الفصل الثامن: في فضل زيارة الكاظمين عليهماالسلام
المطلب الأول: في فضل زيارة الكاظمين عليهالسلام وكيفيّتها
زيارة الكاظم عليهالسلام
الصلاة الكاظم عليهالسلام
زيارة الجواد عليهالسلام
الزيارات المشتركة بين الكاظم والجواد عليهماالسلام
قصّة الحاج علي البغدادي رحمهالله
المطلب الثاني: في الذهاب إلى المسجد الشريف مسجد براثاً والصلاة فيه
المطلب الثالث: في زيارة النواب الأربعة و فضل الشيخ الكليني رحمهالله
زيارة النواب الأربعة
فضل الشيخ الكليني رحمهالله
المطلب الرابع: في زيارة سلمان رضياللهعنه
مرور أمير المؤمنين عليهالسلام بطاق كسرى
زيارة حذيفة بن اليمان في المدائن
المطلب الأول: في فضل زيارة الكاظمين عليهالسلام وكيفيّتها
"وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.
وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ."
وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته
ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً.وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.
وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ.
وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته
ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً. وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
زيارة الكاظم عليهالسلام
أمَّا ما يخصُّ الإمام مُوسىٰ عليهالسلام فهي علىٰ ما رواه السيِّد ابن طاووس في المزار كما يلي: إذا أردت زيارته عليهالسلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدَّس وَعَليك السّكينة والوقار، فإذا أتيته فقف علىٰ بابه وَقُلْ:
وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ."وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً.وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ.وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً. وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
الصلاة الكاظم عليهالسلام
أقول: قد أورد الجليل للسيِّد علي بن طاووس قدس في كتاب مصباح الزّائر عند ذكر بعض زيارات الإمام مُوسىٰ بن جعفر عليهماالسلام صلاة يصلَّىٰ بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزّائِر أن لا يفوته فضل الصَّلاة بها عليه وهي:
وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ."وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً.وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ.وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً. وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
زيارة الجواد عليهالسلام
فقد قال فيها الأجلَّاء الثَّلاثة أيضاً: ثمّ توجّه نحو قبر أبي جعفر محمّد بن عليٍّ الجواد عليهماالسلام، وهو بظهر جدّه عليهالسلام: فإذا وقفت عليه فقُل:
وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ."وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً.وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ.وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً. وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
الزيارات المشتركة بين الكاظم والجواد عليهماالسلام
"الأوّل:
ما يزار به كلّ واحد منهما عليهالسلام منفرداً: روى الشيخ الجليل جعفر بن محمد ابن قولويه القمّي في كتاب كامل الزيارة عن الإمام عليّ النقيّ عليهالسلام قال: قل في زيارة كلّ من الإمامين:"
وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً.وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.وفي حديث آخر: من زاره كان له الجنّة.وروى الشيخ الجليل محمّد بن شهر اشُوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب بإسناده عن عليّ بن خلّال، قال: ما همّني أمرٌ فقصدت قبر موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام وتوسَّلْتُ به إلَّا سهّل الله تعالى لي ما أُحبّ.وقال أيضاً: وَرؤي في بغداد امرأة تهرول، فقيل لها: إلىٰ أين؟ قالت: إلىٰ مُوسىٰ بن جعفر عليهالسلام فإنّه حُبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئاً: إنّه قد مات في الحبس. فقالت: بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتَك، فإذا بابنها قد أُطْلِقَ وأُخِذ ابن المستهزئ بجنايته ورَوى الصَّدوق عن إبراهيم بن عقبه قال: كتبتُ إلى الإمام عليّ النَّقي عليهالسلام عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وزيارة الإمام مُوسىٰ بن جعفر والإمام محمّد التقي عليهماالسلام أي أسأله عن أيّهما أفضل، فكتب إليّ: أبو عبدالله عليهالسلام المقدَّم: وزيارتهما أجمع وأعظم أجراً. وأمّا في كيفيّة زيارتهما عليهماالسلام، فاعلم أنَّ الزِّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشتركٌ بين هٰذين الإمامين عليهماالسلام، وبعضها يخصّ أحدهما.
قصّة الحاج علي البغدادي رحمهالله
أقول: ممّا يناسب المقام قصّة السعيد الصالح الصفي المتّقي الحاجّ علي البغدادي التي أوردها شيخنا في جنّة المأوى والنجم الثاقب، وقال في كتاب النجم الثاقب: إنّه لو لم يكن في هذا الكتاب سوىٰ هذه القصّة المتقنة الصحيحة الحاوية علىٰ فوائد جمّة الحادثة في عصرنا لكفاه شرفاً ونفساً، ثم قال بعدما مهّده من المقدّمات: حكى الحاجّ علي أيّده الله قائلاً:
تَرَاكَم في ذمّتي من سهم الإمام عليهالسلام من الخمس مبلغ ثمانين توماناً فرحلت إلى النجف الأشرف ودفعت منها إلىٰ علم الهدىٰ والتقىٰ حضرة الشيخ مرتضىٰ أعلى الله مقامه عشرين توماناً، وإلىٰ حضرة الشيخ محمد حسين المجتهد الكاظمي عشرين توماناً، وإلىٰ حضرة الشيخ محمد الشروقي عشرين توماناً، ولم يبق عليّ سوىٰ عشرين توماناً كنت أروم أن أقدّمها إذا قفلت من النجف إلى الشيخ محمّد حسن آل يٰسۤ الكاظمي أيّده الله،
"ووددت لمّا وافيت بغداد أن أبادر إلىٰ أداء ما استمرّ عليَّ من السهم، فتوجّهت إلى الكاظميّة وكان اليوم يوم الخميس فزرت الإمامين الهمامين الكاظمين عليهماالسلام، ثم وافيت حضرة الشيخ سلّمه الله فنقدته شطراً من العشرين توماناً وأوعدته بأن أؤدّي الباقي إذا بعت بعض البضائع بأن أبذله إلىٰ مستحقّه حسب ما يحيله عليّ بالتدريج،
ثم أزمعت علىٰ مغادرة الكاظميّة ورفضت ما ألحّ فيه حضرة الشيخ من البقاء معتذراً بأنّ عليّ أن أُوفي عمال معمل النسيج أُجورهم حسب ما قرّرت عليه من بذل أجر عمل الاسبوع في يوم الخميس عصراً، فأخذت أسلك طريقي إلىٰ بغداد، "
"فلمّا قاربت ثلث الطريق إذا أنا بسيّد جليل من السادة يعرّج عليّ في طريقه إلى الكاظميّة فدنا منّي وسّلم عليّ وبسط يده للمصافحة والمعانقة ورحّب بي قائلاً: أهلاً وسهلاً، وضمّني إلىٰ صدره وتلاثمنا وكان قد تعمّم بعمامة خضراء زاهرة، وفي وجهه الشريف شامة كبيرة سوداء فتوقّف وقال: علىٰ خير أيّها الحاجّ عليّ أين المقصد؟ فأجبته: قد زرت الكاظمين عليهماالسلام، وأنا الآن ماضٍ إلىٰ بغداد،
فقال لي: عُدْ إلى الكاظمين عليهماالسلام فهذه ليلة الجمعة. قلت: لا يسعني العود. فأجاب: ذلك في وسعك، عُدْ كَي أشهد لك بأنّك من الموالين لجدّي أمير المؤمنين عليهالسلام ولنا، ويشهد لك الشيخ فقد قال تعالى: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ)، وكان هذا تلميحاً إلىٰ ما كنت أتوخّاه من التماس الشيخ أن يمنحني رقعة أجعلها في كفني يشهد لي فيها بأنّي من الموالين لأهل البيت عليهمالسلام."
