من بني أسد، فقال الرشيد: أخبرني ما هذه الأكمّة، فقال: وهل أنا آمن إذا أجبت السؤال؟

فقال الرشيد: عاهدت الله علىٰ أن لا اُوذيك. فقال: حدّثني أبي، عن آبائه أنّهم كانوا يقولون: إنّ هذه الأكمة قبر عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما، جعله الله حرماً آمناً يأمن من لجأ إليه "

وحكى الشيخ المفيد قال:

خرج الرشيد يوماً من الكوفة للصيد فصار إلىٰ ناحية الغريّين والثويّة فرأىٰ هناك ظِباءً فأمر بإرسال الصقور والكلاب المعلّمة عليها فحاولتها ساعة، ثمّ لجأت الظّباء إلىٰ أكمّة فتراجعت الصقور والكلاب عنها، فتعجّب الرشيد من ذلك، ثمّ إنّ الظِّباء هبطت من الأكمّة فسقطت الطيور والكلاب عليها، فرجعت الظِّباء إلى الأكمّة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرّة ثانية، ثمّ فعلت ذلك مرّة اُخرىٰ،

فقال الرشيد: اركضوا إلى الكوفة فأتوا بأكبرها سنّاً، فاُتي بشيخ من بني أسد، فقال الرشيد: أخبرني ما هذه الأكمّة، فقال: وهل أنا آمن إذا أجبت السؤال؟

فقال الرشيد: عاهدت الله علىٰ أن لا اُوذيك. فقال: حدّثني أبي، عن آبائه أنّهم كانوا يقولون: إنّ هذه الأكمة قبر عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما، جعله الله حرماً آمناً يأمن من لجأ إليه

قصّة المثل «أحمى من مجير الجراد»

"أقول: من أمثال العرب السائرة: أحمىٰ من مجير الجراد.

وقصّة المثال أنّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طيء يسمّىٰ مُدْلج بن سويد كان ذات يومٍ في خيمة فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم، فقال: ما خطبكم؟ قالوا: جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه. فلمّا سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحه. وقال: أيكون الجراد في جواري ثمّ تريدون أخذه؟ لا يكون ذلك. فما زال يحرسه حتّىٰ حميت الشمس عليه وطار، فقال: شأنكم الآن فقد تحوّل عن جواري. "

"وقال صاحب القاموس: إنّ ذا الأعواد لقب رجل شريف جدّاً من العرب قيل: هو جدّ أكثم بن الصيفي، كانت قبيلة مضر تجبي إليه الخراج، فلمّا هرم وبلغ الكبر كان يحمل علىٰ سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبىٰ له، وكان شريفاً مكرّماً ما لجَأَ إلىٰ سريره خائف إلّا أمِنَ، وما دنا من سريره ذليل إلّا عزّ، وما أتاه جائع إلَّا شبع، انتهىٰ.

فإذا كان سرير رجل من العرب يبلغ من العزّة والرفعة هذا المبلغ فلا غرو إذا جعل الله تعالىٰ قبر وليّه الذي كان حملة سريره هم جبرئيل وميكائيل عليه‌السلام والإمام الحسن عليه‌السلام والإمام الحسين عليه‌السلام معقلاً للخائفين، وملجأً للهاربين، وغوثاً للمضطرّين، وشفاءً للمرضىٰ.

فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشريف والتصق به ما أمكنك ذلك، وألحَّ في الدعاء كي يغيثك عليه‌السلام وينجّيك من الهلاك في الدنيا والآخرة."

لُذْ إِلَى جُودِهِ تَجِدْهُ زَعِيماً***بِنَجَاةِ الْعُصَاةِ يَوْمَ لِقَاهَا

عَائِدٌ لِلْمُؤَمِّلِينَ مُجِيبٌ***سَامِعٌ مَا تُسِرُّ مِنْ نَجْوَاهَا

وحُكِيَ في كتاب دار السلام عن الشيخ الديلمي أنّه روىٰ جمع من صلحاء النجف الأشرف أن رجلاً شاهد في المنام القبّة الشريفة لحبل الله المتين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد امتدّت إليها واتّصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشريف وفي خارجه، فأنشد الرجل:

إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ حَيْدَرٍ***أَبِي شَبَّرٍ أَكْرِمْ بِهِ وَ شُبَيْرٍ

فَلَسْتُ أَخَافُ النَّارَ عِنْدَ جِوَارِهِ***وَ لا أَتَّقِي مِنْ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ

فَعَارٌ عَلَى حَامِي الْحِمَى وَ هُوَ فِي الْحِمَى***إِذَا ضَلَّ فِي الْبَيْدَاءِ عِقَالُ بَعِيرٍ

أقول: من أمثال العرب السائرة: أحمىٰ من مجير الجراد.

وقصّة المثال أنّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طيء يسمّىٰ مُدْلج بن سويد كان ذات يومٍ في خيمة فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم، فقال: ما خطبكم؟ قالوا: جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه. فلمّا سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحه. وقال: أيكون الجراد في جواري ثمّ تريدون أخذه؟ لا يكون ذلك. فما زال يحرسه حتّىٰ حميت الشمس عليه وطار، فقال: شأنكم الآن فقد تحوّل عن جواري.

وقال صاحب القاموس: إنّ ذا الأعواد لقب رجل شريف جدّاً من العرب قيل: هو جدّ أكثم بن الصيفي، كانت قبيلة مضر تجبي إليه الخراج، فلمّا هرم وبلغ الكبر كان يحمل علىٰ سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبىٰ له، وكان شريفاً مكرّماً ما لجَأَ إلىٰ سريره خائف إلّا أمِنَ، وما دنا من سريره ذليل إلّا عزّ، وما أتاه جائع إلَّا شبع، انتهىٰ.

فإذا كان سرير رجل من العرب يبلغ من العزّة والرفعة هذا المبلغ فلا غرو إذا جعل الله تعالىٰ قبر وليّه الذي كان حملة سريره هم جبرئيل وميكائيل عليه‌السلام والإمام الحسن عليه‌السلام والإمام الحسين عليه‌السلام معقلاً للخائفين، وملجأً للهاربين، وغوثاً للمضطرّين، وشفاءً للمرضىٰ.

فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشريف والتصق به ما أمكنك ذلك، وألحَّ في الدعاء كي يغيثك عليه‌السلام وينجّيك من الهلاك في الدنيا والآخرة.

لُذْ إِلَى جُودِهِ تَجِدْهُ زَعِيماً***بِنَجَاةِ الْعُصَاةِ يَوْمَ لِقَاهَا

عَائِدٌ لِلْمُؤَمِّلِينَ مُجِيبٌ***سَامِعٌ مَا تُسِرُّ مِنْ نَجْوَاهَا

وحُكِيَ في كتاب دار السلام عن الشيخ الديلمي أنّه روىٰ جمع من صلحاء النجف الأشرف أن رجلاً شاهد في المنام القبّة الشريفة لحبل الله المتين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد امتدّت إليها واتّصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشريف وفي خارجه، فأنشد الرجل:

إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ حَيْدَرٍ***أَبِي شَبَّرٍ أَكْرِمْ بِهِ وَ شُبَيْرٍ

فَلَسْتُ أَخَافُ النَّارَ عِنْدَ جِوَارِهِ***وَ لا أَتَّقِي مِنْ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ

فَعَارٌ عَلَى حَامِي الْحِمَى وَ هُوَ فِي الْحِمَى***إِذَا ضَلَّ فِي الْبَيْدَاءِ عِقَالُ بَعِيرٍ

أقول: من أمثال العرب السائرة: أحمىٰ من مجير الجراد.

وقصّة المثال أنّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طيء يسمّىٰ مُدْلج بن سويد كان ذات يومٍ في خيمة فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم، فقال: ما خطبكم؟ قالوا: جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه. فلمّا سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحه. وقال: أيكون الجراد في جواري ثمّ تريدون أخذه؟ لا يكون ذلك. فما زال يحرسه حتّىٰ حميت الشمس عليه وطار، فقال: شأنكم الآن فقد تحوّل عن جواري.

وقال صاحب القاموس: إنّ ذا الأعواد لقب رجل شريف جدّاً من العرب قيل: هو جدّ أكثم بن الصيفي، كانت قبيلة مضر تجبي إليه الخراج، فلمّا هرم وبلغ الكبر كان يحمل علىٰ سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبىٰ له، وكان شريفاً مكرّماً ما لجَأَ إلىٰ سريره خائف إلّا أمِنَ، وما دنا من سريره ذليل إلّا عزّ، وما أتاه جائع إلَّا شبع، انتهىٰ.