"فسألته: من أين عرفتني وكيف تشهد لي؟ فأجاب: وكيف لا يعرف المرء من وافاه حقّه؟ قلت: وأيّ حقّ هذا الذي تعنيه؟ فأجاب: مابذلته لوكيلي؟ قلت: ومن هو؟ قال: الشيخ محمد حسن. فقلت: أهو وكيلك؟ أجاب: هو وكيلي وكذلك السيّد محمد.
قال الحاجّ علي: ما كنت أعرف صاحبي هذا ولكنّه كان قد دعاني باسمي فاحتملت أن تكون بيننا معرفة سابقة، وقلت أيضاً في نفسي إنّه يطالبني بشيء من الخمس ووددت أن أبذل له من سهم الإمام عليهالسلام."
فقلت: يا أيّها السيّد، إنّه قد بقي في ذمّتي من حقّكم شيء (أي حقّ السادة) وقد راجعت في ذلك حضرة الشيخ محمد حسن كي أُؤدّيه إليكم بإذنه، فتبسّم في وجهي قائلاً: نعم، قد أبلغت شطراً من حقّنا إلىٰ وكلائنا في النجف الأشرف. فقلت: هل قُبل ما أدّيته؟ قال: نعم. ثم انتبهت إلىٰ أنّ صاحبي هذا يعبّر عن أعاظم العلماء بكلمة وكلائي، فاستكبرت ذلك، ثم قلت في نفسي: العلماء وكلاء السادة في قبض حقوقهم، ثم اعترضتني الغفلة، انتهىٰ.
ثم قال لي: عد إلىٰ زيارة جدّي فطاوعته وعدت معه وكنت قابضاً علىٰ يده اليمنىٰ بيدي اليسرىٰ، فلمّا أستأنفنا المسير وجدت نهراً إلىٰ جانبنا الأيمن يجري بماء زلال، ووجدت أشجار الليمون والرارنج والعنب والرمّان وغيرها تظلّلنا من فوق رؤوسنا وكلّها مثمرة معاً في غير مواسمها، فسألته عن النهر والأشجار، فقال: إنّها تصاحب كلّ مُوال من موالينا إذا زار جدّنا وزارنا،
"فقلت له: مسألة أُريد سؤالها. قال: سل. قلت: إنّ الشيخ عبد الرزّاق رحمهالله كان ممّن يزاول التدريس وقد وافيته يوماً فسمعته يقول: من دأب في حياته علىٰ صيام النهار، وقيام الليل، وحجّ أربعين حجّة، واعتمر أربعين عمرة، ثم وافته المنون وهو بين الصفا والمروة ولم يكن هو من الموالين لأمير المؤمنين عليهالسلام ما كان له شيء من الأجر؟ فأجاب: نعم، والله ما كان له شيء.
ثم سألته عن بعض أقربائي هل هو من الموالين لأمير المؤمنين عليهالسلام؟ فأجاب: نعم، هو ومن يتّصل بك."
ثم قلت: سيّدنا مسألة. قال: سل. قلت له: يقول خطباء مآتم الحسين عليهالسلام: إنّ سليمان الأعمش أتىٰ رجلا يسأله عن زيارة سيّد الشهداء عليهالسلام فأجابه الرجل انّها بدعة، ثم رأىٰ في المنام هودجاً بين السماء والأرض فسأل عن الهودج فأُجيب بأنّ فيه فاطمة الزهراء وخديجة الكبرىٰ عليهماالسلام فسأل: أين تذهبان؟ فأُجيب: إلىٰ زيارة الحسين عليهالسلام في هذه الليلة وهي ليلة الجمعة، وشاهد رقعاً تتساقط إلى الأرض من ذلك الهودج كتب فيها:
المطلب الثاني: في الذهاب إلى المسجد الشريف مسجد براثاً والصلاة فيه
اعلم أنّ جامع براثا من المساجد المعروفة المباركة، وهو واقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد على الطريق الذي يسلكه الوافدون لزيارة الأعتاب المقدّسة في العراق من دون مبالاة بالمسجد الذي يمرّون عليه علىٰ ما روي له من الفضل والشرف الرفيع.