فإذا كان سرير رجل من العرب يبلغ من العزّة والرفعة هذا المبلغ فلا غرو إذا جعل الله تعالىٰ قبر وليّه الذي كان حملة سريره هم جبرئيل وميكائيل عليه‌السلام والإمام الحسن عليه‌السلام والإمام الحسين عليه‌السلام معقلاً للخائفين، وملجأً للهاربين، وغوثاً للمضطرّين، وشفاءً للمرضىٰ.

فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشريف والتصق به ما أمكنك ذلك، وألحَّ في الدعاء كي يغيثك عليه‌السلام وينجّيك من الهلاك في الدنيا والآخرة.

لُذْ إِلَى جُودِهِ تَجِدْهُ زَعِيماً***بِنَجَاةِ الْعُصَاةِ يَوْمَ لِقَاهَا

عَائِدٌ لِلْمُؤَمِّلِينَ مُجِيبٌ***سَامِعٌ مَا تُسِرُّ مِنْ نَجْوَاهَا

وحُكِيَ في كتاب دار السلام عن الشيخ الديلمي أنّه روىٰ جمع من صلحاء النجف الأشرف أن رجلاً شاهد في المنام القبّة الشريفة لحبل الله المتين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد امتدّت إليها واتّصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشريف وفي خارجه، فأنشد الرجل:

إِذَا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ حَيْدَرٍ***أَبِي شَبَّرٍ أَكْرِمْ بِهِ وَ شُبَيْرٍ

فَلَسْتُ أَخَافُ النَّارَ عِنْدَ جِوَارِهِ***وَ لا أَتَّقِي مِنْ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ

فَعَارٌ عَلَى حَامِي الْحِمَى وَ هُوَ فِي الْحِمَى***إِذَا ضَلَّ فِي الْبَيْدَاءِ عِقَالُ بَعِيرٍ

المطلب الثاني: في كيفية زيارته عليه‌السلام

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

المقصد الأول: في الزيارات المطلقة

الزيارة الخامسة

روی الكليني عن أبي الحسن الثالث الإمام عليّ بن محمّد النقي عليه‌السلام قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الزيارة الأولى لأمير المؤمنين عليه السلام

"الأُولىٰ: ما رواها الشيخ المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس وغيرهم.

وَصِفَتُها أنّك إذا أردت زيارته عليه‌السلام فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شيئاً من الطِّيب، وإن لم تنل أجزأك، فإذا خرجت من منزلك فقل: "

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الدعوات الواردة عقيب زيارة الامير عليه‌السلام وبعد الفرائض والنوافل في النجف الاشرف

وقال السيّد ابن طاووس في المزار: وكلّما صلّيت صلاة فرضاً كانت أو نفلاً مدّة مقامك بمشهد أمير المؤمنين ادع بهذا الدعاء:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

زيارة رأس الحسين عليه‌السلام عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام، وفي مسجد الحنانة

واعلم أنّه يستحبّ زيارة رأس الحسين عليه‌السلام عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام، وقد عقد لذلك باباً في كتابي الوسائل والمستدرك. ورویٰ في المستدرك عن كتاب المزار لمحمّد بن المشهدي أنّه زار الصادق عليه‌السلام رأس الحسين عليه‌السلام عند رأس أمير المؤمنين عليه‌السلام وصلّىٰ عنده أربع ركعات، وهذه هي الزيارة:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الزيارة الثانية «زيارة أمين الله»

"هي الزيارة المعروفة بأمين الله، وهي في غاية الاعتبار ومرويّة في جميع كتب الزيارات والمصابيح. وقال العلّامة المجلسي رحمه‌الله: أنّها أحسن الزيارات متناً وسنداً، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدّسة،

وهي كما روي بأسناد معتبرة عن جابر، عن الباقر عليه‌السلام أنّه زار الإمام زين العابدين عليه‌السلام أمير المؤمنين عليه‌السلام فوقف عند القبر وبكىٰ وقال:"