قال الحموي وهو من مؤرخي سنة ستمئة في كتابه معجم البلدان: براثا محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خرّبت عن آخرها. وقال: كانت الشيعة قبل الراضي بالله، والخليفة العبّاسي، يجتمع فيه قوم منهم يسبّون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتىٰ سوّىٰ به الأرض،
وأنهى الشيعة خبره إلىٰ بَحْكُم الماكاني أمير الاُمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلىٰ بعد الخمسين وأربعمئة ثمَّ تعطّلت إلى الآن،
وكانت براثا قبل بناء بغداد قريه يزعمون أنّ عليّاً عليهالسلام مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان وصلّىٰ في موضع من الجامع المذكور، وأنّه دخل حمّاماً كان في هذه القرية،
وينسب إلىٰ براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد، كان أوّل من سكن براثا في كوخٍ يتعبّد فيه فمرّت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربّيت في القصور، فنظرت إلىٰ أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له، فجاءت إلىٰ أبي شعيب وقالت: أريد أن أكون لك خادمة. فقال لها: إن أردت ذلك فتعرّي من هيئتك، وتجرّدي عمّا أنت فيه حتىٰ تصلحي لما أردت. فتجرّدت (السعيدة)عن كلّ ما تملكه ولبست لبسة النسّاك
وحضرته فتزوّجها، فلمّا دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من النّدىٰ، فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتىٰ تخرج الخصاف لأنّي سمعتك تقول: إنَّ الأرض تقول:
یَا ابْنَ آدَمَ تَجْعَلُ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ حِجاباً وَ أَنْتَ غَداً فِی بَطْنِی،"أقول: قد حدّثنا في كتاب هديّة الزائر في فضل هذا المسجد الشَّريف، وقلنا هُناك: إنّ لهذا المسجد كما يبدو من مجموع هذه الأحاديث فضائل عديدة تكفي إحداها لو حازها مسجد من المساجد أن تُشدّ إليه الرِّحال وتُطوى المراحل ابتغاء رضوان الله بالصَّلاة فيه والدّعاء، ""الأُولىٰ: إنَّ الله تعالىٰ أقرَّ أن لا ينزله بجيشه إلَّا نبيُّ أو وصيُّ نبيٍّ.""الثانية: إنّه بيت مريم. ""الثالثة: إنَّه أرض عيسىٰ عليهالسلام. ""الرابعة: إنَّ فيه العين التي نبعت لمريم. ""الخامسة: إنَّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، أبان تلك العين بإعجازه.""السادسة: إنَّ فيه صخرة بيضاء مباركة عليها وضعت مريم عيسىٰ عليهالسلام من عاتقها.""السابعة: إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كشف بإعجازه عن تلك الصخرة فنصبها إلى القبلة وصلَّى إليها.""الثامنة: صلاة أمير المؤمنين عليهالسلام وابنيه الحسن المجتبىٰ وسيِّد الشُّهداء عليهماالسلام فيه.""التاسعة: إنَّ أمير المؤمنين عليهالسلام أقام هناك أربعة أيّام. ""العاشرة: إنّه صلىٰ فيه الأنبياء لا سيّما النبيُّ خليل الرَّحمان عليهالسلام.""الحادية عشرة: إنَّه هناك قبر نبيٍّ من الأنبياء ولعلّه يوشع عليهالسلام، فقد قال الشيخ رحمة الله عليه: إنَّ قبره في الفسحة المقابلة لمسجد براثا.""الثانية عشرة: إنَّ فيه قد رُدّت الشمس لأمير المؤمنين عليهالسلام. "والغريب أنَّ المسجد بما له من الفضل والشَّرف الرفيع وبما بدا فيه من الآيات الإلٰهّية والمعجزات الحيدريَّة قد عفاه معظم الوافدين لزيارة الأعتاب المقدَّسة في العراق وهو لم يكن في ناحية منعزلة، وإنَّما هو واقع علىٰ طريقهم الَّذي يجتازونه مراراً عديدة، فلم يعهد أن يؤمّه فرد واحد من كلِّ ألف من الزُّوار، وقد يتّفق أنَّ زائراً من الزُّوار يتوجّه اليه متوخياً عظيم فضل الله فيه، فإذا وافاه والباب مغلق فاقتضىٰ فتح الباب أن يبذل نزراً يسيراً من المال تماسك عنه وتضايق، وأغمض عن عظيم الأجر، وهُو لا يحجم عن بذل الجزيل لمشاهدة مدينة بغداد وصروح الجبابرة فيها فضلاً عن المبالغ الطَّائِلة الّتي ينفقها في فضول المعاش وفي التعامل مع يهود بغداد علىٰ أمتعتهم النَّحسة النَّجسة الَّتي صار ابتياعُها كالجزء المكمِّل لزيارة معظم الزَّائرين، والله المستعان. اعلم أنّ جامع براثا من المساجد المعروفة المباركة، وهو واقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد على الطريق الذي يسلكه الوافدون لزيارة الأعتاب المقدّسة في العراق من دون مبالاة بالمسجد الذي يمرّون عليه علىٰ ما روي له من الفضل والشرف الرفيع.قال الحموي وهو من مؤرخي سنة ستمئة في كتابه معجم البلدان: براثا محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول، وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خرّبت عن آخرها. وقال: كانت الشيعة قبل الراضي بالله، والخليفة العبّاسي، يجتمع فيه قوم منهم يسبّون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتىٰ سوّىٰ به الأرض، وأنهى الشيعة خبره إلىٰ بَحْكُم الماكاني أمير الاُمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه، وكتب في صدره اسم الراضي، ولم تزل الصلاة تقام فيه إلىٰ بعد الخمسين وأربعمئة ثمَّ تعطّلت إلى الآن، وكانت براثا قبل بناء بغداد قريه يزعمون أنّ عليّاً عليهالسلام مرّ بها لمّا خرج لقتال الحروريّة بالنهروان وصلّىٰ في موضع من الجامع المذكور، وأنّه دخل حمّاماً كان في هذه القرية،وينسب إلىٰ براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد، كان أوّل من سكن براثا في كوخٍ يتعبّد فيه فمرّت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربّيت في القصور، فنظرت إلىٰ أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له، فجاءت إلىٰ أبي شعيب وقالت: أريد أن أكون لك خادمة. فقال