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الزيارة الثالثة

"روى السيّد عبد الكريم بن طاووس، عن صفوان الجمَّال قال: لمّا وافيت مع جعفر الصادق عليه‌السلام الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي: يا صفوان، أنخ الرّاحلة فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين عليه‌السلام، فأنختها، ثمّ نزل فاغتسل وغيَّر ثوبه وتحفَّىٰ وقال لي: إفعل مثل ما أفعله،

ثمّ أخذ نحو الذكوة «النجف» وقال: قصِّر خُطاك، وألْقِ ذقنك نحو الأرض، فإنّه يكتب لك بكلّ خطوة مئة ألف حسنة، ويمحیٰ عنك مئة ألف سيئة، ويرفع لك مئة ألف درجة، ويقضىٰ لك مئة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل،

ثمّ مشىٰ ومشيت معه على السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلىٰ أن بلغنا الذكوات (التلول)، فوقف عليه‌السلام ونظر يمنةً ويسرةً وخطّ بعكّازته فقال لي: اطلب فطلبت، فإذا أثر القبر، ثمّ أرسَلَ دموعه علىٰ خدّه وقال:"

وقال:

الزيارة الرابعة

رویٰ في مستدرك الوسائل عن كتاب المزار القديم عن مولانا الباقر عليه‌السلام قال: ذهبت مع أبي إلىٰ زيارة قبر جدّي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في النجف فوقف أبي عند القبر المطهّر وبكىٰ، وقال:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الزيارة الخامسة لأمير المؤمنين عليه السلام

روی الكليني عن أبي الحسن الثالث الإمام عليّ بن محمّد النقي عليه‌السلام قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

الزيارة السادسة

"رواها جمع مِن العلماء منهم الشيخ محمّد ابن المشهدي قال: روىٰ محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، قال:

خَرَجْت مَع صفوان الجمَّال وجماعة من أصحابنا إلى الغريِّ فزرنا أمير المؤمنين عليه‌السلام، فلمّا فرغْنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلىٰ ناحية أبي عبدالله عليه‌السلام وقال: نزور الحسين بن علي عليه‌السلام من هذا اaلمكان من عند رأس أمير المؤمنين عليه‌السلام."

"وقال صفوان: وردت ها هنا مع سيِّدي الصادق عليه‌السلام ففعل مثل هذا، ودعا بهذا الدعاء، ثمّ قال لي: يا صفوان، تعاهد هذه الزيارة، وادع بهذا الدعاء، وزر عليّاً والحسين عليه‌السلام بهذه الزيارة فإنّي ضامن على الله لكلِّ من زارهما بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قُرب أو بُعد أنّ زيارته مقبولة، وأنّ سعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من الله بالغاً ما بلغت.

أقول: سيأتي تمام الخبر في فضل هذا العمل بعد دعاء صفوان في زيارة عاشوراء وزيارة الأمير عليه‌السلام هي هذه الزيارة، استقبل قبره وقل:"

الزيارة السابعة

رواها السيّد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر فقال: اقصد باب السلام أي باب الروضة المقدّسة للأمير عليه‌السلام حيث يرى الضريح المقدّس فقل أربعاً وثلاثين مرّة:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

قدوم الامام زين العابدين عليه‌السلام الى زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام

أقول: روى السيّد عبد الكريم بن طاووس في كتاب فرحَة الغري أنّ زين العابدين عليه‌السلام ورد الكوفة ودخل مسجدها وبه أبو حمزة الثمالي، وكان من زُهّاد أهل الكوفة ومشايخها فصلّىٰ ركعتين. قال أبو حمزة: فما سمعت أطيب من لهجته، فدنوت لأسمع ما يقول فسمعته يقول:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

وداع الأمير عليه‌السلام

فإذا شئت وداعه فودّعه بهذا الوداع الذي أورده العلماء تلو ما ذكروه من الزيارة الخامسة:

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

المقصد الثاني: في زيارات الأمير المؤمنين عليه‌السلام المخصوصة

زيارة يوم الغدير

"وهي عديدة: أُولاها زيارة يوم الغدير: وقد روي عن الرِّضا عليه‌السلام أنّه قال لابن أبي نصر: يابن أبي نصر، أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه‌السلام فإنّ الله تعالىٰ يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستّين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة الفطر، الخبر.