لها: إن أردت ذلك فتعرّي من هيئتك، وتجرّدي عمّا أنت فيه حتىٰ تصلحي لما أردت. فتجرّدت (السعيدة)عن كلّ ما تملكه ولبست لبسة النسّاكوحضرته فتزوّجها، فلمّا دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من النّدىٰ، فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتىٰ تخرج الخصاف لأنّي سمعتك تقول: إنَّ الأرض تقول:یَا ابْنَ آدَمَ تَجْعَلُ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ حِجاباً وَ أَنْتَ غَداً فِی بَطْنِی،أقول: قد حدّثنا في كتاب هديّة الزائر في فضل هذا المسجد الشَّريف، وقلنا هُناك: إنّ لهذا المسجد كما يبدو من مجموع هذه الأحاديث فضائل عديدة تكفي إحداها لو حازها مسجد من المساجد أن تُشدّ إليه الرِّحال وتُطوى المراحل ابتغاء رضوان الله بالصَّلاة فيه والدّعاء، الأُولىٰ: إنَّ الله تعالىٰ أقرَّ أن لا ينزله بجيشه إلَّا نبيُّ أو وصيُّ نبيٍّ.الثانية: إنّه بيت مريم.الثالثة: إنَّه أرض عيسىٰ عليهالسلام.الرابعة: إنَّ فيه العين التي نبعت لمريم.الخامسة: إنَّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، أبان تلك العين بإعجازه.السادسة: إنَّ فيه صخرة بيضاء مباركة عليها وضعت مريم عيسىٰ عليهالسلام من عاتقها.السابعة: إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كشف بإعجازه عن تلك الصخرة فنصبها إلى القبلة وصلَّى إليها.الثامنة: صلاة أمير المؤمنين عليهالسلام وابنيه الحسن المجتبىٰ وسيِّد الشُّهداء عليهماالسلام فيه.التاسعة: إنَّ أمير المؤمنين عليهالسلام أقام هناك أربعة أيّام. العاشرة: إنّه صلىٰ فيه الأنبياء لا سيّما النبيُّ خليل الرَّحمان عليهالسلام.الحادية عشرة: إنَّه هناك قبر نبيٍّ من الأنبياء ولعلّه يوشع عليهالسلام، فقد قال الشيخ رحمة الله عليه: إنَّ قبره في الفسحة المقابلة لمسجد براثا.الثانية عشرة: إنَّ فيه قد رُدّت الشمس لأمير المؤمنين عليهالسلام. والغريب أنَّ المسجد بما له من الفضل والشَّرف الرفيع وبما بدا فيه من الآيات الإلٰهّية والمعجزات الحيدريَّة قد عفاه معظم الوافدين لزيارة الأعتاب المقدَّسة في العراق وهو لم يكن في ناحية منعزلة، وإنَّما هو واقع علىٰ طريقهم الَّذي يجتازونه مراراً عديدة، فلم يعهد أن يؤمّه فرد واحد من كلِّ ألف من الزُّوار، وقد يتّفق أنَّ زائراً من الزُّوار يتوجّه اليه متوخياً عظيم فضل الله فيه، فإذا وافاه والباب مغلق فاقتضىٰ فتح الباب أن يبذل نزراً يسيراً من المال تماسك عنه وتضايق، وأغمض عن عظيم الأجر، وهُو لا يحجم عن بذل الجزيل لمشاهدة مدينة بغداد وصروح الجبابرة فيها فضلاً عن المبالغ الطَّائِلة الّتي ينفقها في فضول المعاش وفي التعامل مع يهود بغداد علىٰ أمتعتهم النَّحسة النَّجسة الَّتي صار ابتياعُها كالجزء المكمِّل لزيارة معظم الزَّائرين، والله المستعان.
المطلب الثالث: في زيارة النواب الأربعة و فضل الشيخ الكليني رحمهالله
زيارة النواب الأربعة
وهم أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي، وأبو جعفر محمد بن عثمان، والشيخ أبو القاسم حسين بن روح النّوبختي، والشيخ الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنهم.
اعلم أنّ من وظائف الوافدين لزيارة الأعتاب المقدّسة في العراق أثناء إقامتهم في مدينة الكاظمين عليهماالسلام الطيّبة هو التوجّه إلىٰ بغداد لزيارة هؤلاء النوّاب الأربعة الّذين نابوا عن الحجّة المنتظر إمام العصر صلوات الله عليه، وزيارة قبورهم لا تتطلّب من الزائر بذل كثير من الجهد فهي مجتمعة في بغداد غير بعيدة عن الوافدين من الزوّار، وهي لو كانت منتشرة في أقاصي البلاد لكان يحقّ أن تشدّ إليها الرحال، وتطوىٰ في سبيلها المسافات الشاسعة، وتُتَحَمَّل متاعب السفر وشدائده لنيل ما في زيارة كلّ منها من الأجر العظيم والثواب الجزيل، وهم قد فاقوا جميع أصحاب الأئمّة عليهمالسلام وخواصّهم مرتبة وفضلاً،
"وفازوا بالنيابة عن الإمام عليهالسلام وسفارته والوساطة بينه وبين الرعيّة خلال سبعين سنة، وقد جرى علىٰ أيديهم كرامات كثيرة وخوارق لا تحصىٰ، ويعزى إلىٰ بعض العلماء القول بعصمتهم، وغير خفيّ أنّهم في مماتهم أيضاً وسائط، فمن اللازم أن يبلغ الإمام عليهالسلام ما تكتب في الحاجات والشدائد من الرقاع عن طريقهم، وبوسيلتهم كما عرف في محلّه.
والخلاصة أنّ عظيم فضلهم ومنزلتهم ممّا لا يحدّه البيان، وحسبنا ما ذكرناه ترغيباً في زيارتهم."
وأمّا صفة زيارتهم فهي كما ذكرها الطوسي رحمهالله في التهذيب، والسيّد ابن طاووس رحمهالله في مصباح الزائر مسنداً إلىٰ أبي القاسم حسين بن روح رحمهالله حَيث قال في صفة زيارتهم: يسلّم علىٰ رسول الله وعلىٰ أمير المؤمنين بعده وعلىٰ خديجة الكبرىٰ وعلىٰ فاطمة الزهراء وعلىٰ الحسن والحسين وعلى الأئمّة عليهمالسلام إلىٰ صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم تقول:
فضل الشيخ الكليني رحمهالله
"أقول: وينبغي أيضاً أن يزار في بغداد الشيخ الأجلّ الأفخم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني عطّر الله مرقده، وقد كان زعيم الشيعة وأوثقهم وأثبتهم في الحديث، وقد صنّف كتاب الكافي في خلال عشرين سنة، وهو الكتاب القيّم الّذي تقرّ به عيون الشيعة،
وهو منّة مُنّ بها على الشيعة ولا سيّما رجال الدين منهم، وقد عدّه ابن الأثير مجدّد مذهب الإماميّة في بدء القرن الثالث بعدما عدّ مولانا ثامن الأئمّة صلوات الله عليه مجدّداً للمذهب في القرن الثاني، ونحن قد عددنا في كتاب هديّة الزائر أغلب العلماء المدفونين في المشاهد الشريفة فليرجع إليه مَنْ شاء."
أقول: وينبغي أيضاً أن يزار في بغداد الشيخ الأجلّ الأفخم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني عطّر الله مرقده، وقد كان زعيم الشيعة وأوثقهم وأثبتهم في الحديث، وقد صنّف كتاب الكافي في خلال عشرين سنة، وهو الكتاب القيّم الّذي تقرّ به عيون الشيعة،
وهو منّة مُنّ بها على الشيعة ولا سيّما رجال الدين منهم، وقد عدّه ابن الأثير مجدّد مذهب الإماميّة في بدء القرن الثالث بعدما عدّ مولانا ثامن الأئمّة صلوات الله عليه مجدّداً للمذهب في القرن الثاني، ونحن قد عددنا في كتاب هديّة الزائر أغلب العلماء المدفونين في المشاهد الشريفة فليرجع إليه مَنْ شاء.
المطلب الرابع: في زيارة سلمان رضياللهعنه
"اعلم أنَّ من وظائف الزوّار في مدينة الكاظمين التوجّه إلى المدائن لزيارة عبدالله الصالح سلمان المحمّدي رضوان الله عليه، وهو أوّل الأركان الأربعة،
وقد خصّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله: «سلمان منّا أهل البيت»، فجعله في زمرة أهل بيت النبوّة والعصمة.وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً في فضله: سَلْمانٌ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَفُ، وَكَنْزٌ لَاٰ يَنْفَدُ، سَلْمانٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يَمْنَحُ الْحِكْمَةَ، وَيُؤتِىٰ الْبُرْهَانَ "
"وشبّهه أمير المؤمنين عليهالسلام بلقمان الحكيم، بل عدّه الصادق عليهالسلام أفضل منه، وعدّه الباقر عليهالسلام من المتوسِّمين.
ويستفاد من الأحاديث أنّه كان يعْرِف الاسم الأعظم، وأنّه كان من المحدّثين، وأنّ للايمان عشرة مراتب، وهو قد نال المرتبة العاشرة، وأنّه كان يعلم الغيب والمنايا، وأنّه كان قد أكل وهو في الدنيا من تحف الجنّة، وأنّ الجنّة كانت تشتاق إليه وتعشقه، وأنّه كان يحبّه الله ورسوله."
وأنّ الله تعالىٰ قد أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحُبّ أربعة كان سلمان أحدهم، وأنّه قد نزل في الثناء عليه وعلىٰ أقرانه آيات من القرآن الكريم، وأنّ جبرئيل كان إذا هبط على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمره أن يبلغ سلمان سلاماً عن الله تعالىٰ ويطلعه علىٰ علم المنايا والبلايا والأنساب، وأنّه كان له ليلاً مجلس يخلو فيه برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
"وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام قد علّماه من علم الله المخزون المكنون ما لا يطيق حمله سواه، وأنّه قد بلغ مبلغاً شهد في حقّه الصادق عليهالسلام قائلاً:
أَدْرَكَ سَلْمانُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَهُوَ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَحُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ"
وحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمّل في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والأُمّة بمنقبة عظيمة، هي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام طوىٰ المسافة بين المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه، ثم صلّىٰ عليه بصفوف من الملائكة، فعاد إلى المدينة في ليلته. فياله من الشرف الرفيع وَلاءُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المرء مثل هذه الدرجة الرفيعة والمرتبة السامية.
"وأمّا في صفة زيارته، فاعلم أنّ السيّد ابن طاووس قد ذكر له في مصباح الزائر أربع زيارات، ونحن نقتصر هنا بالاُولىٰ من تلك الزيارات، وقد أثبتنا الزيارة الرابعة منها في كتاب الهديّة. وقد أوردها الشيخ أيضاً في التهذيب.
فإذا شئت زيارته فقف علىٰ قبره مستقبلاً القبلة وقل:"
السَّلامُ عَلَىٰ رَسُولِ اللّٰهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَىٰ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ الرَّاشِدِينَ،السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ الْأَمِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُودَعَ أَسْرَارِ السَّادَةِ الْمَيامِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللّٰهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْمَاضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ أَطَعْتَ اللّٰهَ كَما أَمَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَمَا نَدَبَكَ، وَتَوَلَّيْتَ خَلِيفَتَهُ كَما أَلْزَمَكَ،وَدَعَوْتَ إِلَى الاهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَمَا وَقَفَكَ؛ وَعَلِمْتَ الْحَقَّ يَقِيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَمَا أَمَرَكَ،وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ وَصِيِّ الْمُصْطَفىٰ، وَطَرِيقُ حُجَّةِ اللّٰهِ الْمُرْتَضىٰ،وَأَمِينُ اللّٰهِ فِيمَا اسْتُوْدِعْتَ مِنْ عُلُومِ الْأَصْفِيَاءِ،أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ النُّجَبَاءِ الْمُخْتَارِينَ لِنُصْرَةِ الْوَصِيِّ،أَشْهَدُ أَنَّكَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ، وَالْبَراهِينِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ،وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدَّيْتَ الْأَمانَةَ،وَنَصَحْتَ لِلّٰهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذىٰ فِي جَنْبِهِ حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ، وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ آذاكَ فِي مَوالِيكَ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ أَعْنَتَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ لامَكَ فِي سَادَاتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا صاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ يَا مَوْلىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ، وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ،وَأَلْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ إِذا تَوَفَّانا بِكَ وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ الْمَيامِينِ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ إِخْوانِكَ الشِّيعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَيامِينِ،وَأَدْخَلَ الرَّوْحَ وَالرِّضْوانَ عَلَى الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،وَأَلْحَقَنا وَ إِيَّاهُمْ بِمَنْ تَوَلَّاهُ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثم اقرأ (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات، ثم صلّ مندوباً ما بدا لك.أقول: فإذا عزمت على الانصراف من زيارته فقف عليه مودعاً وقل ما ذيّل به السيّد زيارته الرابعة وَهُوَ:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، أَنْتَ بابُ اللّٰهِ الْمُؤْتىٰ مِنْهُ وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ إِلىٰ مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً،أَتَيْتُكَ زائِراً وَحَاجَاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً،وَهَا أَنَا ذَا مُوَدِّعُكَ، أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجَوَامِعَ أَمَلِي إِلىٰ مُنْتَهىٰ أَجَلِي،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ،ثم ادع كثيراً وانصرف. اعلم أنَّ من وظائف الزوّار في مدينة الكاظمين التوجّه إلى المدائن لزيارة عبدالله الصالح سلمان المحمّدي رضوان الله عليه، وهو أوّل الأركان الأربعة، وقد خصّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله: «سلمان منّا أهل البيت»، فجعله في زمرة أهل بيت النبوّة والعصمة.وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً في فضله: سَلْمانٌ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَفُ، وَكَنْزٌ لَاٰ يَنْفَدُ، سَلْمانٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يَمْنَحُ الْحِكْمَةَ، وَيُؤتِىٰ الْبُرْهَانَوشبّهه أمير المؤمنين عليهالسلام بلقمان الحكيم، بل عدّه الصادق عليهالسلام أفضل منه، وعدّه الباقر عليهالسلام من المتوسِّمين. ويستفاد من الأحاديث أنّه كان يعْرِف الاسم الأعظم، وأنّه كان من المحدّثين، وأنّ للايمان عشرة مراتب، وهو قد نال المرتبة العاشرة، وأنّه كان يعلم الغيب والمنايا، وأنّه كان قد أكل وهو في الدنيا من تحف الجنّة، وأنّ الجنّة كانت تشتاق إليه وتعشقه، وأنّه كان يحبّه الله ورسوله.وأنّ الله تعالىٰ قد أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحُبّ أربعة كان سلمان أحدهم، وأنّه قد نزل في الثناء عليه وعلىٰ أقرانه آيات من القرآن الكريم، وأنّ جبرئيل كان إذا هبط على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمره أن يبلغ سلمان سلاماً عن الله تعالىٰ ويطلعه علىٰ علم المنايا والبلايا والأنساب، وأنّه كان له ليلاً مجلس يخلو فيه برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام قد علّماه من علم الله المخزون المكنون ما لا يطيق حمله سواه، وأنّه قد بلغ مبلغاً شهد في حقّه الصادق عليهالسلام قائلاً:أَدْرَكَ سَلْمانُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَهُوَ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَحُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِوحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمّل في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والأُمّة بمنقبة عظيمة، هي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام طوىٰ المسافة بين المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه، ثم صلّىٰ عليه بصفوف من الملائكة، فعاد إلى المدينة في ليلته. فياله من الشرف الرفيع وَلاءُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المرء مثل هذه الدرجة الرفيعة والمرتبة السامية.وأمّا في صفة زيارته، فاعلم أنّ السيّد ابن طاووس قد ذكر له في مصباح الزائر أربع زيارات، ونحن نقتصر هنا بالاُولىٰ من تلك الزيارات، وقد أثبتنا الزيارة الرابعة منها في كتاب الهديّة. وقد أوردها الشيخ أيضاً في التهذيب.فإذا شئت زيارته فقف علىٰ قبره مستقبلاً القبلة وقل:السَّلامُ عَلَىٰ رَسُولِ اللّٰهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَىٰ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ الرَّاشِدِينَ،السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ الْأَمِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُودَعَ أَسْرَارِ السَّادَةِ الْمَيامِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللّٰهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْمَاضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ أَطَعْتَ اللّٰهَ كَما أَمَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَمَا نَدَبَكَ، وَتَوَلَّيْتَ خَلِيفَتَهُ كَما أَلْزَمَكَ،وَدَعَوْتَ إِلَى الاهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَمَا وَقَفَكَ؛ وَعَلِمْتَ الْحَقَّ يَقِيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَمَا أَمَرَكَ،وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ وَصِيِّ الْمُصْطَفىٰ، وَطَرِيقُ حُجَّةِ اللّٰهِ الْمُرْتَضىٰ،وَأَمِينُ اللّٰهِ فِيمَا اسْتُوْدِعْتَ مِنْ عُلُومِ الْأَصْفِيَاءِ،أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ النُّجَبَاءِ الْمُخْتَارِينَ لِنُصْرَةِ الْوَصِيِّ،أَشْهَدُ أَنَّكَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ، وَالْبَراهِينِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ،وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدَّيْتَ الْأَمانَةَ،وَنَصَحْتَ لِلّٰهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذىٰ فِي جَنْبِهِ حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ، وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ آذاكَ فِي مَوالِيكَ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ أَعْنَتَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ لامَكَ فِي سَادَاتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا صاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ يَا مَوْلىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ، وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ،وَأَلْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ إِذا تَوَفَّانا بِكَ وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ الْمَيامِينِ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ إِخْوانِكَ الشِّيعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَيامِينِ،وَأَدْخَلَ الرَّوْحَ وَالرِّضْوانَ عَلَى الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،وَأَلْحَقَنا وَ إِيَّاهُمْ بِمَنْ تَوَلَّاهُ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثم اقرأ $(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)$ سبع مرّات، ثم صلّ مندوباً ما بدا لك.أقول: فإذا عزمت على الانصراف من زيارته فقف عليه مودعاً وقل ما ذيّل به السيّد زيارته الرابعة وَهُوَ:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، أَنْتَ بابُ اللّٰهِ الْمُؤْتىٰ مِنْهُ وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ إِلىٰ مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً،أَتَيْتُكَ زائِراً وَحَاجَاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً،وَهَا أَنَا ذَا مُوَدِّعُكَ، أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجَوَامِعَ أَمَلِي إِلىٰ مُنْتَهىٰ أَجَلِي،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ،ثم ادع كثيراً وانصرف.
مرور أمير المؤمنين عليهالسلام بطاق كسرى
"أقول: إذا فرغ الزائر من زيارة سلمان رضي الله تعالىٰ عنه فعليه وظيفتان: الأُولىٰ: الصلاة ركعتين أو أكثر عند طاق كسرىٰ، فقد صلّىٰ هناك أمير المؤمنين عليهالسلام؛ روي عن عمّار الساباطي قال: قدم أمير المؤمنين عليهالسلام المدائن فنزل إيوان كسرىٰ وكان معه دلف بن بحير، فلمّا صلّىٰ قام وقال لدلف: قم معي. وكان معه جماعة من أهل ساباط، فما زال يطوف منازل كسرىٰ، ويقول لدلف: كان لكسرىٰ في هذا المكان كذا وكذا، ويقول دلف: هو والله كذلك، حتىٰ طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول: يا سيّدي ومولاي كأنّك وضعت هذه الأشياء في هذه المساكن.