واعلم أنّهم قد خصّوا هذا اليوم الشريف بعدّة زيارات:

الأُولىٰ:

زيارة أمين الله، وقد جعلناها الثانية من الزيارات المطلقة وهي قد سلفت."

"الثانية:

زيارة مرويّة بأسناد معتبرة عن الإمام عليّ بن محمّد النقي عليهما‌السلام قد زار عليه‌السلام بهما الأمير عليه‌السلام يوم الغدير في السنة التي أَشخصه المعتصم، وصفتها كما يلي:

إذا أردت ذلك فقف علىٰ باب القبّة المنوّرة واستأذن، وقال الشيخ الشهيد: تغتسل وتلبس أنظف ثيابك وتستأذن وتقول: #(اللَّهُمَّ إِنِّي وقفتُ عَلَىٰ بابٍ)# وهذا هو الاستئذان الأوّل الذي أثبتناه في أوّل الباب. ثمّ ادخل مقدّماً رجلك اليمنىٰ على اليسرىٰ، وامش حتّىٰ تقف على الضريح، واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقل:"

زيارة يوم الغدير أيضاً

"الثالثة:

زيارة رَواها في الإقبال، قال: عن الصادق عليه‌السلام، قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فَادْنُ من قَبره بعد الصلاة والدعاء، وإن كنت في بُعدٍ منه فأَوْمِئْ إليه بعد الصلاة، وهذا هو الدعاء:"

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

زيارة يوم ميلاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

"الثانية من الزيارات المخصوصة: زيارة يوم ميلاد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم:

روى الشهيد والمفيد والسيِّد ابن طاووس أنّ الصادق عليه‌السلام زار أمير المؤمنين صلوات الله عليه في اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل بهذه الزيارة، وعلَّمها الثقة الجليل محمّد بن مسلم الثقفي رضی‌الله‌عنه فقال: إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام فاغتسل للزيارة، والبس أنظف ثيابك، واستعمل شيئاً من الطِّيب، وسر وعليك السكينة والوقار، فإذا وصلت إلىٰ باب السلام أي باب الحرم الطاهر فاستقبل القبلة وقل: "

اعلم أنّ زياراته عليه‌السلام نوعان، فزيارات مطلقة لا تخصُّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزيارات في مقصدين:وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها:

اتّحاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوصيّ عليه‌السلام

"أقول: لو سأل سائل فقال: قد رويت زيارات مخصوصة في يوم الميلاد ويوم المبعث لأمير المؤمنين صلوات الله عليه دون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وكان ينبغي أن ترد فيها زيارة مخصوصة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكيف ذلك؟

أجبناه: إنّما ذلك لما بين هٰذين القدوتين العظيمتين من شدّة الاتِّصال، ولما بَيْن هذين النورين الطاهرين من كمال الإِتّحاد بحيث كان من زار أمير المؤمنين عليه‌السلام كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، ويشهد علىٰ ذلك الكتاب المجيد آية (أَنفُسَنَا) وهو في آية التباهل نفس المصطفىٰ ليس غيره إيّاها كما يشهد عليه من الأخبار روايات عديدة منها ما رواه الشيخ محمّد بن المشهدي، عن الصادق عليه‌السلام قال:"

إنّ رجلاً من الأعراب أتىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ منزلي ناءٍ عن منزلك وإنّي أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك وأجد عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه، وأرجع وأنا متأسف علی رؤيتك، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: مَنْ زارَ عَلِيّاً عليه‌السلام فقد زارني، وَمَنْ أَحَبّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أبغضه فقد أبغضني أبلغ قومك هذا عَنِّي، وَمَنْ أَتاهُ زائِراً فَقَدْ أَتانِي، وَأنا المجازي له يوم القيامة وجبريل وصالح المؤمنين.