ورُوِي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام مرّ على المدائن فلمّا رأىٰ آثار كسرىٰ قال رجل ممّن معه:"
جَرَتِ الرِّياحُ عَلَىٰ رُسُومِ دِيارِهِمْ***فَكَأَنَّهُمْ كانُوا عَلىٰ مِيعادِ
فقال عليهالسلام: أفلا قلت:
ثم قال عليهالسلام:
أَدْرَكَ سَلْمانُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَهُوَ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَحُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ"وحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمّل في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والأُمّة بمنقبة عظيمة، هي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام طوىٰ المسافة بين المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه، ثم صلّىٰ عليه بصفوف من الملائكة، فعاد إلى المدينة في ليلته. فياله من الشرف الرفيع وَلاءُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المرء مثل هذه الدرجة الرفيعة والمرتبة السامية."وأمّا في صفة زيارته، فاعلم أنّ السيّد ابن طاووس قد ذكر له في مصباح الزائر أربع زيارات، ونحن نقتصر هنا بالاُولىٰ من تلك الزيارات، وقد أثبتنا الزيارة الرابعة منها في كتاب الهديّة. وقد أوردها الشيخ أيضاً في التهذيب.فإذا شئت زيارته فقف علىٰ قبره مستقبلاً القبلة وقل:"السَّلامُ عَلَىٰ رَسُولِ اللّٰهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَىٰ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ الرَّاشِدِينَ،السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ الْأَمِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُودَعَ أَسْرَارِ السَّادَةِ الْمَيامِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللّٰهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْمَاضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ أَطَعْتَ اللّٰهَ كَما أَمَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَمَا نَدَبَكَ، وَتَوَلَّيْتَ خَلِيفَتَهُ كَما أَلْزَمَكَ،وَدَعَوْتَ إِلَى الاهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَمَا وَقَفَكَ؛ وَعَلِمْتَ الْحَقَّ يَقِيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَمَا أَمَرَكَ،وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ وَصِيِّ الْمُصْطَفىٰ، وَطَرِيقُ حُجَّةِ اللّٰهِ الْمُرْتَضىٰ،وَأَمِينُ اللّٰهِ فِيمَا اسْتُوْدِعْتَ مِنْ عُلُومِ الْأَصْفِيَاءِ،أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ النُّجَبَاءِ الْمُخْتَارِينَ لِنُصْرَةِ الْوَصِيِّ،أَشْهَدُ أَنَّكَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ، وَالْبَراهِينِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ،وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدَّيْتَ الْأَمانَةَ،وَنَصَحْتَ لِلّٰهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذىٰ فِي جَنْبِهِ حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ، وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ آذاكَ فِي مَوالِيكَ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ أَعْنَتَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ لامَكَ فِي سَادَاتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا صاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ يَا مَوْلىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ، وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ،وَأَلْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ إِذا تَوَفَّانا بِكَ وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ الْمَيامِينِ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ إِخْوانِكَ الشِّيعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَيامِينِ،وَأَدْخَلَ الرَّوْحَ وَالرِّضْوانَ عَلَى الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،وَأَلْحَقَنا وَ إِيَّاهُمْ بِمَنْ تَوَلَّاهُ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثم اقرأ (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات، ثم صلّ مندوباً ما بدا لك.أقول: فإذا عزمت على الانصراف من زيارته فقف عليه مودعاً وقل ما ذيّل به السيّد زيارته الرابعة وَهُوَ:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، أَنْتَ بابُ اللّٰهِ الْمُؤْتىٰ مِنْهُ وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ إِلىٰ مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً،أَتَيْتُكَ زائِراً وَحَاجَاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً،وَهَا أَنَا ذَا مُوَدِّعُكَ، أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجَوَامِعَ أَمَلِي إِلىٰ مُنْتَهىٰ أَجَلِي،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ،ثم ادع كثيراً وانصرف. اعلم أنَّ من وظائف الزوّار في مدينة الكاظمين التوجّه إلى المدائن لزيارة عبدالله الصالح سلمان المحمّدي رضوان الله عليه، وهو أوّل الأركان الأربعة، وقد خصّه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله: «سلمان منّا أهل البيت»، فجعله في زمرة أهل بيت النبوّة والعصمة.وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً في فضله: سَلْمانٌ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَفُ، وَكَنْزٌ لَاٰ يَنْفَدُ، سَلْمانٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يَمْنَحُ الْحِكْمَةَ، وَيُؤتِىٰ الْبُرْهَانَوشبّهه أمير المؤمنين عليهالسلام بلقمان الحكيم، بل عدّه الصادق عليهالسلام أفضل منه، وعدّه الباقر عليهالسلام من المتوسِّمين. ويستفاد من الأحاديث أنّه كان يعْرِف الاسم الأعظم، وأنّه كان من المحدّثين، وأنّ للايمان عشرة مراتب، وهو قد نال المرتبة العاشرة، وأنّه كان يعلم الغيب والمنايا، وأنّه كان قد أكل وهو في الدنيا من تحف الجنّة، وأنّ الجنّة كانت تشتاق إليه وتعشقه، وأنّه كان يحبّه الله ورسوله.وأنّ الله تعالىٰ قد أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بحُبّ أربعة كان سلمان أحدهم، وأنّه قد نزل في الثناء عليه وعلىٰ أقرانه آيات من القرآن الكريم، وأنّ جبرئيل كان إذا هبط على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمره أن يبلغ سلمان سلاماً عن الله تعالىٰ ويطلعه علىٰ علم المنايا والبلايا والأنساب، وأنّه كان له ليلاً مجلس يخلو فيه برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام قد علّماه من علم الله المخزون المكنون ما لا يطيق حمله سواه، وأنّه قد بلغ مبلغاً شهد في حقّه الصادق عليهالسلام قائلاً:أَدْرَكَ سَلْمانُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ، وَهُوَ بَحْرٌ لَاٰ يُنْزَحُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِوحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمّل في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والأُمّة بمنقبة عظيمة، هي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام طوىٰ المسافة بين المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه، ثم صلّىٰ عليه بصفوف من الملائكة، فعاد إلى المدينة في ليلته. فياله من الشرف الرفيع وَلاءُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المرء مثل هذه الدرجة الرفيعة والمرتبة السامية.وأمّا في صفة زيارته، فاعلم أنّ السيّد ابن طاووس قد ذكر له في مصباح الزائر أربع زيارات، ونحن نقتصر هنا بالاُولىٰ من تلك الزيارات، وقد أثبتنا الزيارة الرابعة منها في كتاب الهديّة. وقد أوردها الشيخ أيضاً في التهذيب.فإذا شئت زيارته فقف علىٰ قبره مستقبلاً القبلة وقل:السَّلامُ عَلَىٰ رَسُولِ اللّٰهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّٰهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ،السَّلامُ عَلَىٰ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ الرَّاشِدِينَ،السَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ الْأَمِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُودَعَ أَسْرَارِ السَّادَةِ الْمَيامِينِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللّٰهِ مِنَ الْبَرَرَةِ الْمَاضِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ أَطَعْتَ اللّٰهَ كَما أَمَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَمَا نَدَبَكَ، وَتَوَلَّيْتَ خَلِيفَتَهُ كَما أَلْزَمَكَ،وَدَعَوْتَ إِلَى الاهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَمَا وَقَفَكَ؛ وَعَلِمْتَ الْحَقَّ يَقِيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَمَا أَمَرَكَ،وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ وَصِيِّ الْمُصْطَفىٰ، وَطَرِيقُ حُجَّةِ اللّٰهِ الْمُرْتَضىٰ،وَأَمِينُ اللّٰهِ فِيمَا اسْتُوْدِعْتَ مِنْ عُلُومِ الْأَصْفِيَاءِ،أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ النُّجَبَاءِ الْمُخْتَارِينَ لِنُصْرَةِ الْوَصِيِّ،أَشْهَدُ أَنَّكَ صاحِبُ الْعاشِرَةِ، وَالْبَراهِينِ وَالدَّلائِلِ الْقاهِرَةِ،وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدَّيْتَ الْأَمانَةَ،وَنَصَحْتَ لِلّٰهِ وَ لِرَسُولِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الْأَذىٰ فِي جَنْبِهِ حَتَّىٰ أَتَاكَ الْيَقِينُ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ، وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ آذاكَ فِي مَوالِيكَ، لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ أَعْنَتَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ مَنْ لامَكَ فِي سَادَاتِكَ،لَعَنَ اللّٰهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الْأَلِيمَ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا صاحِبَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ يَا مَوْلىٰ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ، وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ،وَأَلْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ إِذا تَوَفَّانا بِكَ وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ الْمَيامِينِ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ،صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ إِخْوانِكَ الشِّيعَةِ الْبَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ الْمَيامِينِ،وَأَدْخَلَ الرَّوْحَ وَالرِّضْوانَ عَلَى الْخَلَفِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،وَأَلْحَقَنا وَ إِيَّاهُمْ بِمَنْ تَوَلَّاهُ مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ،ثم اقرأ $(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)$ سبع مرّات، ثم صلّ مندوباً ما بدا لك.أقول: فإذا عزمت على الانصراف من زيارته فقف عليه مودعاً وقل ما ذيّل به السيّد زيارته الرابعة وَهُوَ:السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبا عَبْدِاللّٰهِ، أَنْتَ بابُ اللّٰهِ الْمُؤْتىٰ مِنْهُ وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ،أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً، وَنَطَقْتَ صِدْقاً، وَدَعَوْتَ إِلىٰ مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً،أَتَيْتُكَ زائِراً وَحَاجَاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً،وَهَا أَنَا ذَا مُوَدِّعُكَ، أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجَوَامِعَ أَمَلِي إِلىٰ مُنْتَهىٰ أَجَلِي،وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّٰهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَّى اللّٰهُ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْأَخْيَارِ،ثم ادع كثيراً وانصرف.
زيارة حذيفة بن اليمان في المدائن
الثانية: أن يزور حذيفة بن اليمان وهو من كبار صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام، وكان في الصحابة يمتاز بمعرفة المنافقين ومعرفة أسمائهم، وكان الخليفة الثاني لا يصلّي علىٰ جنازة لم يحضرها حذيفة بن اليمان،
وكان حذيفة والياً على المدائن سنين عديدة، ثم عزله وأقرّ سلمان في مقامه، فلمّا توفّي عاد حذيفة والياً على المدائن واستمرّ عليها حتىٰ عادت الخلافة إلىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام فأصدر عليهالسلام من المدينة مرسومه الملكي إلىٰ حذيفة وإلىٰ أهل المدائن ينبئ باستقرار الأمر له ويعيّن حذيفة والياً، ولكن حذيفة مات في المدائن ودفن هناك قبلما يحلّ أمير المؤمنين عليهالسلام بجيشه بالكوفة بعد مغادرته المدينة إلى البصرة دفعاً لشرّ أصحاب الجمل.
عن أبي حمزة الثمالي قال: دعا حذيفة بن اليماني ابنه عند موته فأوصى اليه وقال: يا بنيّ، أظهر اليأس عمّا في أيدي الناس فإن فيه الغنىٰ، وإيّاك وطلب الحاجات إلى النّاس فإنَّه فقر حاضر، وكن اليوم خيراً منك أمس، وإذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع للدنيا كأنّك لا ترجع، وإيّاك وما يُعتذَر منه.
الثانية: أن يزور حذيفة بن اليمان وهو من كبار صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام، وكان في الصحابة يمتاز بمعرفة المنافقين ومعرفة أسمائهم، وكان الخليفة الثاني لا يصلّي علىٰ جنازة لم يحضرها حذيفة بن اليمان،
وكان حذيفة والياً على المدائن سنين عديدة، ثم عزله وأقرّ سلمان في مقامه، فلمّا توفّي عاد حذيفة والياً على المدائن واستمرّ عليها حتىٰ عادت الخلافة إلىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام فأصدر عليهالسلام من المدينة مرسومه الملكي إلىٰ حذيفة وإلىٰ أهل المدائن ينبئ باستقرار الأمر له ويعيّن حذيفة والياً، ولكن حذيفة مات في المدائن ودفن هناك قبلما يحلّ أمير المؤمنين عليهالسلام بجيشه بالكوفة بعد مغادرته المدينة إلى البصرة دفعاً لشرّ أصحاب الجمل.
عن أبي حمزة الثمالي قال: دعا حذيفة بن اليماني ابنه عند موته فأوصى اليه وقال: يا بنيّ، أظهر اليأس عمّا في أيدي الناس فإن فيه الغنىٰ، وإيّاك وطلب الحاجات إلى النّاس فإنَّه فقر حاضر، وكن اليوم خيراً منك أمس، وإذا صلّيت فصلّ صلاة مودّع للدنيا كأنّك لا ترجع، وإيّاك وما يُعتذَر منه.