"وفي الحديث المعتبر عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم عليه‌السلام، وبدن نوح عليه‌السلام وجسم عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام فإنّك زائر آباء الأوّلين ومحمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم النبيّين وعليّاً سيّد الوصيّين. وقد مرَّ في الزيارة السادسة ما يدلّ علىٰ ما قلناه وهو قولهم: استقبل قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام وقل:#السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ..#. إِلىٰ غير ذلك،

ولقد أجاد الشيخ جابر في تسميطه للقصيدة الأزرية بقوله مشيراً إلىٰ القُبَّة العلويّة:"

فَاعْتَمِدْ لِلنَّبِيِّ أَعْظَمَ رَمْسٍ‌***فِيهِ لِلطُّهْرِ أَحْمَدٍ أَيُّ نَفْسٍ

أَوْ تَرَى الْعَرْشَ فِيهِ أَنْوَرَ شَمْسٍ‌***فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ

تَتَمَنَّى الْأَفْلاكُ***لَثْمَ ثَراهَا

و قال:

مرتضایى که کرد یزدانش***همره جان مصطفى جانش

هر دو یک قبله و خردشان دو***هر دو یک روح کالبدشان دو

دو رونده چو اختر گردون***دو برادر چو موسى و هارون

هردو یک درّ یک صدف بودند***هردو پیرایه شرف بودند

تا نه بگشاد علم حیدر در***ندهد سنّت پیمبر بر

أقول: لو سأل سائل فقال: قد رويت زيارات مخصوصة في يوم الميلاد ويوم المبعث لأمير المؤمنين صلوات الله عليه دون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، وكان ينبغي أن ترد فيها زيارة مخصوصة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكيف ذلك؟

أجبناه: إنّما ذلك لما بين هٰذين القدوتين العظيمتين من شدّة الاتِّصال، ولما بَيْن هذين النورين الطاهرين من كمال الإِتّحاد بحيث كان من زار أمير المؤمنين عليه‌السلام كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم، ويشهد علىٰ ذلك الكتاب المجيد آية (أَنفُسَنَا) وهو في آية التباهل نفس المصطفىٰ ليس غيره إيّاها كما يشهد عليه من الأخبار روايات عديدة منها ما رواه الشيخ محمّد بن المشهدي، عن الصادق عليه‌السلام قال:

إنّ رجلاً من الأعراب أتىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا رسول الله، إنّ منزلي ناءٍ عن منزلك وإنّي أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك وأجد عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فيؤنسني بحديثه ومواعظه، وأرجع وأنا متأسف علی رؤيتك، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: مَنْ زارَ عَلِيّاً عليه‌السلام فقد زارني، وَمَنْ أَحَبّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أبغضه فقد أبغضني أبلغ قومك هذا عَنِّي، وَمَنْ أَتاهُ زائِراً فَقَدْ أَتانِي، وَأنا المجازي له يوم القيامة وجبريل وصالح المؤمنين.

وفي الحديث المعتبر عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم عليه‌السلام، وبدن نوح عليه‌السلام وجسم عليٍّ بن أبي طالب عليه‌السلام فإنّك زائر آباء الأوّلين ومحمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتم النبيّين وعليّاً سيّد الوصيّين. وقد مرَّ في الزيارة السادسة ما يدلّ علىٰ ما قلناه وهو قولهم: استقبل قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام وقل:#السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللهِ..#. إِلىٰ غير ذلك،

ولقد أجاد الشيخ جابر في تسميطه للقصيدة الأزرية بقوله مشيراً إلىٰ القُبَّة العلويّة:

فَاعْتَمِدْ لِلنَّبِيِّ أَعْظَمَ رَمْسٍ‌***فِيهِ لِلطُّهْرِ أَحْمَدٍ أَيُّ نَفْسٍ

أَوْ تَرَى الْعَرْشَ فِيهِ أَنْوَرَ شَمْسٍ‌***فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْسٍ

تَتَمَنَّى الْأَفْلاكُ***لَثْمَ ثَراهَا

و قال:

مرتضایى که کرد یزدانش***همره جان مصطفى جانش

هر دو یک قبله و خردشان دو***هر دو یک روح کالبدشان دو

دو رونده چو اختر گردون***دو برادر چو موسى و هارون

هردو یک درّ یک صدف بودند***هردو پیرایه شرف بودند

تا نه بگشاد علم حیدر در***ندهد سنّت پیمبر بر

زيارة ليلة المبعث ويومه

زيارة ليلة المبعث ويومه، وهو اليوم السابع والعشرون من رجب، وقد وردت فيه ثلاث زيارات:

"الاُولىٰ:

الزيارة الرجبية: "

وهي كثيرة نقتصر هنا علىٰ عدّة منها: